حلة جديدة وجميلة لبسها ضريح الخليفة الأموي العادل "عمر بن عبد العزيز" الواقع في قرية "دير شرقي" قرب مدينة "معرة النعمان" بعد إنجاز أعمال الترميم التي استمرت حوالي سبعة أشهر.
الدكتور "تقي اليوسف" المشرف العام على مقر الضريح تحدث لموقع eIdleb عن الأعمال التي تم تنفيذها خلال فترة الصيانة والترميم بالقول: «شملت أعمال الترميم إعادة تأهيل السور الخارجي وتجديد دورات المياه بشكل كامل وإعداد موضأ صيفي وعزل السطح بالكامل لمنع دلف السقف في فصل الشتاء، كما تم عزل القبة وتلبيسها بألواح من الرصاص، وتنظيف واجهات البناء واستبدال الأحجار المهترئة، بالإضافة إلى إجراء أعمال تجميلية من خلال تكحيل الجدران وعزلها، وتجديد كامل شبكات المياه والكهرباء والإنارة والصرف الصحي، وإعادة الروح لحديقة الضريح بعد إزالة العشوائيات منها وإن عمليات الترميم والصيانة هذه ستساهم في إعادة تخطيط الضريح لتحويله إلى معلم هام من معالم الجذب السياحي».
نقوم يومياً بحملة نظافة شاملة داخل مبنى الضريح وفي الحديقة المحيطة به، ونسعى لإشراك الأهالي بالحفاظ على هذا الصرح، كذلك قمنا بوضع حاويات قمامة داخل حديقة الضريح وفي المنطقة المجاورة له والشوارع المؤدية إلية
وذكر "اليوسف" بأن «بناء الضريح الأساسي عبارة عن بناء قديم يعود إلى العهد المملوكي، وقد ظل يعاني الإهمال حتى تسعينيات القرن الماضي عندما قامت وزارة الثقافة بتأهيل البناء بالكامل وبناء قبة تكريمية فوق باحة الضريح، وإنشاء حديقة عامة حوله يؤمها الزوار والسياح من كل البلاد ليقفوا خاشعين أمام ضريح هذا الخليفة الذي كان مضرب الأمثال في ورعه وتقواه وعدله».
مؤرخ محافظة "إدلب" "فايز قوصرة" تحدث عن تاريخ موقع الضريح بالقول: «موقع الضريح عبارة عن دير يعود إلى القرن الخامس الميلادي، حيث كان يسكنه الراهب "سمعان" وعندما أصبح الخليفة "عمر بن عبد العزيز" والياً على "خناصرة" قرب "حلب" نشأت علاقة قوية بينه وبين الراهب "سمعان" حيث كان الخليفة عمر يكثر من زيارة هذه المنطقة حيث أراضي أمه وأخواله، وحين أصبح "عمر بن عبد العزيز" خليفة المسلمين استمرت هذه العلاقة، وتطورت هذه العلاقة حتى اشترى من الراهب "سمعان" مكانا في الدير لكي يدفن فيه، وقد أصر أن يدفع ثمنه للراهب الذي أراد أن يعطيه إياه هدية حباً بجواره، ولما توفي سنة 101 للهجرة دفن مع زوجته "فاطمة بنت عبد الملك" في هذا الموضع، وقد زاره العديد من السلاطين الأيوبيين والمماليك ومنهم السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 584 للهجرة».
"عبد الكريم اليوسف" رئيس بلدية "دير شرقي" تحدث عن الإجراءات التي قامت بها البلدية بالقول: «نقوم يومياً بحملة نظافة شاملة داخل مبنى الضريح وفي الحديقة المحيطة به، ونسعى لإشراك الأهالي بالحفاظ على هذا الصرح، كذلك قمنا بوضع حاويات قمامة داخل حديقة الضريح وفي المنطقة المجاورة له والشوارع المؤدية إلية».
ويعتبر ضريح الخلفية "عمر بن عبد العزيز" واحداً من أهم المزارات الدينية في سورية وعن دوره في تنشيط منتج السياحة الدينية في سورية يقول الأستاذ "محمد ميمون فجر" مدير السياحة في "إدلب": «إن إجراء صيانة لمقر الضريح أمر ضروري جداً بغية إلباسه حلة جديدة تلائم النشاط الكبير في حركة السياحة الدينية التي يشهدها المقام، حيث هناك زيادة ملحوظة بعدد زوار الضريح، ففي عام 2008 كان عدد الزوار 20 ألف زائر، وفي العام الماضي بلغ 50 ألفاً أما في هذا العام ولغاية منتصف العام فقد وصل العدد إلى ستين ألف زائر، ونحن نخطط أن يصل عدد سياح الضريح في عام 2013 إلى نصف مليون سائح».