يمثل نبيل سليمان منذ ثلاثة عقود تقريباً الصوت السوري الروائي الأكثر اجتهاداً وتنوعاً، وإن لم يمثل حالة ثقافية خاصة تمارس النقد والنشر والكتابة الروائية والمداخلة الفكرية الضرورية، وإذا كان في هذه الممارسة أعطى الرواية السورية أفقاً جديداً،
فقد كان ذلك الجهد المتراكم الذي صوب أدوات الروائي، وأتاح له أن يكتب مدارات الشرق التي قرأت التاريخ القريب بأدوات روائية، وأن يساجل التاريخ القائم في مساحات يومية ضيقة، هذا ما جاء في ورقة د.فيصل دراج والتي تحت عنوان "التاريخ في صوره اليومية" ولم يتمكن د.دراج من حضور الندوة التكريمية للروائي نبيل سليمان فقرأ مداخلته د.صلاح صالح من جامعة تشرين.
وتناولت د.شهلا العجيلي "تجليات النسق الثقافي في نص سليمان الروائي" والتي أكدت خلال عرضها أنه نص متطور وتجربته في الكتابة تجربة تصاعدية، يتحول النص فيها من الإيديولوجي، ليصير إلى الجمال-المعرفي الذي تسعى إليه نظرية الرواية. ويبدو هذا التحول جلياً في انتقال سليمان من كتابة (المدارات) بأجزائها الأربعة إلى كتابة رواياته الأخيرة (في غيابها)، ودرج الليل–درج النهار .. و( دلعون ) إذ يلحظ المتلقي انتقال الكتابة الروائية لدى نبيل سليمان من مرحلة استقطاب النص للمقولات النظرية إلى مرحلة كتابة.
ليختم د.رضوان قضماني بخطاب نبيل سليمان الروائي "من الحكاية إلى تأويل الحكاية السرد ولغة التشكيل الدلالي فيه "مشيراً إلى أنه منذ صدور روايته ينداح الطوفان 1970 وحتى صدور روايته الأخيرة دلعون 2006 راحت بنية السرد الروائي عند سليمان تتعدد بين عمل وآخر منتقلة من الحكاية القائمة على أحادية صوت الراوي إلى تجاوز الراوي إلى ساردين عدة سعياً إلى خلق تعددية الأصوات.
في ختام الندوة التكريمية تلت د.شهلا العجيلي رسالة الناقد سعيد يقطين التي وجهها إلى الروائي المكرم عنوانها "نبيل سليمان شهريار التخييل العربي" جاء فيها : "لقد تبين لي من خلال اللقاء والقراءة والاطلاع أن نبيل سليمان من معدن نادر من الرجال. وحسبه أنه ممن يؤلفُ ويألفُ. يملأ المجالس الثقافية بهحة وحبوراً، وكيف والبسمة لا تفارق محياه حتى في أحلك الظروف وأصعبها".
هنيئاً لك هذا التكريم الذي أنت أهله، ومزيداً من العافية والعطاء.."