المراكز الثقافية هي النواة الأساسية التي تقوم بإثراء الواقع الثقافي والفكري في المنطقة التي توجد فيها مثل هذه المراكز، وتتفاوت نسبة ما تقدمه هذه المراكز وفقاً للإمكانيات والموارد المتاحة إضافة إلى نشاط القائمين عليها من خلال خلق تفاعل مابين الجمهور وشريحة المثقفين الذين يقدمون ما يملكون من نتاج فكري وأدبي إلى الجمهور والمهتمين في الثقافة.
ومن المراكز المتميزة في محافظة "إدلب" المركز الثقافي العربي في بلدة "سراقب" الذي يسعى جاهداً لخلق نوع من التفاعل مع المهتمين في الثقافة في هذه البلدة خلال النشاطات والتظاهرات الثقافية التي يقيمها.
كما يحتوي المركز على معهد الثقافة الشعبية الذي يقوم بتنظيم دورات متنوعة ومن أهمها دورات على الحاسوب واللغات ويخرج في كل عام حوالي /70/ خريج من كافة المستويات كما ينظم نوادي صيفية للأطفال يمكنها استيعاب /50/ طفل يقدم لهم دورات في مجال الخط والحاسوب واللغة والرسم والموسيقا
موقع eIdleb وأثناء زيارته للمركز التقى السيد "زكريا حاج علي" مدير المركز الثقافي في بلدة "سراقب" ليحدثنا عن أهم النشاطات التي يقيمها المركز وإلى أي مدى استطاع أن يلبي متطلبات هواة الثقافة في هذه البلدة والذي بدأ حديثه قائلاً: «تم تأسيس المركز الثقافي في "سراقب" عام /1989/ يتألف من طابقين ويحتوي على مجموعة من القاعات التي أتاحت الفرصة منذ تأسيسه إلى إقامة مجموعة من النشاطات التي تعتبر من أهم العوامل في تنشيط الحركة الثقافية في البلدة، ومن أهم هذه القاعات صالة المسرح وهي على شكل قاعة وليست مدرج والتي تتسع إلى /200/ شخص كما يحتوي على قاعة الأنشطة وصالة المحاضرات والمكتبة التي تضم مجموعة متنوعة من الكتب في كافة الاختصاصات والمجالات العلمية من أدب ودراسات وشعر وعلوم كومبيوتر وعلوم فلسفية ويصل عدد الكتب إلى/7000/ كتاب».
ويضيف: «كما يحتوي المركز على معهد الثقافة الشعبية الذي يقوم بتنظيم دورات متنوعة ومن أهمها دورات على الحاسوب واللغات ويخرج في كل عام حوالي /70/ خريج من كافة المستويات كما ينظم نوادي صيفية للأطفال يمكنها استيعاب /50/ طفل يقدم لهم دورات في مجال الخط والحاسوب واللغة والرسم والموسيقا».
وعن أهم النشاطات الدورية والسنوية التي ينظمها المركز يقول "الحاج علي": «هناك نشاطات متنوعة يقدمها المركز من أهمها المحاضرات والندوات الفكرية والأمسيات الشعرية إضافة إلى بعض العروض المسرحية التي تكون صغيرة بسبب صغر حجم خشبة المسرح التي لا يمكن أن تستوعب فرقة مسرحية كبيرة ومن أهم الأنشطة السنوية التي يقيمها المركز مسابقة "عكاظ" الشعرية التي نظمها المركز منذ /13/ عام فهي تقام في كل عام باسم أحد أهم الشعراء فكانت في هذا العام باسم الشاعر "محمود درويش" وتهدف هذه المسابقة إلى تنشيط الحركة الشعرية لدى المواهب الشابة على مستوى القطر حيث تشكل لجنة من المختصين لدراسة الأعمال الأدبية المقدمة ويقام مهرجان شعري لتقديم الجوائز التي تقدم للفائزين ويحل أحد الشعراء ضيف شرف في هذا المهرجان ويرافق هذا الحفل نشاط موازي إما أن يكون معرض فني أو معرض كتاب».
ومن الأنشطة الاجتماعية والشعبية التي يشرف عليها المركز يقول السيد "زكريا": «هناك جائزة تقدم إلى الطلاب الأوائل في الشهادة الثانوية العامة والتعليم الأساسي تم تسميتها بجوائز المرحوم "عبد الله حياني" الذي يعتبر من أقدم المدرسين في "سراقب" وقام بالتبرع بتغطية أكثر من نصف نفقاتها ولده الصيدلاني "غسان حياني" والقسم الآخر تقوم بتغطيتها الفعاليات الاقتصادية والشعبية في البلدة ويكون دورنا كمركز ثقافي تنظيم هذه الجوائز وتقديمها في احتفال يضم جميع أهالي البلدة وتقدم هذه الجوائز للعام الثالث على التوالي».
وعن أهم المحاضرين الذين يستضيفهم المركز يقول: «تسعى إدارة المركز لتلبية جميع متطلبات رواد المركز وأصدقائه الدائمين فيقوم باستضافة أهم الشخصيات الأدبية والفكرية في المحافظة والقطر ومن أهم الشخصيات التي زارت المركز د. "عبد السلام العجيلي" و"الطيب التيزيني" والأستاذ "محمد سعيد رمضان البوطي" و"راتب النابلسي" ومن داخل المحافظة هناك أمسيات شعرية وندوات فكرية استضافت أهم الشخصيات الأدبية والفكرية في المحافظة وفيي مقدمتهم الدكتور "فاروق سليم" والكاتب "خطيب بدلة" والشاعر "ياسر الأطرش" و "تاج الدين موسى" وغيرهم وهناك جمهور نوعي ومتميز يرتاد المركز يشمل جميع الأطياف في البلدة حتى أصبح لدينا أشخاص يداومون على حضور نشاطاتنا أطلقنا عليهم تسمية أصدقاء المركز.
أما عن الخطط التي يضعها المركز يقول "الحاج علي": «هناك خطط ربعيه في كل ثلاثة أشهر نقوم بإعدادها لتنظيم النشاطات التي نقوم بها تشمل أهم المحاضرات والندوات الفكرية مع إمكانية التعديل في بعض الأحيان تماشيا مع الحدث الراهن كما لدينا تصورات مستقبلية لتنشيط الحركة الثقافية في البلدة بعد عزوف العديد من الشباب الذين سرقتهم الشاشات من متابعة الثقافة من خلال إطلاق مهرجان سنوي يحمل اسم "مهرجان سراقب للثقافة والتراث" والذي يشمل عدة نواحي أدبية وتراثية يقام على مدى ثلاثة أيام ويستضيف شخصيات من داخل وخارج القطر وقد تم الإعداد له لكنه بحاجة إلى دعم مادي من الفعاليات التجارية والاقتصادية وسوف ينطلق في عام/2010/ في دورته الأولى».
ويعتبر المركز الثقافي في "سراقب" من أكثر المراكز الثقافية تميزاً في محافظة إدلب من خلال ما يقدم من نشاطات نوعية ومتميزة على مستوى المحافظة يساعده في ذلك توفر القاعات وأماكن إقامة مثل هذه النشاطات إضافة إلى الجهود المبذولة من قبل إدارة المركز.