من قرية منسية في الجنوب السوري يقال لها "الهامة" بدأت رحلته، رحلة الموهبة واللون، فكان غريب يمر من قريته ليرسم أمام الطفل الصغير بيوت حارته ويمضي، وحتى شاشة تلفاز المختار تعرض اللوحة ذاتها مرات عدة، لتكبر أحلام الصغير بعدها.
بهذه الكلمات بدأ الحديث مع الفنان التشكيلي السوري "عمر النمر"، الذي يشارك في ملتقى التصوير الزيتي الدولي الأول، وتحتضنه جبال "اللاذقية" على مدى 10 أيام.
اتبعت تقريباً جميع طرق الرسم، ولكني أجد نفسي بطريقة الرسم بالسكين، والتي تعطي بعداً ثلاثياً للناظر باللوحة
eLatakia بتاريخ 7/9/2008 طرق الباب مستأذناً الدخول في عوالم نفس الفنان "عمر النمر"، لنبحث في خباب الروح عن سر فتنة اللون التي يمتلكها أو تتملكه، وببطاقة تعريفية عن نفسه يقول: «ولدت في "دمشق" عام 1954، أما عن دراساتي العلمية فهي، ماجستير في العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية العليا بـ"دمشق"، دبلوم برمجة عصبية لغوية من الاتحاد العالمي للبرمجة في أمريكا، ممارس متقدم في البرمجة اللغوية العصبية من البورد الأمريكي، دبلوم في الذكاء العاطفي من أكاديمية أميرالد، وأنا أيضاً ضابط طيار متقاعد، وشغلت منصب رئيس قسم علوم التفوق والتطوير الشخصي، ومدير مركز التطوير المتكامل، ورئيس تحرير مجلة الأولى للديكور».
أما عن المعارض التي أقامها الفنان "عمر النمر" فقد حدث eLatakia قائلاً: «شاركت في الكثير من المعارض الفنية داخل سورية، والتي ضمت إلى جانبي العديد من الفنانين السوريين، كما شاركت في عدد من المعارض الخارجية بأكثر من دولة عربية وأجنبية، وعن معرضي الخاص فقد أقمت معرضاً وحيداً عام 2004، ضم 35 لوحة فنية وثقت وادي نهر بردى بلوحات فنية جميلة، ونالت إعجاب واستحسان الكثير من النقاد والمهتمين».
وعند سؤالنا عن العلاقة التي تربط بين الفن وحضارات الشعوب أجاب: «يعد الفن هو الموثق الأول لحضارات الشعوب منذ أقدم العصور، وقد استطاعت الحضارات القديمة عبر الفن والرسم بترك أثار حضارتها على الجدران واللقى الأثرية، التي خلدت ذكراهم مئات وألوف السنين»، وعن الفرق بين الفنان الرسام والفنان النساخ قال الفنان "عمر النمر": «هناك فرق كبير بين المصطلحين، فالفنان الرسام هو الذي يخلق الجديد في كل شيء، ويضيف له من روحه وعقله، أما النساخ فلا يصح له لقب الفنان أصلاً، لأنه يقوم بعملية نسخ مماثل لأي منظر أو صورة، ويتركها بدون حياة أو روح»، أما عن المرأة والفن فالحديث يطول مع الفنان "عمر النمر" الذي يرى في المرأة الملهم الأول لكل فنان في الإبداع بفنه ويضيف قائلاً: «تترك المرأة في حياة الفنان الإلهام والإبداع، فالفنان مرهف الإحساس وعاشق للجمال، والمرأة هي مصدر الجمال وأصله، لذلك فهي بنظر الفنان وخاصة الفنان التشكيلي الروح المبدعة التي تخلق الحياة في ريشة الرسم، وتضفي جمالية على الألوان كذلك»، وتابع الفنان "النمر" حديثه شارحاً لموقعنا طرق الرسم التي يتبعها فقال: «اتبعت تقريباً جميع طرق الرسم، ولكني أجد نفسي بطريقة الرسم بالسكين، والتي تعطي بعداً ثلاثياً للناظر باللوحة».