على مدار يومين من الشهر المنصرم، ما بين (29-30/6/2008) عقدت في محافظة "الرقة" الندوة النقدية التكريمية لأحد مبدعي هذه المحافظة، الدكتور"عبد الله أبو هيف"، حيث ألقى مجموعة من الأدباء والأكاديميين مجموعة من المحاضرات، أبرزت نواحي الإبداع والريادة عند الأديب "أبو هيف".
موقع eRaqqa واكب فعاليات الندوة، ونقل بالكلمة والصورة الجوانب الأدبية والإبداعية، وهنا نحاول الولوج إلى الجانب الإنساني والاجتماعي لدى "أبو هيف" لعلَّها تكون نافذة جديدة لقراء الأدب ومتابعيه، فقمنا برصد مجموعة من النشاطات، التي جرت في إطار كواليس الندوة، حيث أبرزت الجانب المتميز لهذه المحافظة وأهلها، الذين شاركوا بزخم بإبراز محبتهم لابنهم، وذلك بالدعوات الكثيرة التي وجهت له وللضيوف المشاركين.
كل فتاة بأبيها معجبة ولكنني متيمة به، جئت من أميركا حتى أحضر تكريمه، حيث أقطن هناك مع زوجي بحكم طبيعة عمله بجراحة التجميل، عندما أتأخر بزيارته أو الاتصال به لا أفاجأ بأن يدقا الباب عليَّ في أميركا قادمان من "دمشق" هو ووالدتي، قرة عينه طفلي "مصطفى"، وأقول له عبر موقعكم: والدي أنا فخورة بأنني ابنتك
على هامش هذه الدعوات التقينا مجموعة من المقربين منه، بعض إخوته وأصدقائه، إذ تحدث شقيقه السيد "جمعة أبو هيف" لموقع eRaqqa قائلاً: «سعيدون بهذه اللفتة الكريمة، ولكوني الأخ الأصغر ظفرت بكثير من الحنان والدلال منه شخصياً أيام كنت طالباً في المرحلة الإعدادية، والثانوية، فلقد كان بمثابة الوالد لنا بعد وفاة والدنا، فحظينا نحن إخوته بفيض من الحنان، فهو جياش العاطفة، وبسيط جداً، عكس ما يبرزه مظهره الجدي الحازم، وحتى هذه اللحظة وبرغم مسؤولياته الكثيرة، مازال يستطيع خلق الوقت للقيام بواجبه الإنساني والاجتماعي تجاهنا جميعاً، رغم أنه يسكن في مدينة "دمشق"، فزياراته إلى "الرقة" دورية ومتقاربة، وهو بار بوالدتي التي لا تنفك تدعو له بالتوفيق».
كما التقينا صديق عمره الأديب "إبراهيم الخليل" الذي قال: «"أبو هيف" صديق من معدن نفيس، قضينا سنوات الصعلكة سوياً، حيث كنا من المتمردين على كل ما هو تقليدي ورائج أيام زمان، لديه رؤية تتجاوز التقليدي، من أساطين ثورة الحرف تلك التي أطلقناها لخلق لغة جديدة على مستوى القصة والرواية سرداً ومضموناً، جريء لما يريد، يجيد الوصول إليه مباشرة، "عبد الله أبو هيف" حرف صعب تطاول في زمن قصير من عمر الحركة الثقافية، ليصبح جملةً طويلة وغنية بكل أشكال الإعراب، وفيٌّ لأصدقائه بزمن قلَّ فيه الوفاء».
وتحدثت السيدة "نائلة علي" زوجة الأديب المكرم قائلة: «مازال كما كان عندما تعرفت إليه، الزوج العطوف والأب الحنون لأطفاله، رغم مشاغله الكثيرة فهو يخترع وقتاً لقضائه معنا، هادئ الطبع، كريم سموح، ولا أقول ذلك كوني زوجته، بل هذه حقيقة شخصيته بتجرد، "الرقة" تسكنه بشكل دائم، واستطاع رغم سكننا في "دمشق" أن يحافظ على علاقتنا بجذوره في "الرقة"، إذ لا تكاد تأتي مناسبة خاصة عند ذويه وأهله في "الرقة" إلا ونكون حاضرين».
وتقول ابنته السيدة "رنا أبو هيف" لموقع eRaqqa: «كل فتاة بأبيها معجبة ولكنني متيمة به، جئت من أميركا حتى أحضر تكريمه، حيث أقطن هناك مع زوجي بحكم طبيعة عمله بجراحة التجميل، عندما أتأخر بزيارته أو الاتصال به لا أفاجأ بأن يدقا الباب عليَّ في أميركا قادمان من "دمشق" هو ووالدتي، قرة عينه طفلي "مصطفى"، وأقول له عبر موقعكم: والدي أنا فخورة بأنني ابنتك».
يذكر أن "أبو هيف" هو من مواليد محافظة "الرقة" في (23/4/1949) حيث حصل فيها على الدرجة الأولى في الثانوية، وكرم حينها من قبل القيادة القطرية ومن وزارة التعليم العالي، درس اللغة العربية في جامعة "دمشق"، ثم حصل على الدكتوراه في العلوم اللغوية والأدبية من جامعة "موسكو" عام /1992/، ودكتوراه في النقد ونظرية الأدب من جامعة "دمشق"، شغل الكثير من المناصب، حيث كان عضواً في منظمة "طلائع البعث" منذ العام /1977/ حتى العام /2001/، وعضواً للمكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب /1980 – 2005/، ثم رئيساً لتحرير كل من مجلة "الطليعي"، "الموقف الأدبي"، جريدة "الأسبوع الأدبي"، "الكاتب العربي"، ثم مديراً للمراكز الثقافية العربية في وزارة الثقافة، وعمل مقرراً لجمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب لسنوات، وهو الآن مستشارٌ لوزير الثقافة، له أكثر من /30/ كتاباً في القصة والرواية، والنقد والفكر، كرم في "السعودية" و"تونس" و"السودان"، وكرم أيضاً من قبل جامعة الدول العربية.