«بُنيت مدينة "الرافقة" على شاكلة مدينة "بغداد"، وآثارهما الباقية شاهدة على هذا التشابه القائم بين المدينتين، فقد بنى الخليفة "المنصور" مدينة "بغداد" بشكل دائري محكم الدوران، واشتغل في بنائها نحو /5000/ عامل يومياً، كما ذكر "المسعودي" في كتابه "مروج الذهب"، وقيل أن كلفة بناء المدينة استهلك أكثر من أربعة ملايين درهم، وقال آخرون أن الكلفة الإجمالية جاوزت هذا الرقم بكثير، ولحماية المدينة من الأطماع الخارجية، أحاط "المنصور" المدينة بسور مضاعف، أحدهما داخلي والآخر خارجي، وبينهما فصيل، وأنشأ خندقاً يحيط بالسورين يغمر بالمياه، لتسهيل الدفاع عن المدينة.
وكان لمدينة "بغداد" أربعة أبواب متجهة نحو الحواضر والأقاليم، وهي باب "خراسان" وباب "الكوفة" وباب "البصرة" وباب "الشام"، وقد أنشأت هذه الأبواب بشكل متقابل، ويصل بين كل بابين متقابلين طريق أفقي، وبذلك قُسمت المدينة إلى أربعة أرباع، وفي مركزها بُني جامع "المنصور" وقصر الإمارة».
يهدف الكشف العام على الجسور المشادة، إلى معرفة سلوكية عناصر الجسر، وتحديث بيانات الجسور وتقييم حالتها الإنشائية، وتحديد متطلبات أعمال الصيانة، وتخمين تكاليفها، ويتم تصنيف الجسور اعتماداً على الشكل الهندسي للجزء العلوي، أو حسب مواد الإنشاء، أو حسب طبيعة عمل عناصر الجسر، وتتمثل عيوب الجسور في تشققات إنشائية في الخرسانة ناجمة عن حركة المرور، وعيوب أخرى غير إنشائية ناتجة عن تقلبات الظروف الجوية، والتفاعلات الكيمائية لعناصر الجسر
ذكر ذلك لموقع eRaqqaبتاريخ (16/4/2009) المهندس "عبد الحميد النجم"، في معرض حديثه عن حالة التوأمة الكائنة بين مدينتي "الرافقة" و"بغداد".
وأضاف "النجم" قائلاً: «لا يختلف سور "الرافقة" عن سور "بغداد"، سوى أن سور "الرافقة" أخذ شكل حدوة الفرس، على نقيض سور "بغداد" الدائري الشكل، وذلك لأن الضلع الجنوبي للسور يلامس نهر "الفرات"، ولم يتطلب الأمر كذلك سوراً مضاعفاً وخندقاً مائياً من هذه الجهة، وكان لمدينة "الرافقة" ثلاثة أبواب رئيسية، هي باب "السبال" في الشرق، وباب "الجنان" في الغرب، وباب "حران" في الشمال، يقابله باب مجهول الاسم، قليل الأهمية، يقال أنه كان مخصصاً للخدمة ويفتح عند انحسار مجرى النهر، ولم تكن له أغراض دفاعية.
أما بالنسبة لباب "بغداد" الكائن في الزاوية الجنوبية الشرقية من السور، فيستبعد أن يكون من أبواب المدينة، ومن المرجح أن يكون منشأة مستقلة منفصلة عن السور، وذلك لأن مدخل الباب لا يؤدي إلى داخل المدينة، بل إلى الجهة المحاذية للسور من الجنوب».
وألقى الدكتور "عيسى لبابيدي" محاضرة بعنوان تقييم الجسور وفق النظام العالمي، قال فيها: «يهدف الكشف العام على الجسور المشادة، إلى معرفة سلوكية عناصر الجسر، وتحديث بيانات الجسور وتقييم حالتها الإنشائية، وتحديد متطلبات أعمال الصيانة، وتخمين تكاليفها، ويتم تصنيف الجسور اعتماداً على الشكل الهندسي للجزء العلوي، أو حسب مواد الإنشاء، أو حسب طبيعة عمل عناصر الجسر، وتتمثل عيوب الجسور في تشققات إنشائية في الخرسانة ناجمة عن حركة المرور، وعيوب أخرى غير إنشائية ناتجة عن تقلبات الظروف الجوية، والتفاعلات الكيمائية لعناصر الجسر».
جاء ذلك في ختام فعاليات أسبوع العلوم الهندسية الثالث عشر في "الرقة".