يرسم من خلال قلمه كلمات على ورق أبيض تسطع في الأمسيات وعلى صفحات الجرائد ينشر في كل من لبنان وسورية وغيرها من الدول العربية، له أسلوبه الخاص في طرح مواضيع قصائده وانتقاء كلماتها بعناية فائقة، شارك في عدد كبير من المهرجانات والأمسيات الأدبية، حقق مكانة مهمة بين الشعراء الشباب في سورية وقد التقاه موقع eLatakia وكان معه الحوار التالي:
** بعيداً عن التقييم وإطلاق الأحكام التنظيرية الجامدة، أجد أن الرؤية الشعرية للقصيدة الحديثة مفتوحة على جميع احتمالات التجريب والاجتراحات الأسلوبية، ولعل أفضل تحديد لرؤية القصيدة الحديثة هو اللارؤية أي صيرورة البحث الدائم عن رؤية. بالمعنى الجمالي أو اللغوي أو الفكري. وهذا يناسب طبيعة الشعر نفسه، بوصفه حر لا يخضع لتحديدات بل يمتحن نفسه دائما لاستخراج المعنى من طغيان الغباء الذي نغرق فيه.
** إذا كان علينا أن نخاف على الشعر من خطر ما، فهو المألوف، إذا تعرض له فقد الكثير من بريقه ولمعانه، ولعل طرح الشعر للقضايا سواء كانت معاصرة أم تنتمي إلى زمن ماض هو سقوط مدو له في مستنقع المألوف. فالشعر لا يطرح قضايا هو ينصت لأنين ارتداداتها ويسجل هزيمة كل فرد على حدا من جراء سقوطها، آن الأوان أن نكتب ملاحمنا الشخصية بما تحمل من مجازات وصور ورؤى وأحزان وانكسارات وتعب وجودي، عند ذلك فقط ننقذ الشعر من خطر المألوف.
** كل أسلوب كتابي في الشعر ينتمي لزمنه بالمعنى الثقافي والحضاري، لكن التعبير عن الداخل عند أي شاعر هو واحد سواء كان راكباً على إبل أم في الطائرة، إذاً اللعبة هي لعبة شكل فلو أخذنا شاعر كـ"المتنبي" وهو من كبار الكلاسيكيين العرب، وحررنا شعره من الوزن لوجدنا أفكار تصلح لتكوّن قصيدة نثر بمعزل من المفردات واللغة والمناخ. بالنسبة لي وبالرغم أن ذائقتي لا تستسيغ الشعر الكلاسيكي إلا أني أرى الكثير من الكلاسيك في النثر والكثير من النثر في الكلاسيك فالأشكال تتداخل في معاناة تجربة المضمون.
** بالنسبة لمسألة المرور بالتجربة الشعرية الكلاسيكية فأنا بصراحة لا أملك القدرة اللغوية والعروضية للخوض فيها، ولا بد أن يعترف معظم الشعراء الشباب بهذا العجز، إلا أن المرور بالكلاسيك أو عدمه، لا يرتبط أبداً بتوصيف ما انكتب والحكم عليه وإلا كيف نقيم تجربة كبيرة كتجربة "أنسي الحاج" لم تمر بالكلاسيك و لا عرفت أوزان "الفراهيدي"».
** هل يفرز المجتمع الثقافي حالات شعرية جيدة وأين الشباب العربي في موجة الشعر التي تجتاح العالم((الشعر اليومي)) المجتمع الثقافي بما يعنيه من تجمعات المثقفين والمتثقفين وثرثرا تهم الفارغة والتي تتناول الحياة الشخصية لبعضهم البعض، هذا المجتمع لا ينتج إلا العدم ولا يمكن أن ينتج حالات شعرية، أما بالنسبة للشباب العربي وموجة الشعر اليومي التي تجتاح العالم. فالشباب العربي يكتب اليومي بما يحمل هذا اليومي من ألم وحزن وبطالة وفراغ ويأس وإذلال وليس كما يكتبه شاعر "سويسري" شاب وهو يجلس مع أصدقائه قرب بحيرة بجع ويتأملان سر الطبيعة.
** أنا بصدد تهيئة وتحضير مجموعتي الأولى لتقديمها للنشر بعد ترتيبها وإخراجها بما يلاءم ما تطرحه»
مع العلم أن الشاعر إيلي هو من مواليد اللاذقية 1982 وهو طالب في السنة الثالثة إدارة أعمال في جامعة تشرين في "اللاذقية".