قبل دخوله إلى عالم التمثيل أسس فرقة فنون شعبية لأنه كان يجهل طريقة الوصول إلى عالم المسرح.
ليبتسم له القدر ويمكنه من المشاركة في دورة إعداد ممثل معتكفاً بعدها لمدة عامين لدراسة مراجع تتعلق بالمسرح والمدارس المسرحية.
الفنان "عبدالناصر" له رؤية خاصة في العمل على تركيب الشخصية التي يقوم بأدائها وهو من الممثلين المتميزين والذين لهم طريق فني مهم
إنه الممثل "عبد الناصر مرقبي" الذي التقاه "eLatakia" وكان معه الحوار التالي:
** بعد قراءاتي الكثيرة شعرت بأنني لم أكتف ولم أحصل على مبتغاي لذلك لجأت إلى المثيولوجيا، في العهد القديم والعهد الحديث والقرآن ودخلت إلى عوالم دانتي، ومن ثم تعلمت من صديق عراقي على المبادئ الأولى لرقص الباليه وهو "عماد غفور" وعلى القتال المسرحي مع "عدنان علوان" والذي ساهم في معرفتي حول طريقة تناول النص المسرحي وبعدها كانت الانطلاقة الحقيقية.
** على خشبة المسرح من خلال عملين هما "بيت الجنون" و"مسافر ليل" من إخراجي، وبطولتي، بعد هذه الخطوة كان لا بد أن أضع موضوع الأنا جانباً والانفتاح نحو الآخر، وبدأت أتعاون مع أصدقاء في "اللاذقية" وقدمنا أعمالاً مسرحية مميزة جداً، فكان "هيروسترات" و"مهاجر برسبان" و"الملك هو الملك" وحصلت وقتها على جائزة أفضل ممثل على مستوى القطر وهي التي أعطتني دفعا للأمام.
** أرى أن الممثل والمخرج هما مؤلفان جديدان للنص، سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما، ولي أسلوبي المختلف عن الآخرين لأنني آخر شخصية أبحث فيها ضمن النص هي شخصيتي، حيث أدخل عوالم النص والأفكار المطروحة وماذا أريد أن أقدم، وأحياناً أتجاوز المؤلف.
عند الانتهاء من النص وتفكيكه وإعادة تركيبه، أتجه نحو الشخصيات، بالنسبة لي أعمل على الشخصيات المحيطة بي على خشبة المسرح، لأنني أحب أن أشاهد الآخر جميلاً على خشبة المسرح، أتغنى فيه وأرتاح نفسياً، من ثم أعود إلى "ناصر مرقبي" وإلى الشخصية التي أجسدها كيف تكون فيزيولوجياً وعلى مستوى الفكر.
** الكوميديا هي كوميديا، وماذا يقدم هذا العمل الكوميدي؟ من هنا نحكم على هذا العمل إن كان جيداً أو غير جيد.
الكوميديا الحقيقية تنبع فعلاً من واقع حياة الإنسان، وهي الكوميديا السوداء إن كانت ساخرة أو غير ساخرة، التي تنبع من الألم تحديداً، أي الضحك من الألم هناك مثل يقول ((شر البلية ما يضحك)) أنا أشعر بأنه هنا نضج في الكوميديا أي أنت تضحك من ألمك حتى تكاد تنساه ولو لفترة قصيرة، ونرى بعض الحالات التي يسمونها كوميديا والبعض يسميها تهريجاً، أريد أن أقف عند هذه النقطة وأقول إن التهريج فن سام جداً ومن الظلم أن تصنف هذه الأعمال السخيفة ضمن أعمال تهريجية بل على العكس التهريج عبر التاريخ هو فن سام جداً ويقدم فكراً، كما نلاحظ تاريخ المهرجين كانوا يقدمون أفكاراً لها علاقة بحياة الناس بشكل مباشر، أما ما نشاهده اليوم هو شيء بعيد عن التصنيف الفني ومسيء.
** الإنسان وليد بيئته، ففي سورية هناك فنانون كبار ومفكرون كثر ومستوى وعي عند كافة شرائح المجتمع، ولا أرى أزمة نصوص، فهذه كذبة، بل يوجد لعبة إنتاجية معينة وللأسف نحن إلى الآن جهة منفذة للإنتاج ولسنا منتجين كباقي الدول، ومجرد أننا نعمل على تنفيذ الإنتاج وهذا يعني أننا نعمل على ضوء ما يرى الآخر، ونحن كسوريين يوجد لدينا مبدعون، لذا نشاهد نصوصاً جميلة جداً يتم قبولها، وبنفس الوقت يوجد أشياء تُفرض أو تتسرب، هنا يجب على الرقابة أن تعرف من وراءها وما هو الهدف من تنفيذها.
** لم أصل إلى مرحلة اختيار النصوص وأنا أؤمن بنظرية أرددها دائماً "أموت وأنا أتعلم" وعندما أفقد هذه النظرية أفقد نفسي، وأقول قد وصلت إلى مرحلة جيدة جداً هو أنني أستطيع أن أقول لا وهذه نقطة مهمة جداً، وعندما يقدم أي نص إلي، أبحث في الشخصية وأناقشها وعندما أرى أنني أستطيع أن أقدم من خلالها شيئاً أقبلها، وإن لم أشاهد فيها الصيغة الفكرية والفنية أرفضها، وقد وفقت بالمخرجين الذين عملت معهم فهم محبون للآخرين ولا يوجد عندهم نظرية "الأنا" بل يسمعون ويناقشون، وهذا الموضوع أفادني جداً حيث إنني أجلس مع المخرج وتظهر الشخصية بشكل آخر حتى المؤلف نفسه يتفاجأ ويقول لم أكن أتخيل أنها ستكون كذلك.
** هو فيلم الأديب الكبير "حنا مينة" وسيناريو لـ "وفيق حسن وغسان شميط" وإخراج "غسان شميط" والفيلم له علاقة بالبيئة القديمة التي وللأسف نفتقدها والعلاقات الإنسانية القريبة من بعض، ودوري بكل بساطة هو أحد البحارة الذي له مواقف معينة من الحياة مع أصدقائه في البحر وضمن المقهى والفيلم هو تجربة بحد ذاتها ولأول مرة تكون في سورية فالفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما مع شريك خاص وهي شركة "كان" للإنتاج الفني ومديرها الأستاذ "ضرغام المرقبي" وسيتم تصوير جزء منه "خلال عاصفة" وعلى حساب هذه الشركة الخاصة بدولة "أوكرانيا" وهو نفس المكان الذي تم فيه تصوير فيلم "التايتانيك" وسوف يتم إنتاجه بتقنية عالية جداً دخلت في السينما السورية من خلال هذا التعاون المشترك بين القطاع الخاص والقطاع العام.
ويقول الفنان "جرجس جبارة" عن شخصية الفنان "عبد الناصر": «الفنان "عبدالناصر" له رؤية خاصة في العمل على تركيب الشخصية التي يقوم بأدائها وهو من الممثلين المتميزين والذين لهم طريق فني مهم».
أما الفنان "حسين عباس" رئيس نقابة الفنانين في اللاذقية فيقول: «الفنان عبد الناصر يستطيع أن يخرج من أوراق الدور شخصية لها حياتها المتميزة والتي لا تشبه بأي شكل من الأشكال أي شخصية موجودة سابقاً ولا تشبه أي شخصية لعبها، هو فنان بارع يمتلك أدواته ويطوعها لخدمة الدور الذي يلعبه».
الجدير بالذكر أن الفنان "عبد الناصر مرقبي" من مواليد اللاذقية عام (1971) شارك في عدد من المسلسلات المهمة ومن أهمها دوره في مسلسل "ضيعة ضايعة".