عاد عشاق الثقافة من جديد ليجتمعوا في دار الأسد للثقافة باللاذقية حيث نظمت الدار مساء يوم الأربعاء 15/9/2010 أمسية أدبية شعرية بمشاركة الأدباء "شادي نصير" و"أنس غانم" و"انتصار سليمان" حيث رسم كل منهم لوحاته الفنية الملونة بكلمات عكست خيالاً وصوراُ لأدباء سطروا ما يجول في مخيلتهم من أفكار مشاعر وقدموها لمتذوقي الشعر.
موقع eLatakia كان حاضراً بالأمسية والتقى الشاعرة "مناة الخير" التي تحدثت قائلة: «الأمسية هي ساحة أدبية وملتقى لتجارب متعددة ومتنوعة لأدباء وهي فرصة للإطلاع على تجارب أدباء قدامى وجدد والجميع يتلمس خطاه على طريق الشعر والأدب، تابعنا اليوم نكهات مختلفة لاختلاف الأفكار والأعمار والرؤى بين المشاركين، ولاحظت أن هناك تمركزاً حول الذات فيما قُدم وكان الشاعر لا يرى من العالم إلا ذاته الممزوجة بالحزن والفرح وأنا لست مع هذا النوع ولا بد للشعر من أن يكون حالة إنسانية عامة لا فردية وعندها سيشعر كل فرد من الجمهور المتابع أن الكلام موجه له أو عليه».
لست أنا من دغدغ البحر ## فقهقه حتى إغواء الزبد ## لست من أناحت بكلَّ عذوبتي ## فأبيض شعر الموج ولا بكل جلالتي أخشى راحة القبطان ## ومجداف الغسق ## البحر فبض نبوءة وأنا على جرف النهاية أختبئ
أما الدكتور "بشار قصير" كان أحد الحضور فتحدث عن رأيه بالأمسية بالقول: «أعجبني شعر "انتصار سليمان" ووجدت فيه جرأة كبيرة ولغة جميلة دلت على شاعرة لها باع في العمل الأدبي، والشعراء الشباب قدما نتاجاً ملفتاً ولاحظت تاثرالشاعر "أنس غانم" بمدرسة الشاعر الكبير "نزار قباني" أشكر الأدباء على ما قدموه لنا ونحن بأمس الحاجة لتذوق الأدب بمختلف فنونه خاصة واننا نعيش في ظل تراجع العمل الأدبي».
فيما قال القاص الشاب "شادي نصير" عما قدمه في الأمسية بالقول: «قدمت اليوم قصتين قصيرتين اجتماعيتين الأولى بعنوان "يباسٌ يبتكرُ المطر" وتكلمت فيها عن الفساد في واقعنا لاجتماعي وتطرقت للرشوة التي صار لها تسميات عديدة لتبريرها، وللأسف كثر من يمتهنها البعض بحجة الحاجة وتناولت شخص محتاج للمال ويتخبط ما بين القبول والرفض لكن نفسه الضعيفة تبرر له القبول بحجة الحاجة والضرورة، أما القصة فكانت بعنوان "على قارعة الطريق" هي تتحدث عن بطولات وانتصارات على امتداد الشارع العربي تكون في غالبيتها قصص لانتصارات وهمية، وكقاص أعتقد أن النسج الأدبي ليس له حدود والأسلوب الذي أعتمده هو رهن للحالة الاجتماعية والأدبية التي نكتب عنها».
ومن قصة "يباس يبتكرُ المطر" اخترنا المقطع التالي: «أبحث عن شيء ألملم فيه شظايا روحي المبعثرة في كون فضائي مليء بمئات التذبذبات المخيفة، لأدفنها في الظلمة فقد مات الشعاع البراق الذي اخترق السماء بفرح ساحباً ورائه خيطاً طويلاً من الأمطار والسيول.
ساومني القدر على تلافيف بشرتي المهترئة ووقفت مترنحاً لا أقبل العبث بأيام عمري الطويل وأراهن على الحاضر والمستقبل وكأنني عرّاف بقبعة زرقاء مطرزة بنجوم الدببة الكونية».
في حين قال الشاعر "أنس غانم" عن مشاركته: «وجدت نفسي اليوم في قصيدة "مفردات ليست قاموسية" كونها تعبر عن وجع عام مكبوت ورمزت من خلال القصيدة للوطن، كما تطرقت لما يشوب واقعنا من سلبيات والتي لا يمكنني التعبير عنها إلا من خلال الشعر المبطن بكلمات علها تصل لمن بيده معالجتها.
قدمت اليوم ثلاث قصائد هي "بلاغ رقم واحد" و"مفردات ليست قاموسية" و"رسول على محراب العشق" والأمسية هي الثانية لي في دار الأسد وأنا انظم الشعر منذ 15 سنة وأجد نفسي في شعر التفعلية».
ومن قصيدة "مفردات ليست قاموسية" اخترنا
«إبليس الرجيم
إبليس اللعين..
ما زال يشرب قهوته الصباحية.
والمطر..
على شرفات جهنم
ينهمر.
مقفرة
كالدروب في قريتي
وحائرةٌ
منهكةٌ
تنام الفيافي
وضائعة في كل الذكريات كلماتي».
أما الشاعرة والروائية "انتصار سليمان" فتحدثت عن مشاركتها بالقول: «أهم ما تقدمه الأمسية الأدبية هو التقاء الأدباء واجتماعه في مكان واحد وأنا سعيدة بوجودي مع زملائي الأدباء ومع جمهور "اللاذقية" لاحظت وجود حضور نخبوي تفاعل مع ما قدمناه ، تشرفت بإلقاء قصيدتي أمام أسماء لها وزنها ثقافياً هم أبناء البحر الذي أعشق والذي قدم للعالم الأبجدية الأولى ، والبحر كان حاضراً اليوم في قصيدتي "جراح الملح" من خلال دلالات عديدة، لامست البحر والأبجدية الأولى في "رأس شمرا" وما أشعلته اللغة في رؤوسنا من أسئلة».
ومن قصيدة "جراح الملح" اخترنا
« لست أنا من دغدغ البحر
فقهقه حتى إغواء الزبد
لست من أناحت بكلَّ عذوبتي
فأبيض شعر الموج
ولا بكل جلالتي أخشى راحة القبطان
ومجداف الغسق
البحر فبض نبوءة
وأنا على جرف النهاية أختبئ».
يُذكر أن القاص "شادي نصير" له مشاركات عديدة في مهرجانات محلية وعربية وسبق له الفوز بعدة جوائز لإبداعاته القصصية وهو فنان تشيلي وعضو في جمعية العاديات في "اللاذقية" و"جبلة"
والأديبة "انتصار سليمان" شاعرة وروائية وعضو اتحاد الكتاب العرب وهي معدة للبرامج القافية في التلفزيون العربي السوري ولها خمس مجموعات شعرية مترجمة إلى عدة لغات والأعمال هي" لو جئت قبل الكلام" و" دروب إليك وجمر عليّ" و"ناي لأوجاع القصب" و"أبشرك بي" و"فاتك انتظاري" ولها رواية وحيدة عنوانها "البرق وقمصان النوم"ولها مشاركات في مهرجانات ثقافية عربية متعددة.