صدر عن مديرية إحياء ونشر التراث العربي في وزارة الثقافة كتاب بعنوان: «النزعة الإنسانية في عصر التوحيدي، القرن الرابع الهجري» للباحث الدكتور «محمد علي العجيلي»، وذلك لمناسبة الاحتفال بـ«حلب عاصمة للثقافة الإسلامية» في العام الماضي.
يقع الكتاب في «429» صفحة من القطع الكبير، وللإضاءة عليه وللتعرف إلى أهمية اختيار عصر «التوحيدي» عنواناً له، التقى موقع eraqqa مؤلفه الباحث الدكتور «محمد علي العجيلي» الذي قال: هذا العمل هو موضوع أطروحة الدكتوراه التي نلتها سابقاً، فقد امتاز «عصر التوحيدي» الذي يعود إلى القرن الرابع الهجري بتعدد الفرق والمذاهب، فقد عايش «التوحيدي» وعاصر رقي الحياة العقلية، وتقدم العلوم والثقافات، حتى اعتُبِرَ حينها الناطق بلسان الثقافة العربية، وقد تأثر بأسلوب «الجاحظ» حتى لُقِّبَ بـ«الجاحظ الثاني»، ووضعه «ياقوت الحموي» في كتابه «معجم الأدباء» حيث وصفه بأنه «فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة، فرد الدنيا الذي لا نظير له ذكاء وفطنة، فقد جمع بين التراث اليوناني، والثقافة الإسلامية، مما أدى إلى رفضه لليقين السائد».
فيلسوف الأدباء، وأديب الفلاسفة، فرد الدنيا الذي لا نظير له ذكاء وفطنة، فقد جمع بين التراث اليوناني، والثقافة الإسلامية، مما أدى إلى رفضه لليقين السائد
وأضاف «العجيلي»: لقد كان «التوحيدي» بحق فيلسوفاً مع الفلاسفة، ومتكلماً مع المتكلمين، ومتصوفاً مع المتصوفين، وهو مفكر حر يحاول أن يكمل نفسه بالعلم والدين والأخلاق، كما تميز بالجرأة الفكرية، ولعلّ اختيار النزعة الإنسانية كسمة ظاهرة لعصر، يعود بالدرجة الأولى إلى تحررها "الظاهرة" من عالم الطبيعة المحضة، وولوجها عالم الثقافة، واحترام الكرامة الإنسانية، ومن ثم القضاء على التخلف، وتحقيق الانسجام بين المادي والروحي والعقلي، لذا جاءت الأجيال اللاحقة فحفظت لـ«التوحيدي» قدره، واعترفت بفضله، وبذلك أحيته ميتاً، بعد أن كان قد مات حياً.
ويذكر بأن الباحث «العجيلي» من مواليد مدينة الرقة عام 1941، درس الطب أولاً، ثم تحول إلى دراسة الفلسفة، وعمل في مجال التدريس في دمشق والسعودية، ثم تفرغ أخيراً للتدريس في جامعة دمشق، وله كتاب آخر بعنوان الأخلاق عند فرويد «دراسة تحليلية ونقدية»، وينشر أبحاثه ودراساته في الصحف والمجلات المحلية والعربية والدوريات المحكمة.