نحتاج الكثير من الوقت لنكتشف القليل من سحر مدينة اللاذقية. فلمن يهوى البحر هناك شواطئ..ولمن يعشق الهواء العليل فهناك جبال..ومن يهوى الاثنان معاً فتلك كسب.. ومن يستهويه التاريخ فهذه أوغاريت أقدم أبجدية في التاريخ..أبدع الخالق حين كون هذه المدينة، وها هي المحميات الطبيعية شاهد على ذلك..ولأن الجولة ساحرة بين أشجار ونباتات محمية "الأرز والشوح" التي تطل على بلدة صلنفة السياحية..موقع eLatakia يدعوكم لقضاء دقائق عديدة لنتعرف عليها أكثر من رئيس دائرة الحراج في زراعة اللاذقية "المهندس مقداد العجي" الذي التقيناه صباحاً بتاريخ (17/6/2008) وأشار إلى أن مساحة المحمية (1350) هكتاراً وأعلى قمة فيها (1580) متراً، تتوزع على عدة هضاب وتلال يتراوح ارتفاعها من (1100) وحتى
(1580) متراً عن سطح البحر.
وأعلنت محمية بيئية طبيعية بالقرار الصادر عن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي رقم (19)/ت تاريخ (22/6/1996).
تحتوي على الأرز الذي لا يشكل في سورية غابات نقية ممتدة على مساحات كبيرة بل يوجد على شكل بقع متناثرة فهناك بعض الأفراد الشجرية الجميلة المستقيمة العملاقة.
مضيفاً: "يهيمن على المحمية المناخ المتوسطي الذي يتميز بمعدل أمطار قليل صيفاً يترافق مع درجة حرارة مرتفعة والتي تؤدي إلى فترة جفاف بين (3-4) أشهر (حزيران– تموز– آب- أيلول) وهذه الحالة لها أهمية بيئية عالية على مستوى الأنواع الإحيائية والنظام البيئي.
ويعتبر سقوط الثلج وانخفاض درجة الحرارة شتاءً من الخصائص الرئيسية الأخرى للمناخ إذ يمكن أن تنخفض درجة الحرارة إلى (–10) درجة مئوية ويتراوح معدل درجة الحرارة الصغرى للأشهر الأكثر برودة (كانون ثاني و شباط) مابين (0,8–2,4) درجة مئوية وذلك بحسب الارتفاع واتجاه السفح.
تستقر أراضي المحمية على بنية جيولوجية مكونة من الكلس القاسي والكلس الدولوميتي التي تعود إلى العصر الجوراسي وهذه البنية تشكل النواة الأساسية لسلسلة الجبال الساحلية السورية أما متوسط عمق التربة فيتراوح من (15-105 سم).
وأما عن النظام البيئي فيها فيقول أ.العجي: إن المحمية تسمح لنا بتمييز الطابق البيومناخي الرطب العلوي البارد. ويعتبر النظام البيئي في المنطقة هشاً بالرغم من وجود بعض الأشجار الكبيرة ذات الحيوية الجيدة التي لا يتجاوز عمرها الوسطي /60/ عاماً.
أما التغطية النباتية الشجرية فلا تتجاوز (40-50 %) من المساحة الكلية. تتميز الغابة بتلاؤمها مع البيئة التي تعيشها من حيث كثرة الأمطار وتوفر الرطوبة الجوية والضباب والغيوم على مدار العام تقريباً والتي تزيد من قيمة المنطقة من ناحية الرطوبة وتخفف من معدل التبخر وهذا ما يكون له الدور الأساسي في بقاء وحياة أشجار الشوح أليفة الرطوبة، أما بادراتها فهي أليفة الظل حيث تعيش في ظل الأمهات أو تحت ظل أشجار الشرد والصلع.
وتتمتع محمية (الأرز والشوح) بتنوع بيولوجي حيث يقدر عدد الأنواع النباتية فيها نحو /142/ نوعاً (كالصلع الشرد، المرجان عريض الورق، النبق المسهل ، القيقب الطوروسي، العد ريش، القيقب المازندراني) وهذه أنواع نادرة. بينما (السنديان اللبناني، الغبيراء الممغصة، السفرجلية مستوطن، السنديان الأرزي، السنديان البرانتي، الفاوانيا، الأتروبا (ست الحسن) مستوطن –الأرونلريا مستوطن، الصابونية..) فهي مهددة بالانقراض..
يضاف إلى هذا التنوع النباتي العديد من الأنواع السحلبية والتريديات النادرة والمهددة والفطور المتنوعة والعديد من الأصول الوراثية للأشجار المثمرة من الإجاص البري والتفاح البري والمحلب والزعرور وخوخ الدب واصطراك طبي، قرانية، تفاح ثلاثي الفصوص، دافنة لبنانية، سوسن أصفر، سرخس دريقي، روبيا، توليب، السوسن الأزرق، والعشرات من الأنواع النباتية المختلفة والمهمة علمياً وطبياً.
كما تؤوي المحمية العديد من الكائنات الحيوانية التي يقدر عدد أنواعها /120/ نوعاً من مختلف صفوف الفقاريات فمن الثدييات نذكر الذئب - الثعلب - الضبع - الخنزير البري – السنجاب – الغزال الجبلي الذي مازال في تلك المنطقة ومحيطها والأيل الأسمر وفأر الغابات والخلد والقنفذ، السلمندر.
ومن الطيور المتنوعة نذكر الشحرور– أبو الحن– العصفور الدوري– الغراب الأبقع– أبو زريق- القرقف الكبير– العصفور الخضيري– الغراب الزيتوني (الشقراق – الباشق– النسر الأقرع – البومة الصغيرة ..)
ومن الجدير بالذكر أن هناك أنواع نباتية وحيوانية اكتشفت مؤخراً لكنها لم تسجل بعد وهي أنواع نادرة كما أكد الباحثون..
يرتاد المحمية الكثير من السائحين من كافة أنحاء العالم يأتون للتعرف عليها وعلى أصنافها النباتية النادرة والحيوانية الأندر.. فهذه دعوة عامة للجميع لزيارتها وارتيادها للتمتع باللون الأخضر على مد النظر. وللاسترخاء في أحضان طبيعة لم تتدخل بها يد إنسان.. والكل مدعو لحمايتها والحفاظ على تنوعها الحيوي.