فاز الفنان التشكيلي السوري "كاظم خليل" بجائزة الرسم والتصوير لعام 2010 في "الغراند باليه.. تظاهرة فنون باريس العالمية" التي تعد من أهم تظاهرات الفن التشكيلي العالمية وشارك فيها نحو 1200 فنان من كافة أنحاء العالم.
ومنحت الجائزة التي ينالها للمرة الأولى فنان تشكيلي عربي كل من جمعية أصدقاء الفن الفرنسية ومقرها "اللوفر" وجمعية الفنانين المحترفين في فرنسا ومقرها "الغراند باليه" اللتين تضمان في عضويتيهما عدداً من أهم النقاد والمفكرين والكتاب والمثقفين والفنانين التشكيليين وموءرخي الفن والسينمائيين وأصحاب صالات العرض الكبرى.
إن المبدع السوري قدم أول أبجدية وما أشتغله اليوم إلى جانب غيري من الفنانين السوريين يشكل امتداداً طبيعياً للإبداع السوري
كما نال جائزة النحت الفنان الفرنسي "استيفان سانتي" وجائزة الغرافيك الفنان البلجيكي "روشيه".
وكانت مجلة الشعر الفرنسي الفصلية "ديشارج" قد احتفت في عددها الأخير الصادر في "باريس" بالفنان "خليل" وأفردت له ملفاً خاصاً بعنوان لافت "كاظم وليوناردو دافنشي.. فنانان كونيان" للحديث عن أعماله.
وقال الفنان "خليل" في اتصال هاتفي مع وكالة سانا: «إن أهمية الجائزة تأتي من أن فرنسا تضم أكثر من 25 ألف فنان تشكيلي مقيم ومن أن اختياري جاء إلى جانب نخبة من الفنانين العالميين للمشاركة في صالون فنون العاصمة إذ عادة ما تتم دعوة الكثير من الفنانين من أصحاب الخبرة والتجارب الجديدة».
ويضم صالون "فنون العاصمة" الذي نال جائزته الفنان "خليل" أربعة صالونات هي صالون جمعية الفنانين المحترفين في فرنسا وصالون المقارن وصالون الرسم بتقنيات الماء وصالون الفنانين المستقلين.
وشهد هذا الصالون الذي تم تأسيسه عام 1646 العديد من التحولات والتجارب الفنية وشاركت فيه مجموعة من أشهر رسامي العالم فبعد أن تحول اسمه إلى صالون الأكاديمية الملكية في عهد الملك الفرنسي "هنري الرابع عشر" عاد ليأخذ اسمه القديم "صالون الفنانين الفرنسيين" بعد الثورة الفرنسية حيث أصبح يستوعب الأفكار الجديدة وغدا أكثر جماهيرية وشعبية على يد الفنان "جون لوي دافيد".
وفي عام 1866 تم رفض مجموعة من الفنانين في عهد الإمبراطور "نابليون الثالث" الذي اقترح أن يتم تأسيس صالون للفنانين المرفوضين "كسيزان" و"مانيه" وغيرهما من الفنانين الانطباعيين وأصبح مقره في مكان تم بناوءه من أجل احتضان باريس للمعرض الصناعي ومن ثم بناء برج إيفل وقصر الصناعة الذي أخذ اسم "الغراند باليه".
وأشار "خليل" إلى أن منح الجائزة من قبل موءسسة ثقافية تحمل هذا التاريخ يشكل قيمة معنوية كبيرة ولاسيما أن تاريخ الفن التشكيلي هو عبارة عن مجموعة من السلاسل والحلقات المترابطة مع بعضها.
وأكد "خليل" أن المثيرات البصرية والأدبية والحضارية عبر التاريخ هي سورية بامتياز بدءاً من المنحوتة والأبجدية الأولين وقال: «إن المبدع السوري قدم أول أبجدية وما أشتغله اليوم إلى جانب غيري من الفنانين السوريين يشكل امتداداً طبيعياً للإبداع السوري».
واستشهد الفنان "خليل" بقول الناقدة الفرنسية "كاترين لوريه" في مقالها المنشور بمجلة الشعر الفرنسي "ديشارج".. «أن تكون سورياً فهذا يعني أنك تحمل على كاهلك عبء حمل ثقافة وحضارة إنسانية تمتد إلى أكثر من 4000 عام موءكداً أن الإنسان السوري يحمل بعدي التميز والمسوءولية تجاه الإنسانية».
ونال الفنان "خليل" جائزته عن لوحة تشكيلية تعتمد البورتريه أساساً والتعبيرية أسلوباً بأبعاد 160/130 سم مشغولة بالألوان الزيتية مستخدماً السكين والأصابع حيث يشكل هذا العمل تجربة مختلفة عن أعماله السابقة ولاسيما أنه انتقاه من بين مجموعته الجديدة "كاظم الصبي" التي يزيد عددها على 20 عملاً بقياسات كبيرة مختلفة.
وفي معرض توصيفها لأسباب منح جائزة الرسم والتصوير للفنان السوري خليل أكدت لجنة تحكيم تظاهرة فنون باريس العالمية أن اللوحة عمل قوي أداه ملون جدير وبناء ماهر لا يتكئء كثيراً على اللون أو عناصر اللوحة فقط بل لأنه صاحب خبرة ومعرفة بالرسم ويذكرنا بالفنانين الكبار من خلال رسمه واستخدامه الألوان وأدائه العالي وثقته الجيدة في اشتغال اللوحة ولاسيما أنه يقدم شيئاً جديداً بعد أن كان يشتغل على المونوكروم أو اللون الواحد.
يشار إلى أن الفنان "كاظم خليل" مواليد "اللاذقية" 1965 ويعد أول من استخدم القهوة مادة لإنجاز لوحة متكاملة وهو أسلوب بدأه عام 1983 بعد أن استخدم قبلها الحبر وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب والرابطة الدولية للفنون في "اليونيسكو" وعضو النقابة الوطنية للفنانين المحترفين في فرنسا.
وأقام "خليل" عدداً كبيراً من المعارض الفردية والمشتركة في عدد من دول العالم حاز خلال مشاركاته عدداً جيداً من الجوائز بينها الجائزة الأولى في معرض البورتريهات بمتحف الشارقة 1999 والجائزة الأولى للرسم في مدينة "بريولاي" الفرنسية 2004 والجائزة الأولى للعمل الاحترافي على الورق في مدينة سانت لو الفرنسية.