كطائر ينتفض من ثباته ليعيد طقساً جديداً من الإبداع قد نسيه الشرق مهد ولادته، ويعبر عن مكنونات الحياة بإشارات يبثها جسده برشاقته، ليسبح في فضاء المسرح ببراعة.
إنه "عمار حنا" الراقص والمدرب الذي يرى في الرقص لغة للجسد تترجم مكنوناته وهواجسه وأحلامه، وهو الصديق لطلابه في معهده "مدرسة الرقص الأولى" وهي أول مدرسة للرقص في "اللاذقية" والتي تأسست عام "2001" بمساعدة من مركز "العائلة الرياضي"، خريج "المعهد العالي للفنون المسرحية" قسم تصميم الرقص الاستعراضي، وقد درس رقص الصالونات والرقص اللاتيني ورقص المسابقات، وعمل راقصاً ومدرباً في فرقة "زنوبيا" للفنون الشعبية وحاصل على شهادة تقدير من الاتحاد الرياضي "بدمشق" وشهادة مدرب رقص رياضي من "رئيس اتحاد الاتحاد الرياضي" وشهادة تقدير من "مدير الاتحاد الرياضي" "بدمشق" وعمل دورة مكثفة مع أبطال دولة "تشيكيا" للرقص الرياضي في صيف 2008 وقد التقاه "eLatakia" وكان معه الحوار التالي:
هدفي اليوم أن أدخل هذا الفن للدراما السورية أو للسينما، ومن خلال مشاهدتنا لعدة تجارب في بعض الدول كمصر التي زاوجت بين الرقص والتمثيل، وأن نوصل الرقص للمستوى الذي وصلت إليه الدراما في سورية
** «الرقص بالنسبة للإنسان حالة غريزية، وبوجود الموسيقا والإيقاع اللذين يدفعان الإنسان للتحرر يتولد إحساس وتعبير يأخذ شكلاً من الحركات المتناسقة يطلق عليه مصطلح الرقص، بالنسبة لي فأنا أترجم مشاعري وحالتي النفسية التي أعيشها بالرقص وبدمج الإحساس أحول الرقص إلى عمل استعراضي مسرحي».
** «نعم تفرض بعض المجتمعات قيوداً على الرقص، ولا يمكن أن ننفي الرقص من أي مجتمع كان سواء الشرقي أو الغربي، ويأخذ أشكالاً متعددة حسب طبيعة المجتمع والقيود المفروضة عليه، بالنسبة لمجتمعنا وجد الرقص منذ القديم، حتى قبل التوثيق، كان نوعاً من أنواع العبادة في المعابد الوثنية، في عام "1450" بدأ عصر النهضة في أوروبا واستطاع الفصل بين ما يحرم الرقص وبين ثقافة الرقص وهدفه السامي، وهكذا بدأ ظهور المسرح والراقص هناك، أما في الشرق فما زالت الغالبية العظمى تعتبر الرقص بالنسبة للرجل من المعيبات دون النظر إلى أنه فن راقٍ لا دخل للجنس في أدائه».
** «في "اللاذقية" المجتمع منفتح ومتقبل للرقص بشكل كبير بدليل أنه في أحد عروض المدرسة كان عدد المشاركين سبعين مشاركاً، بينهم خمسون طفلاً وعشرون شاباً وصبية، وبالنسبة لمدينة صغيرة نسبياً كاللاذقية تضم عدداً كبيراً من الراقصين فهو تقبل واضح جداً بالإضافة إلى عدد المدارس الكبير الذي يزداد، بعضهم كان من طلاب مدرستي واليوم أصبح بعضهم مدربي رقص في مدرستهم الخاصة»
** «قبل مدرستي كان هناك تجارب بسيطة في تعليم الرقص، ولم تكن ناجحة، النجاح يتطلب المثابرة وحب العمل والمكان والدعم، وهذا ما وجد في مدرستي، نحن نسعى لأن نوصل الأطفال والشباب إلى نوع من التعامل مع الرقص باحترافية».
** «لا يمكن أن نعتبر أن الرقص مكان لاستثمار الأموال، أنا مع وجود مدارس عديدة للرقص ولكن دون أن يكون هناك مساس بالقيمة الفنية للرقص، يجب على مؤسسي مدارس الرقص أن يكونوا على تواصل دائماً مع جديد الرقص، من الناحية الفنية، رغم أهمية الجانب المادي لضمان استمرارية المدرسة»
**«أعمل على التواصل مع الأساتذة المحترفين في الرقص في كل من "دمشق" وبعض الدول الأجنبية لأتابع جديد العالم، ما زلت طالباً في مدرسة الرقص الكبرى، وأستغرب من بعض المدربين الذين يعتبرون أنفسهم قد أتقنوا الرقص ببساطة من خلال دورتين أو ثلاثة بل عليهم أن يستمروا في اكتساب معلومات الرقص ومهاراته على الدوام لأنه نبع لا ينضب، وبذلك فهم يسيؤون إلى الطفل في تلقيه لمعلومات الرقص وحركاته مما يتسبب بتشويه في شكله الراقص».
** «هناك خبراء أجانب افتتحوا مدارس لتعليم الرقص، ولكن هم يقدمون خبراتهم بما يناسب مجتمعاتهم بحيث يشكلون رقصات لا تمت للواقع السوري بأية صلة، والمدرب السوري في كثير من الأوقات هو قادر على إيصال رقص الباليه بطريق سورية مختلفة عما تقدمه المدرسة الروسية، يهمني أن أنشيء مدرسة تختص بالرقص ذي النكهة السورية، ومن المهم أن نستفيد من الرقص الكلاسيكي الروسي أو الفرنسي ولكن مع إضافة تاريخنا الراقص له.. كالسماح والدبكة».
** «أنواع الرقص التي نعلمها للأطفال هي الباليه الكلاسيكي ورقص الصالونات والليونة والجمباز إضافة إلى الفلكلور السوري والفلكلور العالمي، أما بالنسبة للكبار نعلم رقص الصالونات الأوربية واللاتينية رقصات اجتماعية ورقصات المسابقات العالمية والفلكلورية السورية والعالمية مثل الدبكة والسماح والزوربا اليونانية والفلامينكو الإسباني».
** «قدمت عدة حفلات وأفكار على المسرح ضمن مدرستي فكانت رقصة السماح على شكل رقص صالونات ورقصة السماح على شكل باليه، باستخدام أغنية "يامحلا الفسحة" وقدمت شيئاً أطلقنا عليه دبكة الصالونات "الدبكة السورية ضمن إطار رقص الصالونات" وكانت تحمل نكهة شرقية بالإضافة لحركات مستوحاة من الرقص اللاتيني بحيث يكون تمازج حركة الشاب والفتاة بشيء يختلف عن رقص الدبكة».
** «شاركت في كل المسابقات الخاصة بالرقص في معهد الباليه بالإضافة إلى دور "ملك الفئران" في الجزء الأول من كسارة البندق، ومن ثم لعبت ثلاثة أدوار ضمن كسارة البندق وأدواري كانت ملك الفئران والأمير المضيف والراقص الروسي، أما في فرقة "زنوبيا" فكان لي دور في إحدى العروض هو دور درويش "مولوية"، ودور ثانٍ في عرض آخر هو دور راقص هزلي، أما في السينما فقدمت مع "محمد ملص" دورَ راقصٍ وهو عبارة عن دور تمثيلي تعبير في فيلم "تحت الشمس فوق الصحراء"، ومع "تامر العربيد" في مسرحية "أسرار وأبواب وشبابيك"».
** «هدفي اليوم أن أدخل هذا الفن للدراما السورية أو للسينما، ومن خلال مشاهدتنا لعدة تجارب في بعض الدول كمصر التي زاوجت بين الرقص والتمثيل، وأن نوصل الرقص للمستوى الذي وصلت إليه الدراما في سورية».