كاتب قصصي يحتفي بالحزن والفجيعة والخيبة ومع ذلك فهو ينشد فضاءات حرة، بلا حدود ولا حراس، تحلق فيها الطيور الجميلة، هو الأديب الذي يتوغل في خبايا الروح والجسد والمكان مبتعداً لينسج مرايا وأشرعة ونجوماً ولآلئ، وبروحٍ تتعالى وتسمو إلى اللانهاية والمشاعر الجيّاشة تجتمع كلها في شخصية متفردة تسمى "زياد الأحمد".
ورغم الطفولة والنشأة المعذبة التي عانت الضياع إلا أنه تجاوز كل المحن والصعاب ليكون من ألمع الأدباء في سورية وفي محافظة "إدلب" على وجه التحديد.
إن هذا العمل هو مزيج من التخيل بالواقع الحلمي مستفيداً من عدة مدارس (السريالية والرمزية)
ففي لقاءه لموقع eIdleb بتاريخ 1/9/2008 تحدث الأستاذ "زياد" قائلاً: «لم أكن ككل الأطفال فكل إنسان لديه ذكريات عن طفولته التي ما زالت تغرد في حناياه أما أنا فعشت الطفولة المشردة، الطفولة التي لا تعرف المكان بحكم عمل والدي، وتنقلت بين17 مدرسة، ولم يكن لدي الأصدقاء كما الأصدقاء وعشت في كل البيئات المختلفة، في السهل والوادي والجبل وفي البادية والمدينة والقرية، كل هذه البيئات جعلت مني طفلاً متشتت الأجزاء لا يعرف معنى الاستقرار».
وأضاف: «بداياتي مع الأدب كانت في المرحلة الثانوية عندما كان مدرس اللغة العربية حريصا على أن أكون دائماً من المتميزين في مواضيع الإنشاء، فعمل على رعاية بذور اللغة العربية التي وجدها لدي مما أدى لنموها وتجليها في دخولي لقسم اللغة العربية بجامعة "حلب"، وكان انتقالي إلى الجامعة هو أخصب مراحل حياتي فالاهتمام بالكتّاب الشباب من قبل هيئة الجامعة وتعدد المذاهب الأدبية(كالماركسية والتقليدية والمتدينة) كانت العوامل الأساسية في تكوين شخصيتي الأدبية وجعلتني منتمياً إلى اللا انتماء فكنت أستقي ممن حولي ومن كبار الأدباء وتجاربهم وكللت جهدي بإصدار مجموعتي القصصية الأولى (الكرسي الدوار) عام 1990 والتي جمعت بها كل أعمالي قبل ذلك العام».
أما عن حياته المهنية كمدرس للغة العربية في المرحلة الثانوية فهي تتميز بتأديته لواجبه المهني وتجاوز ذلك ليقوم بالتعليم في دورات محو الأمية للفتيات وهذا ما دفع منظمة الأمم المتحدة (اليونيسيف) لتقدير عمله ومنحه شهادة تقدير.
وتتميز الأعمال التي قدمها بطابعها الممزوج بين عدة مدارس أدبية مختلفة فبالإضافة لعمله (الكرسي الدوار) كان عمله (أسرار زوجية) عام 1997 والذي قدم من خلاله عدة قصص منها "عجوز الليل الأبيض" و"الأعمى" و"عيد تحرير القمر" وغيرها من القصص التي حازت على عقول وقلوب القراء والنقاد، فالأستاذ الناقد "محمد عبد الرحمن اليونس" قال: «إن هذا العمل هو مزيج من التخيل بالواقع الحلمي مستفيداً من عدة مدارس (السريالية والرمزية)».
وعدة أعمال أخرى منها (المياه تموت عطشاً)، كما حاز على جائزة القصة القصيرة من اتحاد الكتاب العرب عام1994، و"زياد الأحمد" من مواليد "جسر الشغور" –كنيسة نخلة- عام 1964 وهو عضو مؤسس في منتدى "جسر الشغور" الإبداعي ورئيس المنتدى.