استطاع الدكتور "مصطفى عبد الفتاح" أن يسجل نفسه كأحد أبرز الوجوه الأدبية الشابة في مدينة "إدلب"، سواء من خلال الجوائز العالمية التي حصل عليها أو من خلال سعيه الدؤوب لتنشيط الحركة الأدبية في مدينة "إدلب"، فكانت أولى جهوده على هذا الطريق إطلاق مسابقة أدبية هي الأولى من نوعها في المدينة بالتعاون مع عدد من الفعاليات الأدبية والاقتصادية.
وانشغاله بالأدب لم يجعله يغفل عن مهنته الأساسية كطبيب أسنان، حيث ما تزال عيادته تعج بالمراجعين الواثقين من خبرته في ميدان طب الأسنان، موقع eIdleb التقى الأديب الدكتور "مصطفى عبد الفتاح" في حوار تناول مختلف جوانب حياته ونشاطه، حيث كانت بداية الحديث عن مسابقة "إدلب الخضراء الأدبية" التي كان له اليد الطولى في إطلاقها وعن ذلك يقول: «الهدف من إطلاق هذه المسابقة أن يكون هناك جائزة باسم محافظة "إدلب" أسوة بمثيلاتها في المحافظات الأخرى كـ"الرقة" و"حمص" و"السويداء"».
الهدف من إطلاق هذه المسابقة أن يكون هناك جائزة باسم محافظة "إدلب" أسوة بمثيلاتها في المحافظات الأخرى كـ"الرقة" و"حمص" و"السويداء"
في عام 2008 فاز الطبيب "عبد الفتاح" بجائزة "نيلسون مانديلا" للبحوث والدراسات والتي جرت لأول مرة في "سورية" من بين 70 مشاركاً وحول هذه الجائزة ومشاركته فيها يقول: «هي مسابقة أطلقتها سفارة جنوب أفريقيا في دمشق بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في مجال البحوث والدراسات، حيث شاركت ببحث نقدي تحليلي مقارن لتجربة الرئيس "نيلسون مانديلا" من خلال كتابه "رحلتي الطويلة من أجل الحرية"، وقد فزت بالمركز الأول وتم تكريمي برحلة إلى "جنوب إفريقيا" قمت خلالها بزيارة منزل ومعتقل المناضل "نيلسون مانديلا" ومؤسسة "مانديلا" للسلام وعدد من مدن جنوب أفريقيا».
وفي الحديث عن الجوائز الأدبية الأخرى التي فاز بها يقول: «حصلت على المركز الأول في مسابقة مكتب التربية العربي لدول الخليج عام 2006 عن كتاب بعنوان "أمنا الطبيعة" الذي يدرّس كرديف لمناهج التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، وفزت بالمركز الأول في مسابقة "أنجال هزاع آل نهيان" لشعر الأطفال في الإمارات العربية المتحدة للعام 2005 والفوز بمسابقة المركز الياباني للقصة القصيرة في عام 1997 وجائزة "ماري لويز" لأدب الأطفال الأخلاقي في لبنان عام 2010 وجائزة دبي الثقافية للبحوث الدراسات في الإمارات عالم 2009 وجائزة شكري الفيصل للنقاد الشباب في مجال البحوث عام 2007».
وحول بداياته مع الأدب وسبب اختياره لأدب الأطفال يقول الدكتور "مصطفى": «البداية كانت منذ الصغر عبر محاولات شعرية متواضعة نمت شيئا فشيئا من خلال تشجيع الأهل وأسرتي المحبة للأدب، وتكللت رحلتي مع الأدب بكتابة العديد من المسرحيات الغنائية للطفل العربي لفرع الطلائع في "إدلب"، وكانت بداية المشاركة في المسابقات في عام 1995 وأدب الأطفال هو من اختارني حيث إن لدي نكوصاً لحالة الطفولة لكونها اختزنت كميات كبيرة من الذكريات الحزينة التي ساهمت في بناء الوجدان الشخصي، إلى جانب الحنين إلى حياة الطفولة وذكرياتها المفعمة بالبراءة والعفوية وقد بلغ مجموع ما كتبته للأطفال 200 عمل أدبي بين قصص وقصائد شعرية».
ولكن هل كان للأدب أي تأثير على عمل "مصطفى عبد الفتاح" كطبيب؟ يجيب عن هذا السؤال بالقول: «الأدب يجعل النفس مرهفة وقادرة على التأثر بالوسط المحيط وأنا من خلال عملي في طب الأسنان لم أتأقلم حتى الآن مع ألم المريض حيث إني أعمد إلى تخدير المريض في أبسط الحالات».
في عام 2003 عمل الطبيب "مصطفى عبد الفتاح" على تأسيس نادي الأطفال الأدباء في اتحاد الكتاب العرب في "إدلب" عن هذا النادي يقول: «يضم النادي سبعين طفلاً وطفلة تصل أعمارهم حتى الصف العاشر، وهم أطفال موهوبون في مجال الأدب، حيث يتم استضافة أدباء شهرياً وعرض نتاجات هؤلاء الأطفال على الضيف وقد حقق عدد من الأطفال نتائج جيدة محليا وعربيا ففي عام 2009 فاز طفلان بجائزة الطفل الموهوب في مصر».
الشاعر والخطاط "أمين الأخرس" يرى في صديقه الأديب الدكتور "مصطفى عبد الفتاح" بأنه موهبة شابة يحق لنا الافتخار بها في "إدلب" ويضيف: «نسجل له سعيه الدؤوب في سبيل النهوض بالحركة الأدبية في "إدلب"، ونكن له كل التقدير لجهوده في إطلاق مسابقة "إدلب الخضراء الأدبية" لكونها الأولى من نوعها في المدينة، وهو كاتب متميز في أدب الأطفال كما أن له أبحاثا علمية في مجال طب الأسنان وهو أيضا عضو في الجمعية الفلكية السورية هذه المحاور الثلاثة ساهمت في بناء شخصية علمية وأدبية مميزة، وأنا جاره في نفس الحي حيث لم نلحظ منه إلا كل احترام ودماثة وخلق عال في التعامل مع كل جيرانه».
يشار إلى أن الطبيب والأديب "مصطفى عبد الفتاح" من مواليد مدينة "إدلب" عام 1972 يحمل إجازة في طب الأسنان من جامعة "حلب" منذ العام 1995 ويكتب في أدب الأطفال حيث له العديد من المؤلفات القصصية والشعرية منها: "ندى صديقة البحر"، "حكايات الغيمة"، "حكايات سنا"، "وطن المحبة"، "دوحة الزهور" وغيرها، كما أنه عضو في الجمعية الفلكية السورية وله عدة أبحاث علمية في مجال طب الأسنان.