كيف يكون للثقافة حضور دون أن تتوج الجلسة بأمارة الشعر وكيف سيكون المكان ورهبة المتلقي والملقي تشع نوراً من بين الحروف، الشاعر اللبناني"محمد علي شمس الدين" على منبر الشعر أبدع ومن مقعده "أدونيس" صفق له مرحباً بحداثته الشعرية في مدينته "جبلة"، الشاعر "شمس الدين" قال لموقع eLatakia:
«سمعت عن المهرجان الثقافي في "جبلة" ولم أكن أتوقع مشاهدة هذا التنوع والحضور الكبير وأتوسم بمستقبل كبير لهذه الفعالية، ومالفت انتباهي وجود العديد من الفعاليات من الشعر والموسيقا والمعارض والأدب والمسرح، وبالنسبة لأمسية اليوم فقد سعدت بجمهور مثقف يقدر الكلمة وتعنيه كثيراً كما كان لحضور شعراء وأدباء كبار وقع خاص في نفسي».
لقد نهضت جمعية "العاديات" بهذا المهرجان أكثر مما توقعت فالثقافة هنا بالفعل هي مشروع أهلي ولفتني حضور الأجيال الشابة للفعاليات و التنوع الكبير بالنشاطات، "جبلة" مدينة مبدعين بالشعر والفن والنحت والرسم
وفي جولة إبداعية ثانية أطل الشاعر الدكتور "أحمد حافظ" على جمهور "جبلة" الثقافي بعدد من القصائد الجديدة . الشاعر"حافظ" أشار إلى علاقة صداقة إبداعية وثقافية قديمة تربطه بجمعية "العاديات" وأضاف: «لقد نهضت جمعية "العاديات" بهذا المهرجان أكثر مما توقعت فالثقافة هنا بالفعل هي مشروع أهلي ولفتني حضور الأجيال الشابة للفعاليات و التنوع الكبير بالنشاطات، "جبلة" مدينة مبدعين بالشعر والفن والنحت والرسم».
وبالنسبة لما قدمه بالأمسية قال: «سيكون له اتجاهين أولا مختبر لي لأتعرف على ردَات الفعل الأولى لنصوص حديثة كتبتها لأجيال مختلفة من المتلقين، والاتجاه الآخر هو حضور "أدونيس" وعدد من الشعراء الكبار وأنا أعتبر بأن الإلقاء أمام شاعر كـ"أدونيس" كرهبة الإمتحان لذلك أحببت هذا التحدي وأحببت أن أقدم إنتاج ضمن مختبر ولم يكن الإلقاء الشعري للتطريب إنما أحاول من خلال نصوصي اشتقاق معاني جديدة وربما هذا الاشتقاق يزعزع الكثير من القناعات بعالم الشعر، لكن أحب أن أشاهد ردة فعل الآخرين عليها، بكل الأحوال ردة الفعل الآنية بالنسبة للشاعر لا يُعوَل عليها كثيراً، لكن تُلتقط بعض الإشارات».
وفيما يخص مجلة "فكر" التي يرأس تحريرها الشاعر "حافظ" أجاب: «تصدر هذه المجلة عن دار فكر للأبحاث والنشر وقد دخلت بعامها الأربعين ولاحظنا منذ عدة سنوات بأن المجلة فاقدة للهوية وغير قادرة على التأثير بالواقع الثقافي فأسسنا لرؤية جديدة للنهوض بها ضمن إدارة تحرير جديدة وعقلية جديدة وهي الآن تعمل على ثلاثة محاور أساسية المحور التنويري ومحور المقاومة لرصد كل نواحي الصراع السوري الصهيوني وتأسيس ذاكرة عند الأجيال الجديدة بعملية استذكار دائمة للأجزاء المحتلة من سورية. والمنحى الثالث هو المنحى الإبداعي سواء داخل سورية وخارجها بالإطلالة على الأدب العالمي».
ومن جمهور الأمسية قالت السيدة "رجاء الزرد": «الشاعر "محمد علي شمس الدين" غني عن التعريف وأتيت اليوم من مدينة "اللاذقية" لأستمتع بقصائده وبالفعل حضوره الشعري أثر بي كثيراً وما زالت كلماته ترن في الذاكرة، لذلك أشكر هذا المهرجان الذي أتاح لنا الفرصة للقاء شاعر كبير كهذا، كذلك أتاح أمامنا الفرصة التعرف على الشاعر "أحمد حافظ" ولمست اختلاف أو محاولة لخلق منحى متفرد في لغته الشعرية».
وأكد السيد "سيمون دباغ" وهو أحد الحضور أيضاً بأن المهرجان يقدم تطوراً ملحوظاً في كل عام فقال: «ولأني من محبي الشعر فإني أوقّت زيارتي لبعض الأصدقاء في "جبلة" حتى أيام المهرجان للإستمتاع بما يقدمه الشعراء والمبدعون والمثقفون في هذا المحفل الرائع الذي يكبر يوماً بعد يوم حيث أصبح له وزن في الساحة الثقافية السورية».