"غصنان في الإناء.. كانت له أرضاً وكان لها سماء.. وتعاهدا أن يجدلا نهراً ويحتفيا بماء.. في جلسةٍ للنصح قالت أمها كوني له امرأةً، وقال أبوه كن رجلاً.. فما أصغى لحكمته.. وما حفظت وصيتها.. وما كانا سوى غصنين من وردٍ، وضمهما إناء.
«الموهبة تبدأ كبذرة، نتعهدها بالرعاية حتى تنمو وتكبر، وهكذا بدأت، من الطبيعة القروية وحفلات الزجل والميجنا للحاج "أبو طه" و"علي حاج حسين"، والتي أحسست نفسي منخرطاً في غمارها، وطبيعة الفلاح التي لا أستطيع التخلي عنها كانت بدايات الحنين عندما كنت أدرس في السنة الأولى في معهد إعداد المعلمين وكان عمري /16/ عاماً كتبت أولى قصائدي شوقاًً إلى الأهل والقرية». من هنا انطلق الشاعر "محمد الشيخ علي"، وهكذا تحدث عن بداياته مع معشوقه "الشعر" في لقائه موقع eIdleb.
الموهبة تبدأ كبذرة، نتعهدها بالرعاية حتى تنمو وتكبر، وهكذا بدأت، من الطبيعة القروية وحفلات الزجل والميجنا للحاج "أبو طه" و"علي حاج حسين"، والتي أحسست نفسي منخرطاً في غمارها، وطبيعة الفلاح التي لا أستطيع التخلي عنها كانت بدايات الحنين عندما كنت أدرس في السنة الأولى في معهد إعداد المعلمين وكان عمري /16/ عاماً كتبت أولى قصائدي شوقاًً إلى الأهل والقرية
** لا أحب الخروج عن طبيعتي القروية كشخص، فالقرية وهبتي حنان الأم لطفلها، وطبيعتها كانت ملهمتي، لكن رغبة الشعر وحب اللغة العربية جاء نتيجة الموهبة التي صقلتها ووظفت فيها كل العناصر الأخرى ليخرج شعري ممزوجاً ببساطة الريفي، وقسوة حياته وطبيعة عمله، ومفعماً بالحب الذي توفره البيئة الريفية لأبنائها، فالموهبة والرغبة والاهتمام الأدبي، إضافةً إلى التوفيق هي العناصر التي كونت قصيدة "محمد الشيخ علي"، وكانت مجموعاتي الشعرية الخمس، "مقلوب البكاء"، "فضاء لنجمة مستحيلة"، "طرائد سانحة"، "كي تكوني"، "جغرافيا الأنهار"، تحمل تلك اللمحة القروية التي تظهر في لباسي ولهجتي.
** لا يكون الشعر إلا انعكاساً لمواقف حياتية أو متخيلة، وتشعب الحياة أدى إلى تشعب كتاباتي الشعرية فعندما أغضب فإني أغضب شعراً، وعندما أحب، أحب شعراً وبالشعر تصفو الحياة وتخرج الطاقة الكامنة نتيجة مواقف مررت بها، حتى عندما أريد أن أتذكر كيف ولدت أقول:
"وأخيراً قيل جاء.. لم تواكبني بياناتٌ، في الإذاعات ولم تعلن جريدة، حينما فاجأت دنياي بأسبوع بكاء، وككل الأمهات العاملات، ولدتني في الحصيدة، عيد ميلاديَ مجهولٌ، ولكني كبرت، بين ترنيمات أمي والقصيدة".
*وماذا عن حياتك اليومية؟
** أحاول أن أكون منتظماً كالقصيدة، ولكن مع كل النظام الذي يسود قصيدتي، لا يكون بيني وبين نظام الوقت أي اتفاق، حتى حينما أكتب الشعر، أتحين الفرصة المواتية لأكون منعزلاً عن كل المحيط حتى أجلس مع القصيدة، مبتعداً عن زوجتي وأولادي، أحاول تهيئة الجو المناسب لشيطان الشعر، ولكن بلا انتظام، حتى عندما أكون جالساً مع كبار السن أو ذاهباً إلى الحقل، فإن القصيدة تراودني.
** عملت معلماً ثم مدرساً منذ نهاية الستينات، وفي محاولةٍ للتجديد حاولت الانتقال من مركز الإشعاع الصغير إلى أكبر منه، لأواكب العمل الثقافي وأبقى على صلةٍ وثيقةٍ بالإبداع والمبدعين.
يشار أن الشاعر "محمد الشيخ علي" من أبناء قرية "كنصفرة"، ولد عام /1951/، ويحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة "دمشق".