سيد المسرح أو ما يدعوه البعض بالأب الروحي لفن المنودراما في سورية ومنذ عام (1985) وفي حين كان قد نجح الفنان زيناتي قدسية في تمثيل المونو دراما حيث أنه أخرج أعماله الكثيرة ومثلها بكل إتقان ونجاح.
واليوم حينما يجلس يراقب وبعد (23) سنة من إنجازه لنفس العمل هو ذاته يراقب الفنان قدسية المسرح الصامت وينتظر من ممثله أن يحيي عظمة المونو دراما في سورية عامة واللاذقية بشكل خاص، وعلى باب المسرح القومي باللاذقية وفي ظل مهرجان المونو دراما اليوم تراها وحدها صور مشاهد مونو درامية لسيد المونو دراما زيناتي قدسية تزين جدران المسرح وتسر عيون من أتى ليتمتع بمشاهدة الفن الأصعب على الإطلاق.
زيناتي قدسية وفي لقاء خاص مع eLatakia أكد على ارتياحه الشديد للافتتاح البسيط وقال: "إن سر نجاح الافتتاح هو ببساطة مكوناته ومؤثراته وحركاته ولا بد لتلقائية العرض أن يكون لها دور ما في نجاح الافتتاح اليوم.
وتابع زيناتي قدسية قوله: "إنني اليوم سعيد لما رأيته هنا في اللاذقية من رعاية للمسرح وللمسرحين ودليل ذلك دخول المونو دراما إلى مسرح اللاذقية ونجاح هذه التجربة من خلال الأعمال الماضية التي رأيتها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية.
أما عن معنى التكريم وكيف وجده قال الفنان قدسية: "إنني جلست لوهلة وأنا انتظر أن أحصل اليوم على درع المهرجان وشعرت بفرح كبير لهذا التكريم لأن التكريم ودائماً كنت أقول أنه لفتة طيبة من أسرة المهرجان لفنان يشعر من خلال التكريم أن هناك من يتابع نجاحه ويقدر مدى اهتمامه بهذا المجال، وأنا ومنذ أيام كرمت العديد من الفنانين الكبار في إطار أعمال مهرجان دمشق المسرحي والذي كنت أنا مديره وشعرت لوهلة أنك عندما تكرم فناناً كبيراً ويكون حاضراً معك حين التكريم تشعر أن التكريم لكل المهرجان بفنانيه وبحضوره.
وعن المونو دراما ومهرجان اليوم قال زيناتي قدسية: "إن اللاذقية قامت اليوم ببادرة جميلة في احتضان هذا الظاهرة والفن وعلى مدار السنوات الماضية لم ألحظ أي تراجع لهذا المهرجان سواء أكان بأعماله أو حتى بالافتتاح، ونلحظ هذه الفترة انتشار المونو الدراما بشكل كبير في سورية وفي المشرق العربي، وإن المونو دراما التي بدأها زيناتي قدسية عام 1985 جعلت الكثير من الأمور تتضح وتتطور فعندما بدأت بالمونو دراما قلت إنني قد فتحت باباً إما أن يكون خلف هذا الباب جحيماً أحرق به وحدي أو أن يكون وراء الباب مرج أخضر واسع من الممكن أن نلعب به جميعنا، وأظهر هذا المهرجان بكل دوراته وجميع المهرجانات الأخرى أنني ما فتحت باباً من جحيم بل فتحت باباً من مروج خضراء، وعلى الممثل المبدع أن يلعب على مساحات واسعة من هذه المروج دون أن يخدش ببنيانه وأساسها وجماليتها لذلك كلما حضرت منو دراما شعرت أن تجربتي لم تذهب سدىً بل أصبحت فناً يطمح إليه الجميع ممثلين ومخرجين.
وفي نهاية الحوار أكد الفنان قدسية على مدى تناغم الأفكار مابين مخرج مخضرم ومابين ممثل بارع ومحترف من الوصول مع المسرح إلى خط النجاح وبالتالي الاستمرار بالمونو دراما في طريقها الصحيح.