ولد الشاعر والأديب "عبد المجيد الفاعوري" عام 1939م في قرية "كفر حارب" التابعة لمنطقة "فيق" في محافظة "القنيطرة" على الحدود مع فلسطين غرباً والأردن جنوباً، كما تحتل موقعاً استراتيجياً هاماً باعتبارها صلة الوصل بين سورية وتلك الأقطار، موقع eQunaytra زار الشاعر "عبد المجيد" وكان له هذا الحوار:
اذكر أن أول قصيدة موزونة لي كانت بعنوان "إلى فلسطين" وقد نشرت في مجلة صوت دار المعلمين في عام 1956م وتخونني الذاكرة هنا فلم أعد أحفظ من أبياتها بيتاً
** «أنهيت دراسة المرحلة الابتدائية في مدرسة فيق الريفية عام 1951م، ثم انتقلت لدراسة المرحلة الإعدادية في ثانوية "درعا" وأنهيت المرحلة الإعدادية عام 1954م وبعدها التحقت بدار المعلمين الابتدائية بدمشق وتخرجت فيها عام 1958م، وحصلت على الشهادة الثانوية العامة في عام 1960م ثم انتسبت إلى جامعة دمشق عام 1964م في كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرجت عام 1970م».
** «ظهرت بداياتي باتجاه عشق اللغة العربية في مرحلة التعليم الابتدائي وعلى وجه التحديد في عام 1950م حيث شجعني على ذلك أستاذي "عبد الكريم جبر" الذي كان يجعل مني خطيباً في المدرسة وكان يعد لي النص فأتدرب عليه ثم القيه على مسامع الطلاب ومن صندوق الذكريات انه كتب لي نص خطاب ألقيته أمام "حسني الزعيم" عندما زار منطقة الزوية (فيق) أواخر العام 1949م وكنت وقتها في الصف الثالث الابتدائي وقد أهداني الزعيم قلم حبر ولم نكن وقتها نعرف قلم الحبر وإنما كنا نكتب بالريشة والمحبرة وقد أطلق أخي الكبير على هذا القلم اسم قلم نباع أي ينبع منه الحبر».
** «أنا لم اختر الشعر وحده وإنما شغلت نفسي بسائر الفنون الأدبية كالقصة والمقالة والنقد الأدبي ولكن الشعر هو أول من استدعى ملكتي الأدبية منذ مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي، فلقد سحرني شعر "أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وشفيق جبري" ذلك لان لهم قصائد في المنهاج المدرسي آنذاك وفي مرحلة لاحقة تعرفت على العديد من شعراء العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والعصر العباسي وتربع "زهير بن أبي سلمى وحسان بن ثابت وطرفة بن العبد وعنترة" ثم بعدها سيد الشعراء "المتنبي وأبو تمام والبحتري" وهكذا بدأت تتفتح لدي أكمام الشعر».
** «اذكر أن أول قصيدة موزونة لي كانت بعنوان "إلى فلسطين" وقد نشرت في مجلة صوت دار المعلمين في عام 1956م وتخونني الذاكرة هنا فلم أعد أحفظ من أبياتها بيتاً».
** «ليس لدي ديوان مطبوع وإنما هو ديوان مخطوط حتى الآن».
** «لا شك أن الجولان مسقط الرأس ومهوى الفؤاد يحتل حيزاً كبيراً في شعري ولعله الأغلب والأغزر فالجولان بالنسبة لي الأب والأم والأخ والأخت يعيش في وجداني أينما كنت وأنام واستيقظ على ذكراه».
** «إنني أتعامل على طول الخط مع الشعر العمودي حيث الوزن والموسيقا والقافية وحيث وحدة البيت الواحد الذي يلخص فكرة واحدة بحد ذاته مع حبي لقراءة شعر التفعيلة والذي أراه فرعا أصيلا من الشعر العمودي أما شعر الكلمة أو المفردة والإغراق في الرمز فلا أميل إليه».
** «للشعر دور في وقتنا الحاضر فلقد كان الشعر على الدوام محرك القلوب ومحرك الجماهير لقد كان بيت الشعر الواحد يحرك الملايين العربية من المحيط إلى الخليج عندما يلامس القضايا القومية والوطنية فيتردد صداه من بغداد إلى طنجة خذ مثلاً أبيات للشاعر "أبو القاسم الشابي":
"إذا الشعب يوماً أراد الحياة/ فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي/ ولا بد للقيد أن ينكسر"
وخذ قول الشاعر "حافظ إبراهيم":
"هذي يدي عن بني مصر تصافحكم/ فصافحوها تصافح نفسها العربُ"
فالشعر رسالة... رسالة ضمير الشاعر إلى ضمائر الأمة، وعليه فالكلمة الصادقة الخارجة من القلب تستقر في القلوب ولك في قصائد الشعراء على اختلاف أقطارهم ومذاهبهم اللغوية اكبر الأمثلة على وحدة الشعور القومي والوطني وخاصة حيال ما تعرضت له الأمة العربية وتتعرض له وبخاصة هذه الأيام».
** «عملت معلماً ومدرساً في إعدادية فيق حتى عام 1966م ثم مديراً لمعهد إعداد الفلاحين بالرقة كما عملت مديراً للشؤون الاجتماعية والعمل بالقنيطرة منذ عام 1974 م حتى عام 1990م، انتخبت عضوا في مجلس الشعب لدورتين تشريعيتين 1990م – 1998م».
* كلمة أخيرة؟
** «كلمتي الأخيرة موجهة لأجيالنا الصاعدة وخاصة في عصر المعلوماتية والفضاء أن يتمسكوا بلغتهم العربية ولسانهم العربي وان يعطوها الاهتمام اللازم فاللغة هي الأمة والأمة في لغتها».
«بعض الأبيات من قصيدة للشاعر "عبد المجيد الفاعوري":
يا معشر الصحبِ الكــرامِ تحيةً/ مني إليكم من ربا الجولانٍِ
من قمة الجبل المعمم بالســـــنا/ من حمةِ اليرموك والوديان
من تلكمُ الأرض التي قد بوركت/ أرجاؤها في محكم القرآن
أرض حباهــا الله فيض جمالـــه/ فتميزت عن سائرِ البلدانِ».