ترسو محمية "ابن هانئ" البحرية على كتف مدينة "أوغاريت" وتتلاقى مع شاطئها الصخري النظيف.. وتحتضن فيه العديد من الأنواع السمكية والأحياء المائية فقد كانت الفقمة تستجم بالقرب من هذا الشاطئ منذ سنوات عديدة.
في لقائنا مع مدير عام الهيئة العامة للثروة السمكية "المهندس محمد زين الدين" قال:
إعداد كادر فني متخصص ومهيأ للقيام بمهام عمل مركز المحمية البحرية قادر على التعرف على الأنواع السمكية المستوطنة في موقع المحمية البحرية والأنواع العابرة ومراقبة مواسم تكاثر الأسماك على مدار العام، والتعرف على الأحياء المائية غير السمكية والعمل على تسجيل درجة حرارة المياه بشكل دوري وعلى أعماق مختلفة، وأيضاً قياس الملوحة عند توافر الأجهزة اللازمة. ومشاركة المجتمع الأهلي في عملية الحماية. والعمل على إنشاء معرض للأسماك البحرية في المحمية بشكل سنوي
«إن إنشاء المحميات البحريّة يشكل خدمة لقطاع الصيد حيث تكون المحمية خزَّاناً أو مكاناً للبذار السمكي المتنوع يغني المنطقة ويكون بذلك حقلاً إرشاديّاً لكل العاملين في مجال الصيد وللأهالي القاطنين بجانب المحميّة، ويجب أن تشمل هذه المحميات أهم المواقع والموائل السمكيّة في الشريط الساحلي لنستدرك ما استنزف في العقود الماضية.
تعتبر محميّة "ابن هاني" من أهم مراكز شعبة "الثروة السمكيّة" "باللاذقيّة" والتي تمَّ إنشاؤها بموجب قرار السيد وزير الزراعة رقم 23/ت تاريخ 19/7/2000 لحماية الثروة السمكية والحفاظ على الأنواع السمكية المستوطنة والعابرة وحماية أماكن تكاثرها إضافة إلى الأحياء المائية النباتية والحيوانية، وتتولى العناصر العاملة لدى مركز المحميّة البحريّة مراقبة وحماية حدود المحميّة البحريّة الممتدّة من المعهد العالي للأبحاث البحرية وحتى فنار ابن هانئ بطول تقريبي 2.3 كم وبعمق /1.5 كم/ باتجاه المياه البحريّة. حدد العمل في مركز المحمية البحرية بنظام المناوبات لتأمين المراقبة وإقرار الحماية وذلك على مدار الساعة، حيث تتولى مجموعات العمل الأربع منع أشكال الصيد كافة ومنع دخول القوارب إلى حرم مياه المحمية البحرية. تتألف منشآت المحميّة البحريّة العمرانية من مبنى رئيسي يتكون من أربع غرف مع ملحقاتها. وبرج طابقي للمراقبة مؤلف من ثلاثة طوابق يستخدم كل طابق للرصد ولزيادة فعالية أعمال المراقبة.. مع مستودع وملحق له. وهناك غرفة في آخر حدود المحمية لتكون نقطة مراقبة متقدمة.
يبلغ عدد العاملين في مركز المحمية البحرية أربعة وعشرين عنصراً.. كما أن مركز المحمية البحرية مزود بالآليات الضرورية كزورق تشرين وأربع دراجات نارية موضوعة بالخدمة الفعلية "بيدلو" (دراجة مائيّة بلا محرك) وجرار زراعي لقطر الزورق "تشرين" أثناء القيام بالدوريات البحرية.
قامت الهيئة العامة بتزويد مركز المحميّة البحريّة بزورق مطاردة. ولتفعيل أعمال الحماية تمَّ استقدام "موتور" بحري (جيت سكي) عدد اثنين لمصلحة المحميّة البحريّة. وتم تزويدها بمناظير مقربة وكشافات ضوئية وأدوات غطس /زعانف وفرنيزات/ وغيرها لتفعيل أعمال الحماية وقمع المخالفات».
وبين المهندس "زين الدين" نتاج أعمال الحماية المنفذة قائلاً: «يوجد الكثير من أنواع الأسماك التي أصبحت مستوطنة في مياه المحميّة مثل "البوري"، "الفريدة"، "الغبس"، "القجاج"، "اللقز" "رملي"، صخري" "المنوري"، "الجربيدة"، "الشترب"، "أبو شدق"، وكذلك سمكة "البوق"، وسمكة "الغريبة" الوافدة من البحر "الأحمر" عبر قناة "السويس".
ومن أنواع الرخويات الموجودة في مياه المحميّة "الحباريات" "الصبيدج"، "الأخطبوط".
ومن أكثر الأسماك المهاجرة والموسميّة والتي تتوافد إلى مياه المحميّة البحريّة نذكر: "العصيفر" "الجرو" "إنتياس"، "السردين"، "البلميدا"، "السكمبري".
وهناك مشاهدات حسيّة على تواجد السلاحف ونشاطها في المحميّة البحريّة بشكل دائم.
بالمقابل هناك أنواع اختفت تدريجيّاً من مياه الساحل السوري وكانت متوافرة بكثرة نذكر منها سمكة "البراق" وإن أحد أهم أسباب اختفائها هو بناء السدود على الأنهار».
عن المقترحات التي تخدم وتصوب العمل في مركز المحمية "البحرية" يقول السيد "زين الدين": «إعداد كادر فني متخصص ومهيأ للقيام بمهام عمل مركز المحمية البحرية قادر على التعرف على الأنواع السمكية المستوطنة في موقع المحمية البحرية والأنواع العابرة ومراقبة مواسم تكاثر الأسماك على مدار العام، والتعرف على الأحياء المائية غير السمكية والعمل على تسجيل درجة حرارة المياه بشكل دوري وعلى أعماق مختلفة، وأيضاً قياس الملوحة عند توافر الأجهزة اللازمة. ومشاركة المجتمع الأهلي في عملية الحماية. والعمل على إنشاء معرض للأسماك البحرية في المحمية بشكل سنوي».
تجدر الإشارة إلى أنه تم إحداث الهيئة العامة "للثروة السمكيّة" بناءً على القانون رقم 31 الصادر عن السيد رئيس الجمهوريّة 2008 يكون مقرها الرئيسي في مدينة "جبلة"، واعتبار أقسام وشعب الثروة السمكيّة بالمحافظات تابعة لهذه الهيئة.