احتضنت قرية "السكرية" التابعة لبلدة "أبي الظهور" الواقعة إلى الشرق من مدينة "سراقب" بنحو/30/ كم فعاليات المهرجان الأول للتراث الريفي الذي أقامته مديرية سياحة "إدلب" بالتعاون مع فعاليات المجتمع المحلي في منطقة "سراقب" والذي كان تظاهرة سياحية مميزة وملفتة للانتباه وحلقة أولى من سلسلة الفعاليات والأنشطة التي يجب التركيز عليها إذا ما أردنا الحفاظ على التراث الشعبي وتخليده في الذاكرة بكل تفاصيله مهما كانت بسيطة.
فعاليات المهرجان اشتملت على عدة فقرات وصور تراثية وأنماط وطرق العيش بالنسبة لسكان البادية، والبداية من مشهد لسباق الخيول العربية التي تعتبر جزءً من تلك الحياة ورمزاً من رموزها لأن العربي عرف بعشقه للفروسية وولعه بها منذ الطفولة.
المهرجان أعادنا إلى الوراء قليلاً، إلى تلك الحياة البسيطة والحلوة التي عاشها أجدادنا، أعاد إلى ذاكرتنا صوراً من الطفولة التي لا نزال نذكرها بشيء من الحنين، صور الحياة الريفية والبدوية وطيبة وكرم ونخوة وصدق أهلها، وبتعبير بسيط لا بد أن نعترف أنها عودة جميلة ويجب أن نكررها حتى تبقى تلك الصور والمظاهر محفورة في مخيلة الأجيال التي ستأتي
وكما فإن العزف على الربابة لا يقل أهمية عند سكان البادية عن الفروسية حيث نجده دائماً ما يترافق مع الشعر وكلام القصيد المغنى ولطالما كانت "الربابة" والغناء المؤنس الوحيد في سهرات وليالي البادية إلى جانب دلة القهوة العربية المرة وبعض المأكولات البسيطة التي كانت معروفة وفي متناول اليد سواء التين اليابس والزبيب.
السيد "ميمون فجر" مدير سياحة "إدلب" قال لموقع eIdleb: «أمام غِنى محافظة "إدلب" بتراثها وفلكلورها الشعبي وانتشاره في مختلف مناطق المحافظة كان لا بد من عمل شيء للحفاظ على هذا التراث والموروثات الاجتماعية التي ترسم لنا لوحة الحياة التي عاشها أجدادنا بكل تفاصيلها، ولذلك فقد عملنا في مديرية السياحة على إطلاق فكرة المهرجان وبالتعاون مع المجتمع المحلي في ناحية "أبي الظهور" ليكون تظاهرة سياحية سنوية تكرس للتعريف بالتراث الريفي في المحافظة».
أما الأستاذ "فائز قوصرة" عضو لجنة تنظيم المهرجان فقال: «لقد حاولنا خلال هذا المهرجان أن نجمع أكثر الصور التراثية للحياة في البادية وأهم محطات تلك الحياة وتوثيقها بالصوت والصورة وهو ما سنكمله خلال السنوات القادمة التي سيقام فيها المهرجان في منطقة أخرى من المحافظة لنلم من خلاله بتفاصيل الحياة الريفية القديمة والتي لا تزال موجودة في العديد من المناطق, وأنه إذا ما تم تطوير هذا المهرجان في دوراته القادمة فإنه من الممكن أن يصبح نشاطاً سياحياً يستقطب الكثير من المهتمين والسياح الذي غالباً ما يبحثون عن مثل هذه التفاصيل والصور البسيطة للحياة القديمة رغم كل قسوتها وبساطتها».
وعن رأيها بهذا المهرجان والمشاعر التي أيقظها فيها قالت "إيمان قحفظان" ابنة مدينة "إدلب" وموظفة في مجلس بلدة "أبي الظهور": «المهرجان أعادنا إلى الوراء قليلاً، إلى تلك الحياة البسيطة والحلوة التي عاشها أجدادنا، أعاد إلى ذاكرتنا صوراً من الطفولة التي لا نزال نذكرها بشيء من الحنين، صور الحياة الريفية والبدوية وطيبة وكرم ونخوة وصدق أهلها، وبتعبير بسيط لا بد أن نعترف أنها عودة جميلة ويجب أن نكررها حتى تبقى تلك الصور والمظاهر محفورة في مخيلة الأجيال التي ستأتي».