حاملاً معه تاريخه الشعري الحافل بقصائد الغزل بين المرأة والوطن، وقادماً من عمق الداخل السوري حمص العديّة إلى عروس الساحل السوري اللاذقية، آتياً ليقاوم بشعره ليكون جندياً بكلماته يؤازر الجيش بسلاحه، مردداً بأعلى صوته «الوطن يا ابني شبيه الأم إن رادت توهب وتحرم إن رادت ترضع وتفطم وبأي حالة اسمها الأم».
إنه شاعر سورية الكبير "عمر الفرا" الذي استبقت قنوات التضليل صعوده إلى المنبر في جامعة تشرين ليتلوا قصائده ببث خبر عاجلٍ مفاده أن هناك مظاهرات داخل الجامعة مما دفعه للرد عليها بقوله:«إن أساليبهم رخيصة وحججهم ضعيفة وأخبارهم لم يعد يصدقها أحد إلا الذين أعطوا ظهورهم للحقيقة».
من لا يحب المرأة لا يعرف كيف يحب الوطن، (إن الفؤاد بلا حبيب كالحبيب بلا وطن)
وبعد رده على الخبر بدء الشاعر أمسيته التي قسَّمها إلى قسمين (وطنيات، وغزل) معللا ذلك بقوله:«من لا يحب المرأة لا يعرف كيف يحب الوطن، (إن الفؤاد بلا حبيب كالحبيب بلا وطن)» هذا الغزل إلى جانب التعاطي اللافت مع روح الكلمة واستعادة أمجاد أبناء اللاذقية وبطولاتهم بطريقة شعرية خالصة قابلته هتافات وصيحات طلبة اللاذقية الذين احتشدوا بأعداد كبيرة جعلته يتوجه لهم بالتحية مراراً وتكراراً.
الشاعر "عمر الفرا" قال في حديث خاص لموقع eSyria عقب انتهاء الأمسية:«وطننا حالياً يمر بأزمة غايتها ذبحه وإسالة دماء أبناءه وهو بحاجة إلى رجاله إلى أبناءه، وواجب على كل مواطن بل فرضٌ عليه أن يدافع عن وطنه.
لقد انتقيت أشعاري مستنداً على نظرية شخصية تقول أنه على الإنسان أن يحب المرأة وبعدها يحب كل شيء، فالمرأة هي الوطن والأم والشقيقة والابنة ورفيقة السلاح، ومن لا يحبها لايعرف كيف يحب وطنه».
وأضاف "الفرا" متوجهاً إلى الشباب السوري بالقول:« انتبهوا إلى وطنكم فهو اليوم بحاجة لكم أكثر من أي وقت مضى والجهود التي تبذلوها اليوم صدقوني سيذكرها لكم وطنكم مستقبلاً، كلٌ منكم يستطيع التعبير من خلال عمله ومهنته ومن ناحيتي أعدكم قريباً بأشعار جديدة تخص المرحلة».
أشعار "الفرا" داعبت قلوب الكثيرين وتركت في النفس ذكرى طيبة، وتقول الطالبة في جامعة تشرين "لمى الكردي":«كان شعره قريباً منا ومن مشاعرنا وأحاسيسنا، فخاطبنا بشعره وكأنه يروي لنا قصة تاريخية ليذكرنا بأمجاد من سبقونا، فقصائده كلها جميلة وخصوصاً قصيدة الوطن التي اقشعر بدني عندما تلاها على مسامعي».
لقاء هكذا شاعر ينتظره طلبة اللاذقية من العام للآخر في الحالة الطبيعة فكيف في ظل الظروف الراهنة، وعن هذا اللقاء تقول "يانا شلفون" وهي طالبة أيضاً:«اللقاء مع هذه القامة الشعرية أمر مؤثر جداً خصوصاً عندما تكون القصائد وطنية عاطفية تستطيع إحياء قيم الوطن في قلوب الموتى قبل الأحياء، بحق إنه شاعر لامثيل له وبحق الوطن الذي يمتلك مثل هؤلاء الأشخاص كل أزمة يمر بها ستنتهي على خير وسينهض منها الوطن أفضل من السابق».
فيما يقول "حيدر سليطين" وهو طالب في كلية الهندسة:«الحضور كان كبيراً ولافتاً مما دفع بعض قنوات الإعلام المغرضة إلى تسويقه لصالحها عن طريق تغيير هدفه وبثه على شاشتها على أنه مظاهرة معارضة، لكن الشاعر "عمر الفرا" رد عليهم على الفور من خلال قصائده التي لو سمعوها لاهتزت عروشهم حيث يوجدون، لقد ذكرنا وذكرهم بأمجاد هذا البلد العظيم وبأنه صاحب اليد البيضاء في كل انتصار حققته المقاومات العربية وبأن تاريخهم التآمري معروف وكثيراً ما حاولوا التدخل في القرار السيادي السوري وفي كل مرة كانوا يفشلون».
بدوره "أشرف إبراهيم" رئيس اتحاد الطلبة قال:«أخبار "الجزيرة" اعتدنا عليها فكلما أقمنا تفاعلية وطنية تقلبها إلى تظاهرة معادية، بكل الأحوال هم كذبوا في توصيفهم لهدف التظاهرة لكنهم صدقوا عندما قالوا أنها تظاهرة لأنها بحق تظاهرة شعبية وطنية جماهيرية لاستقبال الشاعر الكبير "عمر الفرا" وفاءً للوطن وقائد الوطن.
بحمد الله لقد نجحت تظاهرتنا الوطنية ووصل عدد الحضور إلى 5000 طالب، وعلى الرغم من قرب الامتحانات وانشغال الطلبة بالتحضيرات إلا أنهم أتوا ليقولوا نعم للوطن نعم لوحدة الشعب نعم للإصلاحات السياسة التي شرعت بتنفيذها القيادة السورية».