في معرضه "أقدام تفاحة" والذي حمل بين طياته مدارس متعددة وتقنيات مختلفة جعلته يحلق في العمل الفني ويلمس شغاف القلب حيث يقول الفنان "خضر عبد الكريم" بأنه ينتمي إلى المدرسة الحرة في التصوير.
وقد التقاه eLatakia في معرضه الذي أقامه في "ناي آرت كافيه" بتاريخ 26/6/2010 والذي يستمر حتى العاشر من شهر تموز. السيد "أحمد السمر" ممن حضروا المعرض قال:
هذه المرة الأولى التي أرى فيها فن الكولاج ضمن الفن التشكيلي مع رؤيا واقعية، وأعتقد أن ما قدمه الفنان "عبد الكريم" هو غريب ضمن المدارس الفنية فرؤيته مختلفة ولكنها مميزة تطبعك بطابع فريد
«هذا التجربة الجديدة في عرض الأعمال التي لها تقنيات الكولاج والواقعية، شيء غريب على ذائقة المدينة مع أن عدداً كبيراً من الفنانين دخلوا ضمن هذا النطاق إلا أن أعمالهم كانت عبارة عن مواد زيتية أو مائية لكن تجربة الفنان "خضر" تجربة مختلفة وهي ممتعة بصرياً».
أما "رنا قيس" وهي مدرسة تربية فنية فقالت: «الكولاج الذي يقدمه الفنان "خضر" له رؤيا تخص المنطقة الشرقية من حيث ألوانه التي تتدرج بين البني الغامق والفاتح وغيره، وهذا يسبب حالة خاصة ضمن ما قدم من أعمال في "اللاذقية" سابقاً ضمن فن الكولاج».
وتحدث الفنان "خضر عبد الكريم" عن تجربته في اختيار الكولاج في العمل الفني وذلك باستخدامه مجموع من الأدوات والمواد المهملة فقال:
«قدمت 23 عملاً فنياً بمختلف التقنيات والأساليب، لأن ما أقدمه ضمن هذه الأعمال هي عبارة عن لوحات تحتوي مجموعة كبيرة من مواد الطبيعة من قش وجبس ورمل، وهذه المواد هي مواد ريفية تتحول لقمامة في الحياة الروتينية وهي تتواجد في الطبيعة الريفية مكان سكني بكثرة، حاولت قدر المستطاع أن أحولها إلى شكل جمالي مع إضافة عضو من أعضاء الجسد البشري وهو القدم، وذلك لمحاولة إظهار العلاقات الإنسانية بإيحاءات القدم».
وحول ماهية اللوحة ضمن هذا النوع من الأعمال الفنية يتحدث: «إدخال تقنيات الكولاج يرفع من رقي العمل وقيمته ويعطيه شكلاً آخر وروحاً فيها تجسيد للواقع وكأن له علاقة بالبعد الثالث إضافة إلى أن الفكرة التي يعمل عليها الفنان في بعض الأعمال أحياناً تضطره لإدخال الكولاج وذلك لإيصال ما يريد قوله، وأحسست بأنها تعبر عن حالتي فالعمل الفني هو عمل حالة إنسانية تتجلى من خلال اللوحة وما بعدها، وتعطي الحالات النفسية التي يعيشها الفنان وآلية خلق الرؤيا في إدخال الكولاج أو أي أسلوب آخر، وهكذا ظهرت أعمالي بهذه الطريقة».
أما إدخاله للعنصر الواقعي ضمن العمل ودمجه بين المدرسة الواقعية والتجريدية والسريالية فقال عنه:
«أنا لا أدعي الفن ولا أنتمي لأي مدرسة، وأدعي أن الحالة الإنسانية التي أعيشها هي حالة الفن الحقيقي أو حالة الإنسانية التي يعيشها أي فنان وهي خارجة عن المدارس، لكن عندما تنتهي اللوحة وتتجرد في إطار المدرسة وتصنف في إطار المدرسة تأخذ مكانتها ولا أعرف سبب إضافة هذا العنصر بشكل حقيقي ولكنه يعنيني كثيراً حيث أنني أنتمي إلى المدرسة الحرة وليس لي أي علاقة بالأطر المدرسية».
وعن سبب اختياره "ناي آرت كافيه" ليقيم معرضه الأول في "اللاذقية" قال:
«هذه التجربة الأولى لي في مدينة "اللاذقية"، وبما أن اللاذقية مكان مهم في ضمن الحركة التشكيلة السورية ولرغبتي في الظهور بين جمهورها ليروا أعمالي ضمن الواقع الحقيقي وليتعرفوا عليها عن كثب، وبما أنني أبحث عن الأمكنة الخاصة التي تهتم بالجوانب الثقافية حيث تستطيع أن تأخذ حريتك في طريقة العرض وضمن هذا المنحى اخترت ناي آرت كافيه بعد أن تلقيت دعوة من صاحبه السيد "أنس إسماعيل" حيث أن المكان له علاقة ربط بين الاقتصاد والثقافة وهذا بالنسبة لي شيء جميل».
ومن جهته قال الفنان "أنس إسماعيل" صاحب ومدير مقهى ناي آرت كافيه:
«إن هذا المعرض هو الثاني والثلاثون على التوالي ودون توقف منذ إطلاق مشروع ناي من سنتين وشهر في مقهى ناي، وهو ضمن إطار استقدام عروض من محافظات أخرى وبعيدة لإحداث هذا التلاقح بين التجارب الفنية مع فناني "اللاذقية" ليساهم في رفع الذائقة البصرية التشكيلية والنقدية معاً، بالإضافة إلى أمسيات الموسيقا والمسرح وورشات ومعارض التصوير الضوئي».
ويضيف "علي سعد الدين سعود" الطالب في معهد الفنون التطبيقية باللاذقية فيقول: «هذه المرة الأولى التي أرى فيها فن الكولاج ضمن الفن التشكيلي مع رؤيا واقعية، وأعتقد أن ما قدمه الفنان "عبد الكريم" هو غريب ضمن المدارس الفنية فرؤيته مختلفة ولكنها مميزة تطبعك بطابع فريد».
أما "ليلى نصور" وهي متابعة للفن التشكيلي في المحافظة فتحدثنا عن التجربة: «من الواضح أن الحركة التشكيلية في "الحسكة" تنمو بشكل كبير، ومن خلال ما يقدمه الفنان في "ناي آرت" هناك ملاحظة أن الأعمال فيها نفحة من التغيير ضمن سياق العمل الفني الذي يقدمه الفن السوري وهي تجربة حقيقية تستحق الانتباه».
والجدير بالذكر الفنان "خضر عبد الكريم" من مدينة "الحسكة" درس الفن دراسة خاصة، أقام عشرة معارض فردية وما يزيد عن سبعين معرضاً مشتركاً في سورية وخارجها.