بدأ "البيت العربي للموسيقا والرسم"، بالتعاون مع "أمواج مسار" ورشة مسرحية مجانية، لكتابة نص مسرحي موجه للأطفال، وتمثيله، على خشبة المسرح من قبل الأطفال المشاركين، يشرف على الورشة المخرج المسرحي "ياسر دريباتي"، في حين تقام أغلب جلسات ورشة العمل في مقر "أمواج مسار".
eLatakia زارت ورشة العمل في إحدى الجلسات بتاريخ 2/8/2008م، لإطلاع الجمهور على تفاصيل الورشة، وسير عملها، حيث التقت "رنا ميا" مديرة أمواج مسار في مدينة "اللاذقية" التي تحدثت عن كيفية اختيار الأطفال للمشاركة في الورشة قائلة:
«وجهت الدعوة للأطفال عبر إعلانات وزعت في الأماكن الثقافية التي يرتادها الأطفال. تقدمها من خلالها خمسة وأربعون طفلاً وطفلة من الراغبين بالمشاركة في هذه الورشة، بنصوص أدبية قاموا بكتابتها كاختبار أولي، وبعد لقائهم شخصياً من قبل المخرج "ياسر دريباتي"، المشرف على الورشة، قام باختيار عشرين طفلاً، وطفلة، بدؤوا بحضور جلسات الورشة، منذ الثالث والعشرين من شهر تموز، وهم مستمرون طيلة شهر آب حيث يلتقون في جلستين أسبوعياً».
المخرج المسرحي "ياسر دريباتي"، المشرف على الورشة، تحدث عن تفاصيلها، وسير أعمالها، والغاية منها، قائلاً:
«بدأنا الورشة باختيار الموضوع، واختيار الشخصيات، واليوم نقوم بكتابة المشهد الأول. أنا مهمتي هنا إثارة الأسئلة لدى الأطفال، ولكني سأحاول أن يكون الناتج خلاصة للصياغات التي طرحها هؤلاء الأطفال جميعاً، كحلول للمشكلات، أو التساؤلات التي تظهر في سير أحداث النص المسرحي الذي نكتبه بالتوازي مع ما نكتبه هنا سنبدأ بالتحضير لتنفيذ العمل على أرض الواقع حيث سيدرك المشاركون حينها قيمة العمل الذي بدؤوا به»
أما عن موقفه من تفاوت مواهب الأطفال وتوجهاتهم الفكرية كونهم يجتمعون سوية للمرة الأولى في ورشة واحدة فقد قال:
«يختلف الأطفال في موهبتهم من طفل لآخر، ولكن حتى الأطفال الذين يكتبون نصوصاً أقل أهمية من الناحية المسرحية، إلا أنهم يقدمون مساهمات قد تساعد كثيراً في صياغة النص النهائي الذي نعمل لأجله، وهم أيضاً مشاركون كممثلين بالعرض المسرحي الذي سينتج عن الورشة، بالنهاية ستصقل هذه الورشة مواهب المشاركين، فالأطفال جديين في العمل المسرحي، وسيستفيدون أكثر من غيرهم، لكن هذا سيكون ناتجاً عن رغبتهم هم أنفسهم بالمتابعة والاستمرار، لكن الفائدة التي أسعى لأن يمتلكها جميع الحاضرين، هي من فكرة النص، التي تحرض على حرية التفكير، وضرورة أن يدرك الأطفال أهمية اختيارهم للعمل الذي سيعملون به في المستقبل، فالنقاشات الدائرة في الورشة تثبت مدى قدرة الأطفال على التعبير عما في داخلهم من طموحات، تختلف عما يرغب به الأهل عادة، وهذا ما يعالجه النص المسرحي الذي نعمل جميعاً على صياغته».
الموسيقي والباحث "زياد عجان" حضر بعضاً من مداولات الورشة، وشارك في بعض نقاشاتها، فتوجهنا له بسؤال عما يمكن أن تحققه هذه الورشة لأفرادها من الأطفال، فأجاب:
«إن الورشة تؤمن لأفرادها من الأطفال دافعاً ليبدؤوا بالتفكير، والبحث، والكتابة على الورق، كل طفل سيعبر وفق رؤيته الخاصة، فهم سيحصلون على عناوين عريضة، وباجتماع أفكار هؤلاء الأطفال من الممكن الوصول الى نتيجة ما، وهكذا سيحصل الأطفال على فائدة فردية، وعلى فائدة جماعية، نتيجة احتكاكهم الفكري يبعضهم البعض. في هذه الورشة ترك المجال للطفل أن يفكر، ويكتب على الورق، وينفذ، فهو سيمتلك من خلالها الخبرة، والقدرة على اتخاذ القرار، وتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، مما سيسهم في تكوين شخصية متزنة، ومتوازنة».