"سورية.. أمي.. حبيبتي" هذا هو العنوان الذي حمله معرض الفنان التشكيلي "نزار الحطاب"، والذي تم افتتاحه بتاريخ (13/3/2011) في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين "بالرقة"، بالتعاون مع اتحاد عمال محافظة "الرقة". هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها "الحطاب" مدينة "الرشيد"، ويتعرف على أهلها عن قرب، ترى ما هو الأثر الذي تركه هذا اللقاء في نفس الفنان الضيف القادم من مدينة "حلب" والجمهور المضيف؟!.
الشاعر "إبراهيم النمر" قال: «كنت من أوائل الذين حضروا إلى هذا المعرض، وذلك قبل ساعة من افتتاحه، لأجول بين اللوحات وأغوص في أعماق اللوحة بعيداً عن صخب جمهور الصالة- الذي أعرف سلفاً بأنه سيكون جمهوراً حاشداً- والحق يقال لقد كانت هذه اللوحات من الكثافة التعبيرية بحيث كان يلزمني ساعات طويلة للوقوف على كافة تفاصيلها. وأستطيع القول بأن القاسم المشترك الذي جمعني مع الفنان "نزار الحطاب" هو المرأة، التي تعتبر البطل الأوحد في كافة أعماله الفنية ونتاجي الشعري، ولو كان هذا الرجل شاعراً لا أعرف كيف سيكون حاله، خاصة أن اسمه "نزار"».
أود أن أشكر الزملاء الفنانين في مدينة "الرقة" على حسن الاستقبال، وأؤكد- اللهم لا حسد- أن لديهم جمهوراً فنياً يستحق أن نقف له باحترام، وأن بلداً فيها جمهور كهذا لا بد أن يكون لها شأن كبير في مجال الفن
أما الفنانة التشكيلية "نجاح النايف" فقد قالت: «من المعارض القليلة التي زرتها في حياتي دون أن يتسلل الملل إلى نفسي، فالفنان "نزار" كان من الحنكة الفنية بمكان حيث إنه ورغم تقارب مواضيع اللوحات، كنت أراه يترك خيطاً رفيعاً سحرياً يفصل بين عمل وآخر، وهذه جرأة فنية يحسد عليها، وثقة بالنفس عالية جعلته يراهن على قدرته على شد الجمهور من أول عمل حتى آخر عمل».
وتحدث الفنان التشكيلي "أيمن ناصر" رئيس فرع اتحاد التشكيليين "بالرقة" قائلاً: «يأتي معرض الزميل الفنان "نزار الحطاب" في المحطة الثالثة على سكة نشاطات فرعنا الطويلة بعد معرض "أجيال1" ومعرض تحية للفنان الراحل "محمود غزال"، ويأتي تعاوننا مع اتحاد عمال "الرقة"- الذي ساهم مشكوراً في انجاز هذا المعرض- في هذه الظروف التي يمر بها قطرنا الحبيب، دلالة أكيدة على تلاحم المنظمات الشعبية وتكاتفها في رفع سوية السمة الحضارية لوطننا الأم.. سورية الحبيبة».
أما عن الأعمال التي قدمها الفنان "نزار الحطاب" ابن مدينة "حلب الشهباء"، فقد كانت مرآة لنفسه المرهفة، وأنه من الصعب أن ننظر إلى وجوه لوحات "نزار" أو نقترب منها دون أن يلسعنا وهج حرارة الانفعال أو توجعنا ملامح زرقة أحزانها، فنشفق عليها من شدة البرد. وجوه معبرة تخبئ وراءها تجربة إنسانية وثقافة غنية تستحق أن نرفع لها القبعة، شكراً "نزار" وأهلاً بك بين أهلك».
وعن هذه الزيارة الأولى تحدث الفنان التشكيلي "نزار الحطاب" من جهته قائلاً: «لطالما سمعت من زملائي الفنانين في "حلب" عن "الرقة" وجمهورها الفني الواعي والمثقف، وكم كانوا مقصرين في وصف هذه المدينة الرائعة وجمهورها الراقي والمثقف فنياً، وأقول بكل صراحة، إنني أتمنى أن يكون لدينا في "حلب" جمهور يوازي هذا الجمهور، فالمتلقي هنا لا يمرُّ على اللوحة مرور الكرام، بل تراه يقف دقائق طويلة قبل أن ينتقل إلى اللوحة التالية، وإن أشكل عليه شيء من أمر لوحة ما، فلا يجد غضاضة من طلب بعض التفسير من الفنان الذي رسمها- وهذا ما حصل معي اليوم مرات عديدة- ولا أستطيع أن أصف لكم مشاعر السرور التي داهمتني وأنا بحضرة هذا الجمهور الراقي الذي سأعود إليه قريباً إن شاء الله وبأعمال جديدة».
ويضيف "الحطاب": «أود أن أشكر الزملاء الفنانين في مدينة "الرقة" على حسن الاستقبال، وأؤكد- اللهم لا حسد- أن لديهم جمهوراً فنياً يستحق أن نقف له باحترام، وأن بلداً فيها جمهور كهذا لا بد أن يكون لها شأن كبير في مجال الفن».
الجدير ذكره أن الفنان "نزار الحطاب" من مواليد "حلب" عام /1969/م، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين العرب، عضو اتحاد الفنانين السوريين، عضو جمعية "العاديات" في "حلب"، درس الفن في أكاديميات الفن في "بيروت" ومركز "فتحي محمد" في "حلب"، له الكثير من المعرض الفردية والمشاركات في المعارض الرسمية داخل وخارج القطر منذ عام /1990/م.