أكتسب دير "مار جرجس الحميراء" أهميته الدينية والتاريخية منذ زمن بعيد ليصبح معلماً مميزاً للمنطقة كلها، حيث يقع في قلب "وادي النضارة" في موضع مميز.
تحيط به المعالم الطبيعية والأثرية ومنها "قلعة الحصن" شرقاً وجبل "عمار الحصن" جنوباً ومجموعة من قرى المنطقة غرباً وشمالاً.
تحتوي الكنيسة على أيقونسطاس خشبي قديم منقوش برسومات وتعابير دينية، واستمر العمل عليه من عام 1865 إلى 1899، إضافة لاحتوائه على رسم لأيقونات مقدسة تمثل أحداثاً دينية مثل "البشارة" ولوحة القديس "جاورجيوس" وهي تخلط في بنائها بين الفن العربي والبيزنطي والقوطي، وقد خصصت إحدى غرف الدير كمتحف يحتوي على كؤوس وصلبان ومخطوطات قديمة أهمها وثيقة "عمر بن الخطاب" موجهة لكنائس الشرق وعليها توقيع عدد كبير من قادة العرب المسلمين إضافة الى خوابي الزيت والخمر، وأيقونات أثرية تعود للقرن الثامن عشر
مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3/9/2013 التقت الجد "نديم دبورة" من قرية "كفرا" والذي تحدث عن الأهمية الاجتماعية والدينية للدير بقوله: «يعتبره أهل المنطقة منذ القديم مقصدهم الديني للصلوات ونذر النذور، إضافة للمؤمنين بشفيع الدير والذي بني على اسمه وهو القديس "جاورجيوس"، ويقصده الناس من جميع الطوائف ولا سيما في عيد القديس في السادس من أيار وفي عيد الصليب في الرابع عشر من أيلول، وأذكر أنه كان قديماً مقراً سياحياً للأهالي نتيجة اتساعه واحتواء المنطقة المحيطة به على الأشجار الكثيفة التي تصل حتى "نبع الفوار"، حيث كانت تقام في فناء الدير الحفلات والسهرات المرافقة للأعراس والعمادات، والمهرجان الأهم الذي كان جميع الزائرين ينتظرونه كان مترافقاً مع عيد الصليب حيث تنصب خيام السيرك وتعرض أقفاص الحيوانات البرية المتوحشة، وبعض القرود الراقصة والببغاوات المتكلمة، وتقام المزادات والألعاب الشعبية المختلفة كالمصارعة وسباق الخيل وامتطاء الثيران، وكل هذا يترافق مع سوق شعبي كبير يحتوي كل ما يرغب فيه الزائر، إضافة إلى أنه استقبل في غرفه الكثيرة النازحين اللبنانيين في فترة الأحداث والحرب اللبنانية».
المؤرخ "يوسف الشامي" تحدث عن أهمية الدير تاريخياً فقال: «استقى الدير اسمه من الهيكل الوثني "هوميرا" وتحول حرف الهاء في اللغة اليونانية إلى حرق الحاء لتلفظ "حوميرا" ولتسبتعد الأقاويل التي تحدثت عن تراب المنطقة الأحمر أو بأنه يعني التنين أو نسبة لإله المطر "هوميروس" حيث إن المنطقة كثيرة الأمطار والسيول وما إلى ذلك، ويرجع بناؤه للقرن السادس الميلادي حيث أقيمت الكنيسة القديمة من قبل الإمبراطور "يوستيانوس" البيزنطي، ويروى أنه كان عبارة عن كهف حجري تحيط به مساكن الرهبان الذين كانوا يلقون التعاليم الدينية على الأهالي ويناولون المساكين وعابري السبيل بعض الأطعمة والشراب من نافذة الكهف، وفي القرن السابع عشر بنيت الكنيسة الجديدة فوق الدير القديم، ثم شيد الطابق العلوي الذي يحوي غرف الزوار والحجاج ويبلغ عددها خمساً وخمسين غرفة».
يحيط بدير "مار جرجس" مساحة واسعة من الأراضي الزراعية التي تعود له ويحتوي في بنائه على مستودع للزيت والتبن والخمور، إضافة لوجود قاعة كبيرة لاستقبال الزائرين والنذور داخل الكنيسة القديمة».
ثم أضاف: «تحتوي الكنيسة على أيقونسطاس خشبي قديم منقوش برسومات وتعابير دينية، واستمر العمل عليه من عام 1865 إلى 1899، إضافة لاحتوائه على رسم لأيقونات مقدسة تمثل أحداثاً دينية مثل "البشارة" ولوحة القديس "جاورجيوس" وهي تخلط في بنائها بين الفن العربي والبيزنطي والقوطي، وقد خصصت إحدى غرف الدير كمتحف يحتوي على كؤوس وصلبان ومخطوطات قديمة أهمها وثيقة "عمر بن الخطاب" موجهة لكنائس الشرق وعليها توقيع عدد كبير من قادة العرب المسلمين إضافة الى خوابي الزيت والخمر، وأيقونات أثرية تعود للقرن الثامن عشر».
يتبع الدير لبطريركية الروم الأرثوذكس إضافة لكونه مسجلاً بين آثار سورية المهمة، ويبعد عن مدينة حمص حوالي ستين كيلو متراً، وكان قد بني سابقاً على الطريق الروماني العام المؤدي من السواحل البحرية إلى البلاد الداخلية.