يعتبر المعرض الفني، الذي قدمه التشكيليان "جورج شمعون" و"علي منير الأسد"، والذي أقيم في مديرية الثقافة بـ"الرقة"، من تاريخ (2ـ 5/12/2008)، هو المعرض الثنائي الأول لهما، وقد قدم فيه الفنان "شمعون" مجموعةً من اللوحات التشكيلية المنفذة على النُّحاس، وهي بعنوان (أقنعة)، بينما قدم الفنان "علي منير الأسد" مجموعة من اللوحات الزيتية، ذات أحجام مختلفة، وهي تحمل العديد من المضامين الإنسانية.
واليوم يلتقي هذان الفنانان من جديد، في عمل فني مشترك، حيث سيقومان بإنجاز أكبر لوحة جدارية من النحاس، والتي تعتبر الأضخم على مستوى العالم، وللوقوف على تفاصيل العمل، فإن موقع eRaqqa وبتاريخ (3/2/2009) التقى الفنان التشكيلي "جورج شمعون" الذي تحدث عن مشروع اللوحة الجدارية النحاسية، قائلاً: «إن مشروع هذه اللوحة كان حصيلة جهد فكري مشترك، بيني وبين صديقي الفنان التشكيلي "علي منير الأسد"، وسيكون الموضوع الذي تتضمنه، عبارة عن "بانوراما" تتحدث عن حضارة سورية من /9000/ سنة قبل الميلاد وحتى يومنا هذا، حيث ستضم أهم المعالم الأثرية والسياحية، لكافة المحافظات السورية.
لقد عُرِفَ فن الجدار في الحضارة العربية الإسلامية، ويعود في أصوله إلى تدوين "يحيى بن محمود الواسطي" لمقامات "الحريري"، ولقد استوحى بعض الفنانين العالميين أفكارهم من الجداريات العربية، مثل الفنان الاسباني "باتيس" الذي تأثر بالمدن الأندلسية، واليوم تنتمي الجدارية إلى فضاء الفن التشكيلي، أكثر من انتمائها إلى الحروفية
وتبلغ مساحتها /118/ م2 تقريباً، بأبعاد /244/سم × /48/ م، كما أن اللوحة محاطة بإطار زخرفي من الزخرفة العربية الإسلامية، ويتضمن هذا الإطار، كافة المكتشفات التي تتحدث عن المرأة السورية عبر العصور التاريخية، وستكون اللوحة بالكامل من النحاس المشغول يدوياً».
وعن آلية تنفيذ هذه الجدارية، والجهة الممولة لها، وتاريخ إنجازها، تحدث "شمعون" بقوله: «في الحقيقة إن التصميم التشكيلي للوحة الجدارية، بالإضافة للتنفيذ، هو عملية مشتركة بيني وبين الفنان "علي منير الأسد"، لكن طبيعة العمل وضخامته، استدعت الاستعانة بجهود بعض الفنانين التشكيليين، الذين لديهم الخبرة في التعامل مع مادة النحاس، أما عن تمويل العمل فإن الفنان "علي منير الأسد" هو الذي سيقوم بتمويله بالكامل، ومن المتوقع أن اللوحة سيتم إنجازها بعد ستة أشهر تقريباً، علماً أننا باشرنا العمل فعلياً منذ عشرة أيام، وإنشاء الله سيتم عرض اللوحة أولاً في العاصمة السورية "دمشق"، ومن ثم ستعرض في العديد من العواصم العالمية».
وعند سؤاله عن اللوحة الجدارية، في تاريخ الفن العربي قال: «لقد عُرِفَ فن الجدار في الحضارة العربية الإسلامية، ويعود في أصوله إلى تدوين "يحيى بن محمود الواسطي" لمقامات "الحريري"، ولقد استوحى بعض الفنانين العالميين أفكارهم من الجداريات العربية، مثل الفنان الاسباني "باتيس" الذي تأثر بالمدن الأندلسية، واليوم تنتمي الجدارية إلى فضاء الفن التشكيلي، أكثر من انتمائها إلى الحروفية».
وأضاف "شمعون": «كما إنني أؤكد على ضرورة البحث التشكيلي، المستند إلى رؤية فكرية وجمالية، فالجدارية برأيي، تمتلك كل مقومات الخطاب البصري، ولي مآخذ على الكثير من الفنانين الذين وقعوا في اشتغالهم على الجدارية، في فخ الزخرفة والتزيين، وأنا شخصياً لا أنشد الجمال الشكلي في اللوحة، بل ما هو حقيقي، فالجمال هو مفهوم لا يتطابق مع التنميق، وإنما مع الصدق في التعبير الفني».
ومن الجدير ذكره أن الفنان "علي منير الأسد" من مواليد "القرداحة" /1958/ وهو عضو نقابة الفنون الجميلة بدمشق، وعضو اتحاد التشكيليين العرب، فرع اللاذقية، يكتب في النقد الأدبي، وقد صدر له أربع دواوين شعرية، وأقام معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر، كما أن أعماله مقتناة داخل وخارج القطر، وقد كرم في مهرجان "العجيلي" الرابع للرواية العربية في "الرقة".
أما الفنان "جورج شمعون" فهو من مواليد "رأس العين" التابعة لمحافظة "الحسكة" /1957/، وهو عضو تجمع فناني "الرقة"، وعضو نقابة الفنون الجميلة، فرع "الرقة"، وقد أقام معارض فردية وجماعية داخل وخارج القطر، وأعماله مقتناة أيضاً داخل وخارج القطر.