بمناسبة تكريمه في الملتقى الدولي الأول للفن التشكيلي، صرّح الفنان التشكيلي طلال معلا لموقع eraqqa قائلاً: حقيقة أنا سعيد جداً بهذا التكريم، الذي وفر لي فرصة العودة إلى الرقة التي نشأت فيها، وتبلورت رؤاي وأفكاري بين أهلها ومبدعيها، فمنذ أول معرض أقمته فيها عام 1978 وحتى اليوم، ما أزال أشعر بقيمة التعلم والتطلع لبناء العلاقات الطيبة مع المبدعين أينما كانوا، وهي صفة استفدتها من الرقة وأهلها، وبالنسبة للتكريم فهو مسؤولية إضافية تلقى على عاتقي، وأتمنى أن تسنح لي الفرصة لتكريم وتقبيل كل الأحبة في الرقة.
وعن الملتقى قال معلا: هو تظاهرة فكرية وفنية تجمع الفنانين والمنظرين والنقاد وفلاسفة الفن، في موقع إبداعي وحضاري اعتاد الاتصال بالمثقفين والمبدعين من شتى أنحاء العالم، فمن حق الرقة علينا أن نقول عنها قبلة الفكر والثقافة والفن.
تحية إلى المشاركين في الملتقى الدولي للفن التشكيلي
وكان السيد عبد الرزاق الجاسم أمين فرع الرقة لحزب البعث العربي الاشتراكي، قد افتتح الملتقى الدولي الأول للفن التشكيلي، الذي يقام تحت عنوان «سورية في عيون الفنانين التشكيليين» وذلك على مدرج دار الأسد للثقافة بالرقة، وبحضور السيد رياض العجيلي رئيس مكتب الإعداد الفرعي، وأعضاء مجلس الشعب والمكتب التنفيذي لمجلس المحافظة، وعدد من الفنانين التشكيليين والنقاد المشاركين بالملتقى، وحشد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن الإبداعي.
وألقى الجاسم كلمة أعرب من خلالها عن سعادته بهذا اللقاء، الذي يجمع الفنانين العرب والأجانب والسوريين في الرقة، وهم يشكلون لوحة فنية متعددة الألوان، ومتناسقة الأبعاد، ويجمعها إطار واحد، هو إطار المحبة والتفاعل والتناغم، مشيراً إلى دور الفنانين التاريخي في تخليد إنجازات الإنسان، وربط الماضي بالحاضر، ورؤية التاريخ قبل قراءته، وتوحيد لغة الأبجديات في لغة واحدة، قادرة على تجاوز الحدود اللغوية والجغرافية والعرقية، وتجسيد حي لقيم وحدة الكون.
وأكد الجاسم بأن سورية ستبقى دائماً أرض الحضارات وأرض الرسالات السماوية، وأرض المحبة والتآخي بين البشر، وهي كانت وستبقى كذلك في ظل قيادة السيد الرئيس بشار الأسد راعي الفن والأدب والثقافة.
وألقى السيد حمود الموسى مدير الثقافة بالرقة، ومدير الملتقى كلمة أشار من خلالها إلى أن الرقة تشرع نافذة جديدة للضوء بإقامة هذا الملتقى الدولي، وهي تدخل عالم اللون، فتلبس الألق جلباباً، وتأخذ لها قوس قزح راية، وتمضي بها ريشة الفن، ريشة الإبداع والخيال الخلاّق على غيمة من الورد والأحلام.
وألقى الفنان محمد أسعد سموقان كلمة المشاركين، قال فيها: هو «جنون الحرية» سنمارسه بهذا الملتقى، سنرفع رايات النبات واللون والماء، قبلة منَّا لفنانين سيستريحون على جسد اللوحة، قبلة لأصابع ترسم مدى وتلون مدى، ولنحلق بأجنحة خضراء، وبلا أجنحة للقاء تراب سورية والعالم.
وأشار الناقد أسعد فخري في كلمة اللجنة العلمية، بأن الرقة تفخر بمشاركة الفنانين العرب والسوريين والأجانب حلم إقامة ملتقى للفن التشكيلي، في مدينة غدا لها حضورها المتميز على خارطة المدن التي تعنى بالثقافة والمعرفة، ولكي يكتمل نشيد التعدد في الألوان والأجناس الإبداعية، والملتقى إضافة مختلفة ومميزة لنشاطات مديرية الثقافة، التي تجسد الدور الحقيقي للمؤسسة الثقافية بكل أبعادها.
وقام السيد أمين فرع الحزب بتكريم الفنانين طلال معلا وعلاء الأحمد، وتقديم الدروع التذكارية وشهادات التقدير، وسط تصفيق الحضور.
كما افتتح الجاسم المعرض الإقليمي للتصوير الضوئي بعنوان: «عينان للمرأة، وعين للكاميرا»، ومعرض الفنان التشكيلي جورج شمعون بعنوان: «تحية إلى المشاركين في الملتقى الدولي للفن التشكيلي»، وتجول بهما مستمعاً إلى شرح مفصل من الفنانين المشاركين عن لوحاتهم المعبرة عن الهم الإنساني، وأهمية الفن ودوره في إعادة تشكيل الواقع بجزئيات فنية معبرة.
وفي ختام الحفل قدّمت فرقة أطفال الكمان، وفرقة الرافقة للتراث التابعتين لمديرية الثقافة بالرقة عدداً من الوصلات والأغاني التراثية، التي تعبِّر عن تراث وتاريخ وادي الفرات، وعظمة إنسانه في إنجاز المختلف والمغاير.