قدم الشاعر الشعبي "إسماعيل محي الدين المسعود" الكثير من القصائد المغناة محترفاً الشعر الشعبي، لأنه حسب وصفه "تراث يختزل مقومات الثقافة السورية ومظاهر حياتها الأصيلة".
موقع eQunaytra التقى الشاعر بتاريخ 7/11/2011م حيث بدأ حديثه بالقول: «إن للشعر الشعبي مكانة متميزة بين الأوساط الشعبية فهو مأوى لتجربة روحية ذوقية، ولطموح صوفي يسمو على المظهر المادي إلى الباطن الروحي».
إن للشعر الشعبي مكانة متميزة بين الأوساط الشعبية فهو مأوى لتجربة روحية ذوقية، ولطموح صوفي يسمو على المظهر المادي إلى الباطن الروحي
عن بداياته في كتابة الشعر قال: «بدأت مسيرتي في كتابة الشعر الشعبي عندما تجاوزت الخامسة عشرة حيث كنت أعمل في محل صغير لبيع أشرطة الكاسيت فسمحت لي الفرصة بسماع زجل الشاعر "حسين حمزة" و"زغلول الدامور" وغيرهم، ثم بدأت بقراءة كتيبات للشاعر "نزار قباني" و"عمر الفرا" وأخذت أحاول كتابة بعض الخواطر الغزلية، وقد كانت هذه الخواطر في البداية نثرية وبالفصحى ولكن لم تلق الاهتمام الذي توسمته، إلا أنني ثابرت وتابعت اجتهادي لأني كنت مقتنعاً أن من يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، وهكذا كانت البداية.
ورغم الانتقادات القاسية التي وجهت لي في بداية الطريق إلا أن ذلك حفزني لمراجعة خواطري الشعرية وتأهيلها بالشكل اللائق لإلقائها على المنابر الشعرية في المراكز الثقافية، ولم أقف عند هذا الحد بل تابعت ذلك بمحاولة نشر كتاباتي الشعرية في الصحف الرسمية منها جريدة الثورة والملحق الثقافي، وجريدة تشرين، وغيرها، كما كتبت في جريدة "المدار" التي تصدر في بريطانيا، بالإضافة إلى بعض المجلات كمجلة "العربي" و"زهرة الخليج"، فقد كتبت شعراً شعبياً غزلياً وآخر هزلياً، وفي ديوان "ولادة فضايح" كتبت شعراً أصف فيه أحد الذين التقيتهم ذات مرة في قصيدة بعنوان "الرصيف الأول" وقلت فيها:
"ياهل الشرف والدين / ياعرب يا ميامين
شفت رجال من الدين مجردين/ يلبسون لبس رجال مقدرين
وبين النسوان بالحدائق مخنزرين
لا أخلاق .. لا مروءة
ولا دين لابس عقال/ ومزين الشوراب
والعمر فوق السبعين/ يراقص بنت بالعشرين
يا حيف عالرجال/ من الكرامة مجردين".
كما أحاول دائماً الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال الشعر الشعبي حيث أقوم بالقراءة لمجموعة متنوعة من الشعراء وبذلك يتم صقل مفرداتي وأفكاري بالمعاني الأخاذة ذات الأحاسيس الجميلة وبحيث لا تتصف معاني قصائدي بالجمود والتكرار ومن أبرز هؤلاء الشعراء كان الشاعر "عمر الفرا" والشاعر "موان الوادي" من سورية ومن البحرين الشاعر "عبد الرحمن الرفيع" ومن الإمارات "محمد ابن راشد آل مكتوم" ومن مصر "أحمد فؤاد نجم" و"عبد الرحمن الأبنودي".
وحول توثيقه لأعماله قال: «كل الخواطر لدي موثقة في أرشيف خاص، ولدي في هذه الفترة ديوان قيد الطباعة بعنوان "أخو كرمة" والذي كان عبارة عن شعر محكي، وديوان آخر قيد الطبع بعنوان "جولان القلب والهوى" وقد حاولت القيام بجمع قدر كبير من الأمثال الشعبية والتي كانت تتداول في محافظة "القنيطرة" والجولان، وأذكر مما كتبت للجولان:
"جولان يا يقظة الوجدان/ لك الألوان
لون أحمرار الدم من صمود المناضلين
ولون اخضرار سهولك وتلالك بعشب الصمود والثبات".
وعن دور القصيدة الشعبية في نقل التراث يضيف: «الشعر أو القصيدة الشعبية هي أصل التراث، وهو موروث ورصيد غير مادي، وما أجمل الحكاية الجولانية القديمة ومحتواها الحضاري في كافة قطاعات الجولان من "فيق" و"البطيحة" و"مسعدة" و"المنطقة الوسطى" حيث هناك الصور التي تعكس رونق المنطقة التي يستطيع الشاعر التغني بها بأجمل العبارات وأفضل القصائد الشعرية».
وحول كتابات الشاعر "إسماعيل المسعود" يقول الشاعر الشعبي "خالد عبد الجبار الفرج": «يتميز الشعر الشعبي الذي يكتبه الشاعر "إسماعيل المسعود" باللغة الريفية أكثر من اللغة البدوية ويسردها بصيغة الحكاية أو القصة، ويغلب على قصائده الطابع الغزلي، وكما قرأت في كتاباته فهو يلعب دور الناقد في أكثر قصائده الشعبية، وللشاعر "إسماعيل" حضوره في مهرجات الشعر الشعبي التي تقام في المحافظات وهو من رواد المراكز الثقافية».
يذكر أن الشاعر "إسماعيل محي الدين المسعود" من مواليد محافظة "القنيطرة" عام 1968م قرية "راوية" التابعة لناحية "مسعدة" في "الجولان" المحتل، يعمل حالياً مختاراً ورئيس لجنة في حي السادس من تشرين في منطقة "الحجر الأسود"- عضو لجنة التراث الشعبي "بالقنيطرة"- عضو جمعية الشعر الشعبي والتراث، عمل مديراً لمهرجان ربيع الجولان للشعر الشعبي الدورة الأولى عام 2010م، ومدير لمهرجان جولان الشعر الشعبي تحية لتشرين النصر عام 2011م، ونال لقب شاعر الجولان بمهرجان القصيدة الشعبية في سورية، صدر له حتى الآن ديوان قصائد باللهجة المحكية بعنوان "ولادة فضايح"، وديوان آخر بعنوان "ألوان جولانية" شعر بدوي.