تبقى الثقافة شيء من الأشياء التي لاتقف عند حدٍّ معين وتستمد تطورها من تطور الزمن والعصر بإمكانياته وأساليبه المتنوعة والمتعددة، والثقافة تعني كيفية توظيف مايلم به المثقف من معلومات خدمةً للمجتمع والوطن، ومن هنا جاء الدور الأساسي للمركز الثقافي في جعل المثقف على تواصل دائم مع ثقافة مجتمعه المحلي وتوضيح المفهوم الصحيح لأثر ثقافة ثورة التكنولوجيا والمعلومات على الإنسان.

وللوقوف على واقع العمل الثقافي في مدينة "جبلة" موقع eLatakia زار "المركز الثقافي العربي" والتقى مدير المركز "محمد حميد علي" الذي قدّم لنا لمحة عن الهوية الثقافية للمنطقة حيث قال: «لا يمكن للمثقف أن يواجه حتمية لامفرّ منها في عصر تطغى عليه التقنية والحاسوب والبرمجيات والاتصالات، لكن عليه أن يوظف هذه الحتمية ويحولها إلى ثقافة تخدم نفسه ووطنه، ومن هنا ينطلق عملنا في "المركز الثقافي العربي" في توضيح مفهوم الثقافة في عصر تتنوع فيه أساليب المعلومات من أجل إدراك هذا التطورعلى نحو صحيح، ونحن هنا في المركز نعمل على إلقاء الضوء على الرموز الأدبية والفنية والتاريخية التي خرجت من المنطقة أمثال "بدوي الجبل" والشاعر الراحل "نديم محمد" والأديب "أدونيس" والكاتب "حسن م يوسف" وغيرهم الكثير ممن لم تسعفني ذاكرتي في ذكر أسمائهم، بالإضافة إلى النشاطات التي نقوم بها للتذكير بالمعالم الأثرية والسياحية الموجودة في المنطقة "المدرج الروماني القديم" و"ميناء جبلة القديم" و"مسبح زيتون" الذي يعود لعائلة السباح العالمي "محمد زيتون" الذي ولد في "جبلة"، بالإضافة إلى المناطق الأثرية والسياحية المنتشرة في ريف المدينة».

يساعد منتدى الإنترنت زوار المركز في الاطلاع على آخر المستجدات المعلوماتية والتكنولوجيا خصوصاً إذا كان لا يقتني جهاز حاسب في بيته، ويقدّم منتدى الإنترنت تسهيلات كثيرة من خلال أسعاره الرمزية على عكس الأسعار الباهظة في صالات الإنترنت الخاصة، ويفتتح المنتدى أبوابه منذ التاسعة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر يومياً

وباعتبار "المركز الثقافي العربي" صرح ثقافي يُجسد تاريخ وثقافة المكان حدثنا "حميد علي" عن تاريخ بناء المركز ومراحل تطوره بالقول: «تأسس المركز عام (1987م) وكان بناءً قديماً تمّ تطويره شيئاً فشيئاً، وفي السنة الماضية خصصت لنا "هيئة تخطيط الدولة" مبلغاً لتحديث صالة المعرض والواجهة الخارجية للمركز. وفي خطتنا القادمة سنقوم بتحديث مقاعد المسرح وعلى الرغم من أن المركز يضم (25) جهاز حاسوب إلا أننا سنقوم بدعم المركز بأجهزة حاسوب إضافية، ونتيجة ً لتميّز المركز الثقافي العربي في "جبلة" على مستوى القطر قدّمت وزارة الثقافة هدية للمركز بقيمة (10 ملايين ) ليرة تضم أجهزة صوت وأجهزة تكييف ومجموعة إنارة حديثة».

مدير المركز "محمد حميد علي"

أما عن أقسام المركز يقول "علي": «يتألف مبنى المركز من طابقين يضم الطابق الأول قاعة للمسرح تتسع لحوالي (300) شخص تقدم أهم الأماسي الأدبية والفنية، كما يمكن لزوار المركز متابعة عروض سينمائية من خلال شاشة عرض سينمائية (90) بوصة، كما يوجد قاعة للمحاضرات التي تعرض آخر المستجدات الحياتية من أدب وثقافة وسياسة، كما أنه هناك مركز لبيع الكتب وبإمكان أي شخص استعارة أي كتاب من المكتبة العامة التي توجد في الطابق الثاني والذي يضم أيضاً صالة للمعارض وقاعة للمطالعة ومعهد ثقافي شعبي يضم دورات متنوعة (كمبيوتر وقص وتزيين الشعر وخياطة ولغات) ليتم تخريج (1500) شخص من المعهد الثقافي سنوياً، فنسبة الاقبال على المعهد الثقافي الشعبي جيدة جداً والسبب في ذلك أن سعر كل دورة في المعهد (500) ليرة لمدة أربعة أشهر».

ثقافي "جبلة" يستقطب عدة شرائح من المجتمع كما أخبرنا "حميد علي" ويضيف قائلا: «على الرغم من المنافسة الكبيرة التي تتعرض لها المراكز الثقافية العربية من قبل شاشة التلفزيون والإنترنت، إلا أن ثقافي "جبلة" استطاع أن يستقطب عدداً جيداً منً فئات عمرية متعددة بحسب ميولهم واتجاهاتهم، وتتركز نسبة الاقبال عند فئة الشباب ربما لأننا نهتم اهتماماً خاصاً بموضوع الشباب فننظم لهم أسابيع ثقافية بمشاركة مجموعة من المعاهد التعليمية الموجودة في المدينة مثل "معهد النبراس"، كما أننا لانتجاهل الفئات العمرية الواعية والراشدة فنقيم لهم محاضرات أدبية وفنية بالإضافة إلى المحاضرات التي تهتم بالمجال الزراعي. أما بالنسبة للأطفال فنحرص دائماً على إقامة نوادي للأطفال تستمر أحياناً لمدة ثلاثة أشهر في فصل الصيف يقيمون من خلالها نشاطاتهم الأدبية والفنية والغنائية، ونكون بذلك ومن خلال الخطط الشهرية للمركز قد استقطبنا كافة الفئات العمرية في المجتمع لأن العمل الثقافي لا يرتكز عند فئة معينة فالثقافة ترتقي من خلال التكامل والتواصل الدائم».

جانب من الحضور في مسرح ثقافي "جبلة" في احد نشاطاته

كما التقينا أمينة المكتبة العامة في المركز السيدة "ازدهار خضور" وحدثتنا عن قرّاء المكتبة بالقول: «تضم المكتبة حوالي (14000) كتاب من مواضيع مختلفة ومتنوعة منها الأدبية والتاريخية والعلوم والرياضيات والثقافة العامة والموسوعات والمعاجم، وأكثر من يرتاد المكتبة هم طلاب الجامعات للاستعانة بمراجع تفيدهم في دراستهم وحلقات البحث، كما أن للمكتبة قرّاء مميّزين لا يقرؤون إلا من أمهات الكتب كالدواوين الشعرية وكتب الموسيقا. والمكتبة العامة تقدم تسهيلات للقرّاء الذين يسكنون في أماكن بعيدة فيمكنهم استعارة كتابين أو ثلاث، ومدة إعارة أي كتاب (15) يوماً وإذا لم ينتهي القارىء من قراءة صفحات الكتاب يطلب التمديد، وعندما يُسلم القارىء كتابه لي أناقشه حول موضوع الكتاب وما الذي أعجبه فيه وقد تطول جلسة الحوار بيني وبين القرّاء. وهناك مؤلفون يقدّمون للمكتبة العامة كتب تحمل اسمهم، وأحياناً نقوم بتزويد المكتبة بالكتب من خلال شراء هذه الكتب من بعض المؤلفين أو نحصل على عناوين كتب تنقصنا من معارض الكتب».

وفي منتدى الإنترنت حدثتنا المهندسة "بهاء نيوف" بالقول: «يساعد منتدى الإنترنت زوار المركز في الاطلاع على آخر المستجدات المعلوماتية والتكنولوجيا خصوصاً إذا كان لا يقتني جهاز حاسب في بيته، ويقدّم منتدى الإنترنت تسهيلات كثيرة من خلال أسعاره الرمزية على عكس الأسعار الباهظة في صالات الإنترنت الخاصة، ويفتتح المنتدى أبوابه منذ التاسعة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر يومياً».

أمينة المكتبة العامة "ازدهار خضور"