تعرّضت مئات الدونمات من القمح عائدة لمزارعين في قرية "جوباس" الواقعة على بعد 18 كم جنوب شرق مدينة "إدلب"، للإصابة بمرض "الصدأ"، حيث باتت مواسم هؤلاء المزارعين في خطر كبير ما يهددهم بخسائر مادية فادحة.
موقع eIdleb زار حقول القمح المصابة في قرية "جوباس" برفقة السيد "أحمد الأسعد" رئيس جمعية "جوباس" الفلاحية، والذي تحدّث باسم المزارعين المنكوبين قائلاً: «تعودنا في كل عام أن نزرع حقولنا من بذارنا، لكننا في هذا الموسم أردنا أن نجرب بذار مؤسسة إكثار البذار، فتسلمنا من المؤسسة حوالي عشرة أطنان من بذار القمح الطري صنف شام 8، ونتيجة أجواء الرطوبة التي سادت مؤخراً لاحظنا بأنه بدأت تنتشر في حقولنا أعراض الإصابة بمرض الصدأ، حيث بلغت نسبة الإصابة في معظم الحقول 100%، فالحقول البعل قد أنهاها المرض تماماً، أما الحقول المروية وهي قليلة جداً في القرية بدأت مع ارتفاع الحرارة تستعيد شيئاً من عافيتها، ومما لا شك فيه فإن تفاقم الإصابة في حقولنا بهذا الشكل سببه نوع البذار المسلم إلينا، وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن مقاومة هذا الصنف ضعيفة جداً ضد الآفات الزراعية».
أنا أملك حقلاً تبلغ مساحته أربعين دونماً، وذلك من إجمالي المساحة المصابة في القرية والمقدرة بحوالي ستين هكتاراً تعود ملكيتها لحوالي خمسين مزارعاً، وهناك نية جماعية عند الفلاحين المتضررين من ذلك بإقامة دعوة قضائية ضد مؤسسة إكثار البذار نتيجة لذلك
ويضيف رئيس الجمعية الفلاحية في "جوباس": «أنا أملك حقلاً تبلغ مساحته أربعين دونماً، وذلك من إجمالي المساحة المصابة في القرية والمقدرة بحوالي ستين هكتاراً تعود ملكيتها لحوالي خمسين مزارعاً، وهناك نية جماعية عند الفلاحين المتضررين من ذلك بإقامة دعوة قضائية ضد مؤسسة إكثار البذار نتيجة لذلك».
نقلنا شكوى المزارعين في قرية "جوباس" إلى المهندس "وضّاح دياب" مدير فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار في "إدلب" الذي أفادنا بالقول: «أدخلت مؤسسة إكثار البذار صنف قمح شام 8 في عام 2004، وبعد خمس سنوات من التجربة والاختبارات تم التوصل إلى نوعية محسنة هي التي تم توزيعها على المزارعين في هذا الموسم، كما أن وباء صدأ القمح في هذا الموسم انتشر في كل دول المنطقة، "تركيا" و"العراق" وغيرها من الدول المجاورة، ولم تقتصر الإصابة فقط على "سورية"، كما أن الإصابة امتدت إلى حقول الأقماح القاسية، وسبب تفشي الإصابة بهذا الشكل الكبير هي الظروف الجوية المناسبة لانتشاره والتي سادت خلال العام الحالي، خاصة الرطوبة العالية، إلى جانب موجة الغبار التي تسببت بنقل الأبواغ من حقل إلى آخر، لذلك أؤكد بأن القمح الذي تم تسليمه للمزارعين هو صنف يتمتع بمقاومة كاملة للأصداء، لكن وبحسب النشرة الصادرة عن مركز البحوث الزراعية في "إدلب" فإن انتخاب الأصناف المقاومة هو من أهم طرق المكافحة لكنه لا يكفي لمقاومة السلالات الجديدة من الفطر التي ينتجها المرض، والتي تسبب كسراً لمقاومة الصنف مهما كانت هذه المقاومة عالية».
ولكن ما مرض "صدأ القمح"؟ وما أسبابه؟ وما درجة خطورته على محصول القمح؟ وكيف تتم مكافحته؟ يجيب عن هذه الأسئلة المهندس الزراعي "عبد اللطيف غزال" رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة "إدلب" بالقول: «"الصدأ" هو مرض فطري له ثلاثة أنواع: صدأ الورق والصدأ الأصفر أو المخطط وصدأ الساق الأسود، ولكل نوع درجة حرارة معينة ومقدار رطوبة ينتشر بتوفرها، وبخصوص النوع الذي انتشر في حقولنا هو الصدأ الأصفر، حيث تنتشر الإصابة على أجزاء النبات عدا الساق، وتترك لوناً أصفر على ثياب الشخص عندما يمشي بين النبات، وهو ينتشر بدرجة حرارة 10- 15 درجة مئوية ووجود رطوبة عالية، وهذا النوع قادر على الانتشار من حقل إلى آخر ومن بلد إلى آخر، وهذا المرض يظهر في شهر كانون ثاني ويقوى في شهري شباط وآذار، وفي هذا العام كانت الظروف مناسبة جداً لانتشاره، يسبب الصدأ ضعف حبة القمح وجعل قوة إنباتها في الموسم القادم ضعيفة جداً، ومن أهم طرق المكافحة اعتماد أصناف مقاومة، وعدم الري في فترة المساء وذلك تجنباً للرطوبة على الأوراق، وتقليل الآزوت في التربة، وتقليل الكثافة النباتية في وحدة المساحة، ويمكن في حال ارتفاع درجات الحرارة والجفاف أن يخفف من انتشار المرض».