عزف "ناي" هذه المرة وبصورة مدهشة وقريبة من الناس والمتابعين على جدران شارعه نفسه، ليستقبل وبحلة مميزة 25 موضوعاً من مواضيع الفنان المبدع "علي فرزات"، والتي حضرها عدد كبير من المتابعين والمهتمين.
الثلاثاء الذي وافق 14/10/2008 كان على موعد مميز وذو متابعة شعبية لها وقعها الخاص والحاضر دوماً من خلال ما فعلته إدارة مقهى "ناي" الثقافي في عرض لوحات ومواضيع للفنان رسام الكاريكاتير الأول "علي فرزات" الذي أكد ومن خلال حواره مع eLatakia: «على سمو الكلمة ومنطق إيصالها للمتلقين بكافة السبل والإمكانات لتصبح عوناً لهم في أحاسيسهم ومشاعرهم حيث قال "فرزات": «أنا لا أبحث عن التفاصيل في أطباع ونظرات الناس إلى خطوطي في لوحاتي، بل أنا أقدم كلمة لا أعرف كيف توزع ولكنها ذات ثوابت إنسانية أصيلة وحقيقية وهذه اللوحات هي لوحات حازت على جوائز هامة ومشرفة قاربت "النوبل" لأنها ذات مواضيع متنوعة كالحزن والظلم والفرح والتعايش والاضطهاد والمرأة والحب والممارسات العدوانية...».
"ناي" يحاول دائماً في خلق المنتج الثقافي لا الحديث فقط عن الثقافة وبالتالي تجسيد حي وواضح لكل مظاهر الثقافة الفعلية وعلى أرض الواقع
وعن خصوصية مكان عرضه ولقاء لوحاته مباشرة مع عيون الناس في الهواء الطلق قال "فرزات": «أنا أحب خوض كل التجارب والبحث عن الغريب المختلف في كل مرة أجرب فيها، وما قمنا به بالتعاون مع الأستاذ "أنس إسماعيل" مالك مقهى "ناي" الثقافي ما هو إلا تجربة ثانية لي من بعد ما فعلته خلال معرضي الأول في حديقة "تشرين بدمشق"، فتجربتي هي تجربة عظيمة ومهمة كنت فيها قريب من الجميع ومن الناس ومن عيونهم ومن شارعهم وأقول بشكل واضح وصريح أنني اليوم قلت إن لم يأتيني جمهوري فأنا آتي إليه».
وعما يحاول هو برهنته في ألوانه وتعابير خطوطه ورسومه التي اتبعت مذهب الكوميديا السوداء قال "فرزات": «إن أي عمل فني كان أم أدبي يحتاج لمضمون ناجح لكي يكون ولكي يصل إلى قلوب من يتابعه ويراه، وأنا في مسيرة أعمالي التي وصلت إلى 20 ألف لوحة وموضوع اعتمدت على برهان المضمون وتعزيز فكرته لتكون واضحة وصريحة لا يشوبها أخطاء وتمثل بصورة عامة الهدف من وجودها».
الفنان التشكيلي "محمد بدر حمدان" وحين تواجده بالمعرض قال لـeLatakia: "علي فرزات" فنان مبدع ويعرف تماماً كيف يصل إلى قلوب متابعيه من خلال إبداعه الحقيقي في اختيار الألوان والمواضيع والتعمق قدر الإمكان بالهدف والغاية التي يصبو إليها ويمثلها».
أما الفنان "أنس إسماعيل" تحدث عن سبب اختياره لـ"فرزات" في "ناي" فقال: «بشكل عام أنا أعتبر الكاريكاتير على أهمية عالية لأنه يلامس الواقع بكل تفاصيله ودقائقه، و"علي فرزات" هو فنان مهم جداً ومبدع، وله جهود يبذلها من أجل استمرار هذا النوع من الفنون، وإن العديد من فناني الكاريكاتير اليوم قد خرجوا من عباءة فنانين كبارهم "ناجي العلي" و"علي فرزات" حيث أن الأخير هو مبدع ومكتشف بارع للحظات قليلة ومهمة من واقع الناس وما يحيط بهم».
وختم "إسماعيل" حديثه ليقول: «"ناي" يحاول دائماً في خلق المنتج الثقافي لا الحديث فقط عن الثقافة وبالتالي تجسيد حي وواضح لكل مظاهر الثقافة الفعلية وعلى أرض الواقع».