«شكر لابد منه في هذا المفتتح للسيدة "فوزية المرعي"، الأديبة المتألقة، التي تتبنى من خلال منتداها دراسة شخصيات وقامات فكرية وإبداعية مهمة على الساحة العربية، ومن ضمن هذه القامات العملاقة، موضوع هذه الندوة المرحوم الدكتور "عبد الوهاب المسيري"، الذي أعتبره من منظوري المتواضع أنه أنجز موسوعة المعجزة "اليهود واليهودية والصهيونية"».
هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (18/2/2009) الباحث الرقي "محمد جدوع"،عقب الندوة الفكرية التي أقيمت في منتدى الأديبة "فوزية المرعي"، والتي تناولت شخصية المفكر الدكتور "عبد الوهاب المسيري"، وموسوعته الفكرية والتاريخية التي تفند مزاعم الصهيونية وتعري تاريخها المزعوم، وذلك بحضور نخبوي من مثقفي وأدباء محافظة "الرقة".
يتناول "المسيري" موضوعات ذات فرادة، تتمثل في العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، والمنهج التفسيري، الذي يتألف من العلمانية البنيوية الكامنة، والمطلق العلماني الشامل، واللحظة العلمانية الشاملة، وإشكالية التمييز وركائزه التاريخية، معتمداً على المنهج التفسيري الاجتهادي للتحيز، ويتضمن معرفة الغرب ونموذجه الإدراكي وتحيزاته، ونقد الغرب وتحولاته، ونقض الغرب وممارساته
وأضاف "جدوع": «لقد تحولت موسوعة "المسيري" من مجرد عمل فردي اعتمد بالدرجة الأولى على جهده الشخصي إلى ورشة عمل حقيقية، من خلال طلابه ومريديه، في الوقت الذي حشدت فيه إسرائيل للموسوعة اليهودية جيشاً من العلماء من مختلف الاختصاصات، ووضعتهم تحت تصرف "سيسيل روث"، ومع ذلك قدّم "المسيري" موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية" في ثمانية أجزاء، إضافة للموسوعة الموجزة في جزأين، والتي عرّت الصهيونية كما يجب».
وعن شخصية "المسيري" تحدث "جدوع" قائلاً: «يتناول "المسيري" موضوعات ذات فرادة، تتمثل في العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة، والمنهج التفسيري، الذي يتألف من العلمانية البنيوية الكامنة، والمطلق العلماني الشامل، واللحظة العلمانية الشاملة، وإشكالية التمييز وركائزه التاريخية، معتمداً على المنهج التفسيري الاجتهادي للتحيز، ويتضمن معرفة الغرب ونموذجه الإدراكي وتحيزاته، ونقد الغرب وتحولاته، ونقض الغرب وممارساته».
ويضيف "جدوع": «بإمكاننا اعتبار "المسيري" قد استطاع أن يتصدى بقوة لمزاعم الصهيونية التاريخية، وقد خاض معركة فكرية لا تقل أهمية عن المواجهات العسكرية بكل ثقلها، بما جادت به موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"، والتي تعتبر فريدة الفكر العربي في مجال الفكر المقاوم، بما تحتويه من معلومات تاريخية، تدحض الأضاليل والخداع والكذب لبني صهيون، والدعاوى الصهيونية، وذلك من خلال مواجهتها بالحقائق التاريخية المسندة التي تفضح هذا الزيف وتنكر هذا الإدعاء، وتكشف التزوير والزيف الذي يمارسه الصهاينة ويخدعون به العالم».
وتحدث الدكتور "محمود النجرس" عن "المسيري" قائلاً: «لقد استطاع المرحوم الدكتور "المسيري" أن يقدم للقضية الفلسطينية، ما عجز عن تقديمه الساسة والعسكر مجتمعين، وذلك في إطار مشروعية مقاومة الاحتلال الصهيوني المرتكز أساساً على مزاعم تاريخية واهية، مبيناً التحريف الذي طال اليهودية على مرِّ التاريخ.
لقد قاوم "المسيري" المشروع الفكري الصهيوني بفكر عربي أوجده بنفسه، يعتمد الفكر المقاوم، وهو يمثل الشخصية العربية الأصيلة بامتياز، ويرفض الاستكانة والخنوع أمام مزاعم الصهيونية».
وفي نهاية الندوة التي أدارتها بنجاح الأديبة "فوزية المرعي" جرى حوار جاد تناول الموسوعة التي أبدعها "المسيري"، وتضمن إضاءات جديدة في شخصية "المسيري"، تناوب في إضاءتها كل من السادة المفكرين والباحثين "محمد عبد الحميد الحمد" و"حمصي فرحان الحمادة" و"محمد العزو".