«ملامحهم تشير الى تلك العراقة التي يتمتعون بها، وكأن تراب "الجولان" والترحال، والذاكرة القديمة، تأبى إلا أن تترك بعضاً من سماتها على وجوههم، رغم انضمام أهل القرية تحت اسم نبع "الفوار"».
الكلام للسيد "عويد حميد الأحمد" مختار قرية "نبع الفوار" في حديث لموقع eQunaytra (يوم الأربعاء 10/9/2008). مضيفاً: «هذا البوح يتشكل من نبض الناس، ويحفر عميقا في منابع استقرارهم، وحكايات قدومهم، وتفرعات خريطتهم الحياتية، في إطار المجتمع الذي يشكلونه بماضيهم، وحاضرهم، وقصصهم، وكل ما يمت لهم بصلة على كافة الصعد. هذا المزيج الاجتماعي يمكن تتبعه بيسر، لكون القرية تتكون من عائلات "الأحمد- العسى- الشتيوي- الفياض". الذين قدموا من قرى "سكيك- واسط- بانياس" في "الجولان" المحتل، وبعض قرى "فلسطين"، بعد تهجير قوات الاحتلال لهم من منازلهم، وقراهم، فاستقر بهم المطاف في هذه الأرض الخيرة، حيث الينابيع والخضرة. قصة تهجير الناس من قراهم بالقوة، مهدت الطريق نحو تقسيم الأراضي، بحيث تعرف كل عائلة مكانها وحدودها، ريثما يتم استعادة "الجولان"، ويعودون الى بيوت الآباء والأجداد. ويتذكر مختار القرية شهداءهم في النكبة وحرب حزيران وتشرين. يبلغ عدد سكان القرية نحو 450 نسمة، معظمهم من سكان قرى "الجولان"، إضافة الى بعض العائلات من "فلسطين" المحتلة، الذين قدموا منذ العام 1948 بعد النكبة».
يحد نبع "الفوار" من الشرق قرية "الحلس"، ومن الغرب، بلدة "بلونه"، أما من الشرق فتجاورها قرية "العلقة"، ومن الجنوب بلدة "كوم الويسة"، ويحدها من الشمال قرية "حرفا". هذه الحدود الواسعة الامتداد، جعلت من نبع "الفوار" صلة وصل تربط بين قرى محافظة "ريف دمشق" وقرى محافظة "القنيطرة". يوجد في القرية مدرسة ابتدائية، ومركز للانترنت، وعيادتان لطب الأسنان، إضافة الى المدرسة الفنية الزراعية، كما يوجد الى الشرق منها معسكرات طلائع البعث، والصاعقة. ومن معالم القرية قصر الإقطاعي "علي زلفو" الذي كان يملك اراضي القرية والقرى المجاورة لها، وما يزال شاهداً على الماضي العريق، الذي يدل على الماضي الزراعي الغني الذي كانت تعيشه القرية
المهندس "أحمد الابراهيم" من أبناء القرية قال: «تتميز القرية بكثرة الينابيع والعيون، مثل نبع "الفوار" الذي يقع في الجهة الشرقية من البلدة، والذي أخذت القرية تسميتها منه، إضافة الى نبع "بلونه" الواقع الى الغرب من القرية، وعدد من العيون التي تنبض بالحياة في فصل الشتاء والربيع. وقد أقامت المؤسسة العامة لمياه الشرب على نبع "الفوار" مضخات لضخ مياه الشرب، الى خزان القرية، إضافة الى تمديد شبكة لمياه الشرب، لإرواء معسكر قوات حفظ السلام "قوات الأمم المتحدة" العاملة في "الجولان"، المحاذية لمنازل القرية.
كما تم تمديد شبكة للري على النبع، لسقاية الأراضي الزراعية، ومعسكر "طلائع البعث"، ومشتل نبع "الفوار" الشرقي لإنتاج الغراس المثمرة، ومشتل نبع "الفوار" الغربي المخصص لإنتاج الأشجار الحراجية. تشتهر نبع "الفوار" بمياهها الصافية، والطبيعة الجميلة، وانتشار الغابات الحراجية الاصطناعية، التي جعلت منها مقصداً للزوار والسياح، من كافة مناطق القطر، الذين يقصدونها للاستراحة والتنزه.
يكثر في القرية زراعة الملفوف والبندورة والخيار، وأشجار التفاح والزيتون. توجد في القرية مزرعة "بركة" الزراعية، التي تضم أكثر من 20 إلف شجرة زيتون ونحو 15 ألف شجرة تفاح وما يعادلها من أشجار الكرز. تنتشر في القرية تربية النحل، وتربية الأرانب والأبقار الحلوب والأغنام».
وعلينا أن نقول: «يحد نبع "الفوار" من الشرق قرية "الحلس"، ومن الغرب، بلدة "بلونه"، أما من الشرق فتجاورها قرية "العلقة"، ومن الجنوب بلدة "كوم الويسة"، ويحدها من الشمال قرية "حرفا". هذه الحدود الواسعة الامتداد، جعلت من نبع "الفوار" صلة وصل تربط بين قرى محافظة "ريف دمشق" وقرى محافظة "القنيطرة".
يوجد في القرية مدرسة ابتدائية، ومركز للانترنت، وعيادتان لطب الأسنان، إضافة الى المدرسة الفنية الزراعية، كما يوجد الى الشرق منها معسكرات طلائع البعث، والصاعقة. ومن معالم القرية قصر الإقطاعي "علي زلفو" الذي كان يملك اراضي القرية والقرى المجاورة لها، وما يزال شاهداً على الماضي العريق، الذي يدل على الماضي الزراعي الغني الذي كانت تعيشه القرية».