منذ خمس سنوات وعلى أنغام التذكار التي أدت إلى ولادة أول مؤسسة ثقافية فنية موسيقية خاصة والحديث لا ينقطع عن إمكانية نجاح تلك التجربة التي وصفها البعض بالمغامرة الصعبة لانعدام المناخ الذي يناسب الأفكار التي تبغي تلك المؤسسة الصغيرة ترجمتها على الواقع.
ومن مخاض الأفكار القيمة أقيمت المؤسسة وأُطلق عليها الاسم الذي يليق فعلاً بأفكارها واتجاهاتها حيث أن البيت العربي للموسيقى والرسم اسم لابد للسائل أن يمر يوماً عليه إما من خلال الأمسيات الموسيقية المميزة والتي علت عناوينها لافتات المركز الثقافي والصالات الخاصة هنا في اللاذقية.
على مدى اتساع المساحات وصلت لمسات هذا البيت المميز واستطاع المسرحي المبدع ياسر دريباتي وأخيه الموسيقي مروان وبعض الأصدقاء من إطلاق عنان البيت عالياً وبعيداً هاهنا بين أفكار الناس والتي ما تغير حسها التقليد لمذاق الموسيقى وتعلمها لولا ذاك البيت وإمكانياته ابتداءً من المناخ الاجتماعي الذي يعيشه أفراده داخل البيت وخارجه وحتى تصل بعينك إلى مشهدٍ لطالما غاب عن اللاذقية ألا وهو منظر رواد البيت وهم مصطحبين آلاتهم الموسيقية وأدوات رسمهم في الشوارع وعلى الأزقة على اختلاف سلوكياتهم الشعبية.
بالرغم من كل العقبات التي واجهت فكرة ياسر دريباتي إلا أن الحلم أصبح اليوم مرصداً للجميع ومن كل الأعمار والمواهب سواء الموسيقية منها أو المسرحية والفنية التشكيلية في صعيد آخر، واكتملت الصورة واضحة لكل من يريد أن ينهل من عذوبة عطاء هذا البيت المصغر المليء بالغرف الصغيرة والتي يشغلها الصغار والكبار ومعهم آلاتهم الموسيقية، وبين ثنايا المرسم الذي يحتل الجزء العلوي من المبنى ترى الألوان حيث ترى أنامل تعبث بها وإن رافقت رواد البيت في رحلة قصيرة لأرشيف البيت العربي لوجدته مليء بالمبدعين الذين توجوا في نهايات الأعوام الماضية ومن خلال أمسيات يعدها البيت لكامل رواده وإن رأيت العديد من الفنانين التشكيلين اليوم فلابد ان تلمس في لوحاتهم شيئاً ما وعندما يجبرك فضولك على الكلام تجد البيت العربي عنواناً لنهد لا ينضب أبداً ولن يقف يوماً عن رفد الوطن بالرواد والمبدعين.
eLatakia ومن خلال حرصها الكبير على متابعة الجميل والمميز من أجواء اللاذقية جالت عدستها في أرجاء البيت المتواضع والتقت الفنان المبدع ياسر دريباتي المشرف العام على أعمال ونشاطات البيت عامةً والنشاط المسرحي خاصةً وحدثنا عن فكرة ونشاطات البيت حيث قال الأستاذ دريباتي: "إن البيت جاء في البداية كفكرة جديدة على المناخ الحالي وغدت اليوم كمؤسسة ثقافية موسيقية خاصة لم تكن في حسبان الشارع العام وبدأ الإقبال عليها في البداية خجولاً إلا أنه تقدم بشكل ملحوظ اليوم مع النجاحات المتكررة للبيت بكل رواده ومدرسيه من خلال الأمسيات التي أقيمت على مسارح اللاذقية كافة ومن خلال المعارض التي تبناها البيت لطلابه، وبرز دور البيت ككل من خلال تفرده بمذاق مختلف للموسيقى سواء أكانت الفردية منها أو حتى الجماعية أو حتى الأولوية في إحياء الحفلات الغنائية المتميزة والتي أعلنت نجاحها لكل الملأ مثل حفل "تحية إلى جوزيف صقر"، "وتحية إلى ناصر شمس الدين" وغيرها الكثير من الأمسيات ولاسيما التميز في الأمسيات الغنائية التي أقامها البيت للأطفال وجميعهم من خريجي البيت نفسه.
أما بالنسبة إلى النشاط المسرحي فأكد الأستاذ دريباتي على رعاية البيت للكثير من الأعمال والنصوص المسرحية وتقديم أكبر قدر من المستطاع من اجل المحافظة على روح العلاقة بين المسرح والاهتمام المسرحي وتعميق الأفكار التي تولد صغيرة ويتبناها البيت العربي من أي موهبة تأتيه والآن حية مازالت تشيد بالكثير للبيت وأساتذته الذين قدموا الكثير للمسرح الجامعي والقومي.
وختم الأستاذ دريباتي حديثه بتأكيده على الروح الجماعية للبيت العربي والذي يتجه اليوم إلى نمط مميز للبيت الأسري الهادف والناجح في جميع مضامينه وأهليته في التعامل البناء والمشترك في الاستمرار نحو الأفضل والمميز.