كان متفوقاً في معظم مراحل دراسته، وتنقّل في عدة مواقع مهمة في اختصاص عمله، ونجح في تأدية مهامه ضمن القطاع الزراعي على أكمل وجه نتيجة جديته ومتابعته الدؤوبة، كما برز في الميدان الرياضي في أكثر من لعبة.
مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 1 كانون الثاني 2020، تواصلت مع المهندس الزراعي "هلال الحمد الصالح" ليروي لنا سيرته الشخصية حيث يقول: «درست المرحلة الإبتدائية في مدرسة "الأمين" بـ"الرقة" عام 1968، ورغم ظروفي الخاصة كنت من الأوائل على صفي، وأكملت المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة "الرشيد"، ثم انتسبت إلى كلية الهندسة الزراعية في جامعة "حلب"، وبعد تخرجي عام 1980، التحقت بالخدمة الإلزامية في "لبنان" أثناء الاجتياح الإسرائيلي، ثم بعد الانتهاء من هذه المهمة وعودتي إلى "الرقة" تكلفت بالعمل في دائرة الحور والبساتين في المشروع الرائد في المؤسسة العامة لاستثمار وتنمية "حوض الفرات"، كما عينت في الوقت نفسه مدرساً في معهد استصلاح الأراضي والمعهد الزراعي والثانوية الزراعية، وتم اعتمادي خبيراً محلفاً في جميع محاكم "الرقة" والهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، وبعد النجاح الذي حققته في المهام التي كلفت بها خلال تلك الفترة تم تسميتي رئيساً لدائرة الشؤون الزراعية في "بير الهشم"، ومسؤولاً عن حصادات المنطقة الشرقية، ومديراً لمزرعة "الرافقة" التي حصلت خلال وجودي فيها على المركز الأول متفوقاً على كافة المزارع من خلال تنفيذ كافة الخطط الزراعية، تم تكليفي بدائرة الحور ومعاوناً لمدير مشروع "الهشم"، وبعد دمج عدد من مؤسسات "حوض الفرات" توليت مهمة إدارة القطاع الشمالي الذي يضم عدة مشاريع زراعية مهمة».
هو أخي و صديقي، عرفته عن قرب وعملنا معاً في القطاع نفسه، رجل مهذب ويحمل من القيم والأخلاق النبيلة ما يجعلك تفتخر بصداقته، كان واضحاً في سلوكه نزيهاً في عمله، ويملك خبرة كبيرة في معظم قطاعات العمل الزراعي، ولا يبخل بها على من يحتاجها، يتمتع بمصداقية عالية، وأجمل ما فيه هدوؤه العميق وابتعاده عما لا يعنيه
ويتابع القول: «في عام 1985 تم إيفادي إلى "إيطاليا" للمشاركة في دورة اطلاعية على كيفية زراعة وتحسين أشجار الحور بإشراف منظمة الأغذية الدولية "الفاو"، وعلى ضوء تلك المشاركة اعتمدت خبيراً على مستوى القطر، وأعددت دراسة موسعة بهذا التخصص حيث تم اعتماد ما أنجزته مادة تدرس في معهد استصلاح الأراضي، وفي تلك الفترة تم تكريمي أكثر من مرة كبطل إنتاج في أكثر من مناسبة، ونتيجة للنجاحات التي حققتها في المواقع المتعددة التي شغلتها تم ترشيحي مديراً عاماً لـ "حوض الفرات"، لكن ذلك لم يحصل لأسباب معينة لسنا بوارد ذكرها».
أما عن مسيرته الرياضية يقول: «بدأت خلال فترة الستينيات في مدرسة "المالكي" حيث كنت كابتن فريق كرة السلة الذي فاز ببطولة مدارس المحافظة بإشراف المدرس "فواز العبيد" وبعدها تابعت مشواري باللعبة ومثلت نادي "الشباب" ومنتخبات "الرقة" المدرسية لفترة طويلة، وعاصرت عدداً كبيراً من نجوم كرة السلة في "الرقة"، حيث خضنا لقاءات كثيرة، ومنها مباريات خارجية مع فرق أجنبية ومنها مع فريق "دينامو موسكو" الروسي، وكانت من أجمل المباريات التي لعبناها، ولم تقتصر مسيرتي الرياضية على كرة السلة فقط، بل شملت رياضة ألعاب القوى التي تفوقت فيها على مستوى المحافظة من خلال إحراز بطولة اختراق الضاحية وسباق 800 متر لعدة مرات، وذلك بإشراف وجهود المربي "دحام النجم" مدرس التربية الرياضية.
وبعد ابتعادي عن الملاعب لفترة من الوقت تابعت نشاطي في العمل الإداري في نادي "الشباب" حيث كلفت رئيساً لمجلس الإدارة في منتصف الثمانينيات، ورغم ضعف السيولة المادية المخصصة للنادي، قمنا بتنشيط معظم الألعاب حيث استقدمنا مدرباً لفريق كرة القدم من "حلب" للإشراف على تدريب الفريق، وحققنا نتائج جيدة في بعض الألعاب الفردية حيث أحرز "أحمد الكبع" أحد أبطال النادي بالشطرنج بطولة العرب، وفي تلك الفترة تم ترشيحي لرئاسة اللجنة التنفيذية لكنني لم أتسلمها».
المهندس "تيسير عبد الكريم" عنه يقول: «تعرفت إليه منذ المرحلة الإبتدائية واستمرت العلاقة الأخوية القوية حتى الآن، وقد كنا طوال تلك الفترة ضمن فريق كرة السلة بنادي "الشباب" حيث كان لاعباً متزناً ذا أخلاق عالية وروح رياضية حقيقية، كذلك كان بطلاً للمحافظة في سباق الضاحية لعدة سنوات، وفي العمل الإداري نجح خلال مهمته برئاسة نادي "الشباب" بتحقيق بعض الإنجازات الرياضية، كذلك عشنا فترة الدراسة الجامعية وكان بمثابة الأخ والصديق، وبعد تخرجه التحق بالعمل الوظيفي وكان مثالاً للجدية والنزاهة والالتزام والتفاني بالعمل، ولكن للأسف لم يأخذ فرصته ليقدم ما عنده».
أما الدكتور "غزوان العلي" فقال عنه: «هو أخي و صديقي، عرفته عن قرب وعملنا معاً في القطاع نفسه، رجل مهذب ويحمل من القيم والأخلاق النبيلة ما يجعلك تفتخر بصداقته، كان واضحاً في سلوكه نزيهاً في عمله، ويملك خبرة كبيرة في معظم قطاعات العمل الزراعي، ولا يبخل بها على من يحتاجها، يتمتع بمصداقية عالية، وأجمل ما فيه هدوؤه العميق وابتعاده عما لا يعنيه».
يشار إلى أنّ المهندس الزراعي "هلال الحمد" من مواليد "الرقة" عام 1956.