"زيوار جتكر" فنان موهوب استهوته الطبيعة وما تحويه من ألوان وظلال فأبدع من خلالها الكثير من اللوحات والأعمال الفنية المتنوعة، واستمد موضوعات لوحاته من طبيعة "الجولان" الجميلة.
موقع eQunaytra التقى الفنان التشكيلي "زيوار جتكر" وأجرى معه هذا الحوار:
الفنان "زيوار" شغوف بالفن التشكيلي إذ أن الأساس عنده الهواية وليس الانتفاع وهو فنان مجتهد ومتابع لعمله باستمرار ويتطور بسرعة مذهلة وله اهتمام بالطبيعة والطبيعة الصامتة والإنسان، وقريباً سوف نشاهد له أعمال ومعارض فنية واعدة
** لا توجد بداية حقيقية لاهتمامي بالرسم ولكن كل ما أعرفه أن الرسم كان رفيقي في السنين الأولى من الدراسة، حيث كنت أستهلك دفاتري أسرع من بقية أخوتي بسبب استخدامها للرسم باستمرار مما كان يسبب لي إحرجاً أمام والدتي وعندها كنت أعتقد أن كل الناس والأطفال يمارسون الرسم بشكل جيد، وبعد ممارسة الرسم في المدرسة والمنزل أصبح فن الرسم هواية أمارسها يومياً وفي جميع أوقات الفراغ.
** إن طفولتي وضعت اللبنة الأولى لإختياري ممارسة الرسم، فأنا أحب رسم الطبيعة الخضراء الجميلة وقد كانت متوفرة بكثرة في قريتي "العدنانية" في "الجولان" وهذا ساعدني على ممارسة الرسم بشكل كبير، فالطفولة وقريتي علمتني وشجعتني على ممارسة الرسم.
** أذكر أن أول لوحة رسمتها كانت لوحة لشقيقتي الصغرى بمعطفها البنفسجي وكانت بالألوان الزيتية في عام 1966م.
** بالنسبة لي استخدم ألوان اللوحة بحسب الحالة النفسية التي أعيشها وواقع المشهد الذي أرسمه فلا يوجد في فكري لون سيئ حيث أن جميع الألوان جميلة وتعطي اللوحة رونقاً رائع بشرط وجود التجانس المتناغم بين الألوان المستخدمة، وغالباً ما أستخدم اللون الازرق بجميع تدرجاته لأنه يعبر برأيي عن الاستقرار ويحافظ على الواقعية.
* ما طقوسك أثناء الرسم؟
** لا وقت لي محدد للرسم ولكن عندما تأتي فكرة معينة في خاطري أطبعها في ذاكرتي وأذهب للمرسم وأضع الخطوات الأولى وأبدأ بالرسم، حيث لا أحب الرسم في المنزل بل أفضل الرسم في المرسم بين زملائي وفي أجواء يكون فيها نوع من الحديث والنقاش في بعض أمور الحياة وأقوم بالدندنة لبعض الأغاني التي تكون غالباً من تأليفي لتساعدني في إعطاء روح الإبداع لدي لمسة فنية رائعة.
** على الرغم من تعدد المدارس الفنية إلا أنها لم تأخذ تلك المدارس خطوط واضحة في رسم الأسس والقواعد التي تقوم عليها، فكثير من لوحات الفنانين المشهورين ظهرت بموضوع ومضمون واقعي وبأسلوب تكعيبي، وإظهاري لموضوع معين في إحدى لوحاتي متمثلاً بمضمون واقعي لا يعني تأثري بالمدرسة الواقعية بشكل مباشر إلا أن الموضوع المطروح والمنظر المشاهد للرسم يفرض أحياناً الأسلوب والمضمون المستخدم في عملية إظهار اللوحة للمشاهد، وبشكل عام تغلب على لوحاتي الواقعية وربما أحببت الإنطباعية.
** أبدعت في عكس صور ومشاهد بالكثير من لوحاتي الفنية التي لم تكاد تخلو من لمسات تظهر إحدى جوانب "الجولان" التي عشتها وما زلت أعيشها في مخيلتي لتبقى النبع الفائض الذي أستسقي منه عبق إبداعي الفني، فأنا لم ولن أنسى وأحاول دائماً الحديث عن "الجولان" لأطفالي لأرسخ لديهم فكرة الماضي من الجولان وأغرس فيهم حب العودة إلى تلك اللوحة الرائعة الجمال ذات الرونق الرائع الأخاذ "الجولان"، وخلال مسيرتي الفنية قمت بزيارة إلى الكثير من بلدان العالم ولكنني لم أستطع أن أرسم لوحة واحدة دون أن أدخل عليها شيئ من طبيعة الجولان لأن الجولان مهد طفولتي ومرتع شبابي وألمي الباقي.
* ماذا عن معارضك؟
** لقد شاركت في معظم المعارض التي أقامتها محافظة "دمشق" و"القنيطرة" وكافة المعارض التي أقيمت في وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين، وحالياً أقوم بالتحضير لإقامة معرض فردي يضم معظم الوحات الجديدة والتي لم أكن قد شاركت بها بمعارض سابقة والتي حاولت فيها إظهار شيئاً من طبيعة "الجولان".
** يوجد في محافظة "القنيطرة" الكثير من الفنانين التشكيليين المبدعين ونشهد إقبالاً من خريجي كلية الفنون الجميلة والهواة، حيث أن الحركة الفنية جيدة وفي تحسن مستمر، ولكن نرى بأن المحافظة والجهات الثقافية لا تولي الاهتمام الكافي لهؤلاء الفنانين القادرين على إظهار الوجه الحضاري للمحافظة والتي هي بحاجة إلى دعم إعلامي حقيقي بريشة فنانيها المبدعين.
وحول أعمال الفنان "زيوار جتكر" قال الفنان التشكيلي "نعيم شلش" من فرع "القنيطرة" لنقابة الفنون الجميلة: «الفنان "زيوار" شغوف بالفن التشكيلي إذ أن الأساس عنده الهواية وليس الانتفاع وهو فنان مجتهد ومتابع لعمله باستمرار ويتطور بسرعة مذهلة وله اهتمام بالطبيعة والطبيعة الصامتة والإنسان، وقريباً سوف نشاهد له أعمال ومعارض فنية واعدة».
والجدير بالذكر أن الفنان التشكيلي "زيوار جتكر" من مواليد عام 1952م من قرية "العدنانية" التابعة لمحافظة "القنيطرة"، تخرج من جامعة أوديسا كلية التكنولوجية عام 1980م، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية"، عضو في نقابة الفنون الجميلة فرع "القنيطرة".