يستضيف مقهى "السرداب" في "اللاذقية" لشهر شباط هذا العام، أعمال كل من الفنانين "عرفان حميدي"، و"حسن عبد الله"، و"أكرم زافي"، و"كيا"، و"كولوس"، وجميعهم من مدينة "الحسكة"، حيث افتتحوا معرضهم بتاريخ 6/2/2009م بحضور الفنان "هيشون" الذي عرف الحاضرين على الفنانين العارضين، شارحاً بعض المفاهيم التي ترتبط بالأعمال المعروضة.
elatakia زارت المعرض، والتقت عدداً من الفنانين الذين يعرض بعضهم للمرة الأولى في "اللاذقية"، في حين جددت جدران المقهى لوحات الفنان "كولوس" الذي سبق وأن أقام معرضاً استمر لمدة شهرين في ذات المكان.
إن إعادة رسم الملك، وتكراره تعطي القوة، إلا أن كل ملك يشكل تاريخاً، معيناً ليكون كل الملوك في النهاية هم أنا
الفنانون قدمواً أعمالاً متنوعة انسجمت مع فكرهم، وثقافاتهم البصرية، حيث تلعب البيئة دوراً كبيراً في صياغة تلك الثقافة، ومع أن الفنانين ينتمون إلى ذات المكان، إلا أن شخصية كل منهم فرضت نفسها بقوة على الأعمال، فالفنان "حسن عبد لله" هو أستاذ محاضر باللغة الإنكليزية في جامعة الفرات، تنقل كثيراً ما بين السويد، ودمشق، والقامشلي، فأغنيت ثقافته البصرية بكثير من المشاهد المتمازجة، لكنها جميعاً صبغت بقالب شرقي خالص صور العلاقات الاجتماعية في الشرق، بتعبيرية فيها الكثير من الدراسة اللونية، والتشكيلية، وعن ذلك يقول الفنان:
«في أعمالي يغلب الفكر الشرقي على العناصر، سواء من ناحية اللون، أو الأزياء، أو الأشخاص، وأشعر أن فيها شيئاً من تراث القامشلي، ومن ذلك الطقس الشرقي هناك، على الرغم من أني كنت مغترباً، والآن أقيم حالياً في مدينة دمشق، إلا أني لا أستطيع أن أعزل نفسي عن ذلك المجتمع ، أنا جزء منهم، وهم جزء مني موجودون بخيالي بشكل أو بآخر.
إن أسلوبي في الرسم هو أن أبدأ بعملية اعتباطية عشوائية، ولكن تلك العشوائية في النهاية تخضع للعقل، حيث أجد أن تكوينات محددة تناسب ما سبقها من تشكيلات لا إرادية، فأبني عليها وأطوعها لما يتناسب مع تفكيري».
كما تحدث الفنان "عمر يوسف" الملقب "كيا" عن أعماله قائلاً:
«رسمت رسومي هذه متأثراً برسوم عالم رياضيات هولندي، حيث كان يرسم رسوماً توضيحية لدراساته أعجبتني كثيراً.
إن دافعي للرسم هو غير إرادي، حيث يتعرض ذهني للإثارة نتيجة أحداث، أو مشاهدات معينه، احتاج إلى تفريغها، وأقرب شيء إلي يمكن أن يريحني هو تحريك القلم علي سطح الرسم ومتابعة خط سير هذا القلم، فتدفعني رغبة لخلق شكل مقنع يشبع تلك الرغبة.
وهكذا فالخط يحاول استشراف الأماكن التي سيمر بها، في حين تكون مهمة اللون هي ملء الفراغات التي عزلها هذا القلم».
الفنان "كولوس" الذي حضر بأعمال جديدة عن المعرض السابق، ظهرت لديه أعمال أكثر عناية بالتفاصيل دالة على معرفة أكبر، وتعمق أشد بالموضوع الذي كرس له لوحاته، وعنه تحدث الفنان "هيشون" قائلاً:
«الفنان "كولوس" الذي عرفه جمهور السرداب من خلال أعمال صورت "الماعز"، هو أيضاً موجود بذات الفكرة، والفنان هنا وإن رسم شيئاً ما كأن يرسم السياج، أو القارب مثلاً، فهو يعني برسمه الإنسان الذي صنعه، أو استخدمه، أو تأثر به، وكذلك عندما رسم "كولوس" الماعز، فأن ذلك جزء من الفكر الإنساني، فالماعز رمز للعطاء، والراعي هو أول من بنى الحضارة عندما استطاع أن يدجن الطبيعة.
إن العمل الفني الذي يصور "الماعز" هو عمل مشغول كقيمة إنسانية، وقيمة فنية من خلال الحوار البصري التشكيلي الذي نشاهده».
الفنان "أكرم زافي" قدم أعمالاً تجريدية للملك فيها الكثير من الرمزية وقد وقف "محمود حسين" أحد المدعوين أمامها وقال:
«لقد رسم الملوك بوجهها الخشبي المتعنت، ووضع العيون في أعلى الرأس حيث لا يرى الملوك من هم أدنى مرتبة منهم بل ينظرون إلى أعلى دائماً».
أما الفنان "زافي" فيقول:
«إن إعادة رسم الملك، وتكراره تعطي القوة، إلا أن كل ملك يشكل تاريخاً، معيناً ليكون كل الملوك في النهاية هم أنا»
الفنان "عرفان حميدي" قدم أعمالاً عن الجمال، حيث رسم فينوس بلونين أساسيين، ورسم أيضاً القبح بذات اللونين، وعن ذلك قالت المدرسة "ليلى جبور" إحدى الحاضرات:
«إن براعة الفنان في تقديمه للجمال مميزة حقاً، وأود التساؤل هنا عن معنى استخدام لونين متضادين، وأيضاً وجهين متضادين، الأعمال مثيرة للاهتمام حقاً وأتمنى لو حضر الفنان لنتحاور معه اكثر عن اعماله».