«منذ احد عشر ألف عام قبل الآن، استوطنت جماعات الصيد، التي كانت تجوب سفوح "جبل الشيخ" الشرقية، قريباً من موقع "قطنا" الحالي. وقد تواترت تبعات هذا الحدث، فيما تلا من الزمن، فصنع الإنسان الفخار، ونظم شبكات الري، ثم اهتدى منذ الالف الخامس قبل الميلاد، لمعدنة النحاس».
بحسب كلام السيد "طارق ميرزا" أستاذ التاريخ والحضارة، في لقاء مع موقع eQunaytra (يوم الاثنين 23/3/2009) والذي اضاف: «لعل أكثر الظواهر التي شدت أنظار الشعوب التي تعاقبت على ارض "الجولان وجبل الشيخ"، ذلك الارتفاع الشاهق "لجبل الشيخ"، المطل على كافة السهول الممتدة الى الجنوب من "سورية". فدفع جلال ذلك المنظر بالكنعانيين الى تأليه الجبل وتقديسه، وأطلقوا عليه اسم "بعل حرمون"، وشيدوا فوقه المعابد والهياكل، ما زال بعضها يحمل آثارا حتى اليوم.
لعل أكثر الظواهر التي شدت أنظار الشعوب التي تعاقبت على ارض "الجولان وجبل الشيخ"، ذلك الارتفاع الشاهق "لجبل الشيخ"، المطل على كافة السهول الممتدة الى الجنوب من "سورية". فدفع جلال ذلك المنظر بالكنعانيين الى تأليه الجبل وتقديسه، وأطلقوا عليه اسم "بعل حرمون"، وشيدوا فوقه المعابد والهياكل، ما زال بعضها يحمل آثارا حتى اليوم. حيث كان السوريون القدماء يصعدون الى قمة الجبل، أواخر كل صيف ويسكبون الماء عليه. وظلت هذه الطقوس الدينية تقوم فوق الجبل الى العهد البيزنطي، إبان انتشار الديانة المسيحية. فالمصادر التاريخية تذكر أن اليونانيين الذين عبدوا الشمس، ظنوا أنهم يقتربون من معبودتهم الساطعة، فوق الجبل أكثر من أي مكان آخر. ولعل أقدم ما بقي من المعابد الوثنية، فوق جبل "بعل حرمون" ذلك المعبد، القابع فوق أعلى قمة الجبل، غير أن التنقيبات والبحوث الأثرية، لم تجر هناك، ومع ذلك تشير البقايا الحجرية المكتشفة، الى تصميم تقليدي ينقسم بين ساحة مسورة بحائط حجري على شكل بيضوي، وهيكل مستدير الشكل، يبلغ طول قطره حوالي ستين قدماً، وبداخله قدس الأقداس المحفور داخل صخرة ارتفاعها نحو خمسة عشر قدماً، بعمق ثمانية أقدام. ويبدو أن الموقع استعمل في وقت لاحق مكانا للسكن، لذلك سماه الناس قصر "شبيب". وتقول الأسطورة: "إن "شبيب" كان أميرا يمنياً، مات على يدي "أبي زيد الهلالي" في احدى حجرات القصر، الذي عرف أيضا بقصر "عنتر". وما زال الناس في المنطقة يتحدثون عن القصر ويفضلون إطلاق تسمية "شبيب" على قمة "جبل الشيخ"، ويضربون به المثل، في العز والمجد
حيث كان السوريون القدماء يصعدون الى قمة الجبل، أواخر كل صيف ويسكبون الماء عليه. وظلت هذه الطقوس الدينية تقوم فوق الجبل الى العهد البيزنطي، إبان انتشار الديانة المسيحية. فالمصادر التاريخية تذكر أن اليونانيين الذين عبدوا الشمس، ظنوا أنهم يقتربون من معبودتهم الساطعة، فوق الجبل أكثر من أي مكان آخر. ولعل أقدم ما بقي من المعابد الوثنية، فوق جبل "بعل حرمون" ذلك المعبد، القابع فوق أعلى قمة الجبل، غير أن التنقيبات والبحوث الأثرية، لم تجر هناك، ومع ذلك تشير البقايا الحجرية المكتشفة، الى تصميم تقليدي ينقسم بين ساحة مسورة بحائط حجري على شكل بيضوي، وهيكل مستدير الشكل، يبلغ طول قطره حوالي ستين قدماً، وبداخله قدس الأقداس المحفور داخل صخرة ارتفاعها نحو خمسة عشر قدماً، بعمق ثمانية أقدام.
ويبدو أن الموقع استعمل في وقت لاحق مكانا للسكن، لذلك سماه الناس قصر "شبيب". وتقول الأسطورة: "إن "شبيب" كان أميرا يمنياً، مات على يدي "أبي زيد الهلالي" في احدى حجرات القصر، الذي عرف أيضا بقصر "عنتر". وما زال الناس في المنطقة يتحدثون عن القصر ويفضلون إطلاق تسمية "شبيب" على قمة "جبل الشيخ"، ويضربون به المثل، في العز والمجد».
السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" يشير الى أهمية القيام بالبحث والتنقيب في الجبل وخاصة في قمته، نظراً لاحتمال الكشف والعثور على مقتنيات أثرية، تسهم في معرفة المزيد عن تاريخ المنطقة، ويضيف: «من الآثار الباقية فوق "جبل الشيخ" أيضا، تلك الأجران الرومانية، في مكان يدعى "المطابخيات" قرب تلة "الجراجمه"، كان الرومان يشعلون فيه النيران، فتشاهد من جزيرة "قبرص" على ما يذكر الدكتور "فيليب حتي". وهناك نص اكتشف على يد الأثري البريطاني "جورج سميث" عام 1966 م، يعود الى القرن التاسع قبل الميلاد، دونه الملك الأشوري "شلمنصر" يصف فيه أعماله الحربية، فيقول: "في السنه الثالثة من ملكي، عبرت الفرات للمرة السادسة عشرة، وكان الملك "حزائيل" الآرامي لواثق من قوته، قد حشد جيشاً عظيماً وتمركز عند حدود جبل "سنيرو" عند مدخل "لبنان" وحصنه القوي".
"حزائيل" هذا كان ملك آرام "دمشق"، و"سنيرو" هو "جبل الشيخ"، عند الآشوريين، اضافة لما عرف الجبل بأسماء كثيرة، فالصيدونيون كانوا يدعونه "حرمون سيرون"، والاموريون باسم "سنير او شنير"، وعرفه العبرانيون باسم "سيئون وسعير"، كما ورد في العهد القديم. ودعاه الآراميون "طوراً ثلجاً"، أما اليونانيون ومن بعدهم الرومان فأطلقوا عليه اسم "انتيليبانوس" أي المواجه للبنان. وأخيرا أطلق عليه العرب اسم "جبل الثلج". فقد جاء في قصيدة للشاعر "حسان بن ثابت" يمدح فيها أميرين من أخواله من الغساسنة سكنوا "جبل الشيخ" يقول فيها:
"ملكاً من جبل الثلج الى/ جانبي ايلة من عبد وحر
ثم كان خير من نال الندى/ سبقا الناس بأقساط وبر"
كما فاضت قريحة الشاعر الأمير "نجم الشهابي" حباً وتغزلا بهذا الجبل فقال:
"ومنزل فوق قن الشيخ بت به/ معانق الإنس واللذات والطرب
أهدى لنا من ربا نجد معطرة/ ومنظراً من ديار العرب والعجم"
وبعيداً عن الشعر، وبالعودة الى الآثار التاريخية والسياحية، المتناثرة فوق "جبل الشيخ"، جدير بنا أن نشير الى آثار قلعة "جندل" الواقعة على السفوح الشرقية للجبل، وسط قرية "قلعة جندل"، التي أخذت اسمها من القلعة. وينسب بناء القلعة الى شخص يدعى "جندل"، هو الجد الأول للجنادلة، لكن المؤرخ "عيسى اسكندر المخلوف" يذكر أن القلعة قد بنيت قبل استقرار الجنادلة في الموقع. ويشير "المعلوف" الى كتابة يونانية كانت موجودة في العام 1934 م، على عتبة بوابة القلعة، يرد فيها الاسم في اليونانية "ساما اتي"، ما يعني أن اليونان هم أول من بنوها في أعقاب حملة "الاسكندر المقدوني" عام 333 قبل الميلاد. ويؤكد هذا الرأي وجود الكثير من المدافن اليونانية في المنطقة، اضافة الى الاهتمام الروماني بتشييد الأبنية والقبور فيها. كما يلاحظ سكان المنطقة وجود "برقش" في قلب الجبل، عبارة عن مغارة او فوهة في الجبل، على مسافة قريبة شمال قلعة "جندل". وتروي الأسطورة أن هذه الفوهة سقط فيها "النمرود" وتفتح في احد أيام الصيف، حيث تخرج منا حشرات "البرغش" محدثة اصواتا مرعبة من كثافة الحشرات، تسمع الى مسافات لا بأس بها. و على ما يبدو أن جد الجنادلة قد رممها، وظل الجنادلة يتوارثونها، الى أن جاء "الضحاك بن قيس" واعتصم فيها، أيام الملك العادل "نور الدين" الذي حاصرها ثم دمرها، بعد تخليصها من "الضحاك". وظلت هذه القلعة مهملة الى أن تحصن بها "الموحدون"،أثناء حربهم مع "إبراهيم باشا" المصري، الذي حاصرها هو الآخر ثم قام بتدميرها.
إن انتشار البقايا الأثرية فوق "جبل الشيخ" لا يقتصر على المواقع المذكورة فحسب، وقد تكون وعورة الجبل، ساهمت في تأجيل المزيد من البحوث والتنقيبات والمسوحات الأثرية على المنطقة، اضافة الى وقوع قسم على أهمية كبيرة، تحت الاحتلال الإسرائيلي».