«هي موهبة ضارية، وتشي بها لغة عذبة، وتشكيل بالصورة المبتكرة، ولها لغتها الخاصة، وهذه سمة الشاعر المبدع»، والكلام للشاعر"محمد الشيخ علي" عن الشاعرة "إيناته الصالح" بعد الأمسية التي جمعته مع الشاعرة "الصالح" والصحفية القاصّة "ماجدولين الرفاعي" في ثقافي "معرة النعمان" فقدّم "محمد الشيخ علي" عدداً من قصائده بدأها بقصيدة قال فيها:
وأخيراً قيل جاء
لم يواكبني بيان في الإذاعات
لأنك أنت ستأتي القصيدة نحوي ## تحفّ يديها بجمر الكلام ## لتولد منها شبيهاً لروحي ## لنار تعيد ارتعاش الغمام ## تغالب صوتي فيهوي خريفاً ## قبالة همس كريح عجول فأوقن أني هطول يديك وأنت الهطول ## تؤوب تجفّل خيل الحضور ## وتسقط قلباً يضيء السماء ## وأنت السماء ## فيخبو الصهيل
ولم تعلن جريدة
حينما فاجأتُ دنيايا بأسبوع بكاء
وككل الأمهات العاملات
ولدتني في الحصيدةْ.
عيد ميلاديَ مجهولٌ، ولكني كبرتُ
غير أني رقم لا يتكرر في سجلات النفوسْ.
ثمّ قدّمت القاصة والصحفية "ماجدولين الرفاعي" عدداً من قصصها القصيرة جداً، وانتهت بقصّة قصيرة بعنوان "خديجة وحرّاسها"، والختام كان مع الشاعرة "إيناته" التي قرأت عدداً من قصائدها نذكر مقطعاً من قصيدة لها بعنوان (سيخبو الصهيل):
«لأنك أنت ستأتي القصيدة نحوي
تحفّ يديها بجمر الكلام
لتولد منها شبيهاً لروحي
لنار تعيد ارتعاش الغمام
تغالب صوتي فيهوي خريفاً
قبالة همس كريح عجول
فأوقن أني هطول يديك وأنت الهطول
تؤوب تجفّل خيل الحضور
وتسقط قلباً يضيء السماء
وأنت السماء
فيخبو الصهيل»
وفي لقاء لموقع eIdleb مع المدرّس والباحث "عبد الوهاب البر" قال: «"محمد الشيخ علي" شاعر متألق له حضوره، من خلال المفردات والصور والمفارقات والمعاني الشامخة التي يستقيها من التراث تارة، ومن الواقع تارة أخرى، فيسمو ويرتفع بين هاتين القامتين، ويخرج لنا بموضوعات تلامس مشاعر النفس، أما الشاعرة "إيناته الصالح" فقد امتازت بالاتكاء على المفردات الرشيقة، والناعمة التي تدخل النفس بسرعة وتحاكي أرقّ مشاعر الإنسان، فتوقد فيه إنسانه الخامد، وتحرّكه ليسمو ويرتفع عبر الارتدادات في الصورة الشعرية التي تقدّمها من خلال المفارقات التي تغلّف بها قصائدها، فتكون كالومضة القوية خلال الرماد الصامت.
وعن القاصة والصحفية "ماجدولين الرفاعي" قال "البر": «في قصصها القصيرة أجادت في اقتناص الأفكار وتسويقها، لتحكي مواقفاً وتنتقد حالات اجتماعية، ولتعبّر عن مكنونات النفس ومن خلال هذه القصص كانت تبدد وتوقظ بعض القيم النائمة، وتنتقد بشكل لاذع بعض المواقف».
وكان للشاعر "محمد الشيخ علي" رأيه بالقاصة "ماجدولين" بقوله: «تمتاز قصص "ماجدولين" القصيرة جداً بالإيحاء والاكتظاظ لدرجة أنّ بعض هذه القصص تحميل تكثيف الشعر، أمّا في قصّتها (خديجة وحرّاسها) تألقت في فكرتها وجرأتها فيما يسود مجتمعنا من أوهام، ولكنني كنت أحبّذ أن لا تختم بهذه الجملة الأخيرة، والتي جاءت كالحكمة، فصارت كأنها تتحدّث بلغة كليلة ودمنة».
وفي لقاء مع أحد الحاضرين السيد "بشار درويش" قال: «هذه الأمسية ستظل ماثلة في الذاكرة، لما سمعناه من شعر أحسن كثيراً تجميل نفوسنا بل أزاح عنها تراكمات التلوث، وجعلنا أكثر مصالحة ودفئاً مع أرواحنا، أمّا عن القصة، فقد كانت القاصة برأي مبدعة كبيرة، حيث قدّمت نصوص بلغة رشيقة، لأفكار تلامس الواقع والوجدان، لذلك نتمنى من المركز في "معرة النعمان" الحرص دائماً على إقامة أمسيات لشعراء وأدباء من هذا المستوى»
أخيراً نذكر أن الشاعرة "إيناته الصالح" من مدينة "السلمية" شاركت في العديد من المهرجانات الشعرية، ولها مجموعة قيد الطباعة، أمّا القاصة "ماجدولين الرفاعي" فهي تشغل حالياً رئيسة تحرير تنفيذية لصحيفة الصوت العراقية، وهي صاحبة ومديرة دار "تالة" للنشر والتوزيع، ولها مجموعتان قصصيتان هما (قبلات على الجانب الآخر) (تداعيات شجيرة الزيزفون) إضافة لعشرات المقالات الصحفية، أمّا الشاعر "محمد الشيخ علي" فهو من مواليد /1951/م بلدة "كنصفرة" التي تبعد أكثر من /ثمانية عشر كيلومتر/ غربي ضريح أبي العلاء المعري، ويحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام /1975م /، وله خمسة دواوين شعرية مطبوعة هي (طرائد سانحة، فضاء لنجمة مستحيلة، مقلوب البكاء، كي تكوني، جغرافية الأنهار).