"عمار حبيب" اسم ما إن يتم ذكره لدى جماهير الرياضة السورية؛ وخاصة في الشارع التشريني حتى يُسارع الجميع لرفع القبعات تحية لرجل أنكر ذاته وآثر حب وطنه على نفسه فقدم جسده وزهوة شبابه الرياضي قرباناً لرفع اسم سورية عالياً، وكان أن لقبته الجماهير بلقب هو الأحب إلى قلبه "فدائي الكرة السورية".
موقع "eLatakia" زار اللاعب "عمار حبيب" بتاريخ "5/12/2010" وكان معه اللقاء التالي:
أراه نموذجاً رياضياً فريداً من نوعه حيث تميز بالالتزام والمستوى الفني الرائع والأخلاق الرياضية قدم الكثير لمنتخباتنا الوطنية ولا بد من الاستفادة من خبراته سواء في المنتخبات أو الأندية لما يملك من خبرات كروية وتدريبية
** أنا متواجد في "اللاذقية"، أقوم بتدريس مادة التربية الرياضية في إحدى مدارس المدينة.
** بالتأكيد أتابع أخبار الرياضة لكن من خلال ما ينقله لي أصدقائي ووسائل الإعلام وأنا على تواصل مع عدد من نجوم الكرة والمهتمين بها واجد أن الوقت لم يحن بعد للعودة إلى الملاعب.
** لأننا نسير عكس التيار ولو نظرنا بشكل سريع للمنتخبات الآسيوية لوجدناها تصرف المال الكثير لتطوير رياضاتها من خلال برامج مدروسة بعناية وقد ارتقت غالبية دول آسيا عالمياً في حين نجد أننا نتخبط بعملنا لماذا لا يتم التخطيط الصحيح بان نبدأ بفريق من الصغار نعمل على تطويره وتأهيله حتى مرحلة الشباب ثم نزيد من فعاليته ونواصل اهتمامنا به ليصل إلى فريق الرجال وحبذا لو يتم إجراء خطة خمسية خاصة بالرياضة مع رصد ميزانية خاصة بالرياضة، وأتمنى لو تتم عملية خصخصة الرياضة.
** قديماً كانت الكرة تتغذى على جهدنا وعرقنا وكان اللاعب منا يشعر انه /11/ لاعبا وكل لاعب يشعر بنفس الإحساس ، بينما الكرة حالياً مصالح حيث نجد أن اللاعب يخشى من الإصابة في زمن الاحتراف الميتافيزيقي، ويمكنني القول أن الكرة أيامنا كانت مصنوعة من الجلد بينما نجدها اليوم مُصنوعة من الشمع.
وفيما يخص المنتخبات أتذكر أنني عندما دعيت للتجريب في منتخب الشباب شعرت أنني أطير في السماء وسعادتي لا توصف لدرجة أنني حملت الصحيفة وقمت بإطلاع كل أبناء الحي على اسمي ولو نظرنا لبعض اللاعبين حالياً نجدهم يتهربون من اللعب للمنتخب خوفاً من الإصابة التي ستحرمهم من اللعب مع الأندية والاحتراف الخاطئ جعل اللاعب يُفضل النادي على المنتخب لهذا لا بد من تطبيق الاحتراف ولكن الاحتراف الحقيقي للاعبي المنتخب.
** منذ فترة ونحن نعيش تخبطات في منتخباتنا الوطنية حيث نهمل الاهتمام بالقواعد وكل مقومات المنافسة غير متوفرة للأسف وبالأرقام أجد أن حظوظنا صعبة لتفوق كل من "السعودية" و"اليابان" من جميع النواحي لكن كرة القدم دائرية وفي حال تسلحنا بالروح القتالية والانتماء الحقيقي للمنتخب بإمكاننا خلق مفاجآت.
** بدأت لعب كرة القدم في الأحياء المدرسية كحارس مرمى ثم انتقلت للعب بمركز قلب الهجوم عند انتقالي للعب في "نادي تشرين" بفئات الناشئين والشباب وبداية مرحلة الرجال وعند دعوتي إلى منتخب الشباب كنت لوحدي على الخط وسألني المدرب "سوفيني فاليري" هل تلعب بمركز الدفاع وكانت نقطة تحول في حياتي الكروية حيث كلفت بمراقبة نجم منتخب سورية "روميو اسكندر"-أثناء التدريب- وكنت ملاصقاً له كظله ومن يومها وانا ألعب مدافعاً.
** على اللاعب أن يخلص للكرة وأن يعتبرها كل حياته والدم الذي يجري في عروقه ليضمن نجاحه في ملاعب كرة القدم.
** تابعنا تقلب في نتائج كافة الفرق وهذا ناتج عن عدم الاستقرار مما يجعل التوقع صعباً وأعتقد أن الفريق الأكثر قرباً من الاحتراف المنطقي والصحيح هو الذي سيتوج باللقب.
** مع نادي تشرين فزت بلقب دوري الدرجة الأولى عام /1982/ ومع المنتخب الوطني ساهمت مع زملائي بالفوز بالميدالية الذهبية لدورة "ألعاب البحر المتوسط السابعة عشر" باللاذقية عام /1987/ وفي العام الذي تلاه حققنا الميدالية الفضية في "بطولة كأس العرب" بالأردن عام/1988/ وعلى مستوى منتخب الشباب تأهلنا لنهائيات كاس العالم للمرة الأولى في تاريخ "سورية".
* من صاحب الفضل عليك؟
** أمي في المقام الأول فهي التي دعمتني وشجعتني واهتمت بي ولا زلت أذكر كيف كانت تعاملني بلطف عند قدومي من الملعب وثيابي ملوثة بالطين وتقول لي الحمد لله على سلامتك، لقد أتعبتها كثيراً بغسيل الثياب والاهتمام بي، ولا أنسى فضل المغفور له بإذن الله المرحوم "محمد زيادة" الملقب "أبو علي الشما" الذي كان له فضل كبير عليّ كلاعب.
** "عمار حبيب من" مواليد /1967/، مدرس تربية رياضية، مركز اللعب "ستوبر" قلب دفاع، متزوج، لعبت لأندية "تشرين" و"جبلة" ولمنتخب "سورية" بفئات الناشئين والشباب والرجال لعبت حوالي /50/ مباراة دولية.
حارس منتخبنا الوطني وصمام أمانه "مالك شكوحي" قال عن اللاعب "عمار حبيب" : «أراه نموذجاً رياضياً فريداً من نوعه حيث تميز بالالتزام والمستوى الفني الرائع والأخلاق الرياضية قدم الكثير لمنتخباتنا الوطنية ولا بد من الاستفادة من خبراته سواء في المنتخبات أو الأندية لما يملك من خبرات كروية وتدريبية».
الكابتن "رفعت الشمالي" مدرب نادي جبلة سابقاً قال: «كان "عمار" من أفضل لاعبي سورية في خط الدفاع مما دفعني للطلب من ناديه"تشرين" إعارته لفريقنا "جبلة" ليشارك معنا في بطولة الأندية العربية عام /1990/ وهو يمتلك كل مواصفات اللاعب المتميز ويجيد اللعب بالرأس والقدمين على عكس الكثير من اللاعبين لكن للأسف كان عمره قصيراً في الملاعب بسبب الإصابة التي تعرض لها مع منتخبنا الوطني للشباب».
الجدير ذكره أن "عمار حبيب" هو من الجيل الذهبي للكرة السورية ولا زال لقب فدائي الكرة السورية مرتبط به بل وأصبح علامة مسجلة باسمه، عاصر نجوم كرتنا ومنهم "عبد القادر كردغلي، وليد أبو السل، نزار محروس، مالك شكوحي، يوسف هولا، جورج خوري، والراحل أحمد عيد"، وفي "تشرين" لعب إلى جانب "مازن كوسا" وموفق كنعان، وأحمد طريفي، نضال قضيماتي، علي الجندي، حسان محمد، عبد الرحمن فواخرجي، وهيب عنيزة، محسن فارس، بسام حسن، محمد حطل" وآخرين.