على الحافة الشرقية من مدينة "الرقة" الحالية، وعند ملتقى نهر الفرات برافده البليخ توجد أقدم المستوطنات في منطقة الفرات بمكان يدعى "تل البيعة" الذي يبعد /5/ كم عن المدينة، ويعني الكنيسة التي يُعتقد أنها كانت مبنية في قمته، موقع eRaqqa التقى الباحث الآثاري "محمد العزّو" الذي تحدث لنا قائلاً: «جاء ذكر مدينة "توتول" في الرُّقم المكتشفة في كل من "ماري" و"ايبلا" و"ايمار"، وورد ذكرها في أخبار "صارغون" الذي استمد سلطته من إله "توتول" "دجن"، الذي منحه البلاد العليا، سورية والأناضول، ففي العام /1974/ استطاع العالم البلجيكي "جـورج دوسَّان" تحديد موقع هذه المدينة بملتقى نهر "الفرات" برافده "البليخ"، وبعد ستة أعوام من ذلك التاريخ بدأت أعمال التنقيب الأثرية من قِبَل البعثات الدولية في "تل البيعة"».
ويتابع "العزّو" سرده التاريخي عن هذه المدينة التي تعتبر من المدن الأولى في التاريخ قائلاً: «من "توتول" انطلقت فتوحات "صارغون" ذلك لما تتمتع به هذه المدينة من ميزات تعبوية، فهي غنية بالغذاء لزراعتها المتطورة، ولقد ذكر أن أفراد جيش "صارغون" المؤلف من قرابة /5000/ شخص، كانوا يأكلون يومياً بحضرته، وبفضل الإله "دجن" حامي "صارغون" تحققت له سطوة لا منافس لها في كل البلاد، وفي إحدى كتابات رُقُم "ماري" إشارة إلى اسم ملك "توتول" "ياخلو كوليم"، ولم تكن هذه المدينة التي صارت مملكة مستقرةً كي تستطيع صد أطماع مملكة "يمحاض"، مدينة "حلب"، ومملكة "ماري" والسيطرة عليهما، وعندما حاول ملك "توتول" التحالف مع شيخ البدو "لاعوم" ومعه العشائر، يدعمهم ملك "يمحاض"، قام ملك "ماري" بمقاومة هذا التحالف في مدينة "حماتوم" (تل الحمام) وهدم أسوار "توتول"، وأصبح يلقَّب باسم ملك "ماري" وبلاد "هانار"، وبقيت "توتول" تحت سيطرة "ماري"، إلا أنَّ سكان "توتول" ثاروا على حكم "ماري" بعهد ملكها "لاناسوم"، بقيادة "باشوب دجن" وساعدهم بذلك ملك "زلبا" (حمام التركمان)، ولكنَّ هذه الثورة أُخمدت عندما تمَّ إقناع السكان بتغيير الحاكم وجعله منهم، واستلم الحكم "عبدوما دجن" الذي ينسب له الفضل الكبير بازدهارها، وتعرضت للاجتياح من قِبَل "حمورابي" ملك "بابل" هي ومملكة "ماري"».
من "توتول" انطلقت فتوحات "صارغون" ذلك لما تتمتع به هذه المدينة من ميزات تعبوية، فهي غنية بالغذاء لزراعتها المتطورة، ولقد ذكر أن أفراد جيش "صارغون" المؤلف من قرابة /5000/ شخص، كانوا يأكلون يومياً بحضرته، وبفضل الإله "دجن" حامي "صارغون" تحققت له سطوة لا منافس لها في كل البلاد، وفي إحدى كتابات رُقُم "ماري" إشارة إلى اسم ملك "توتول" "ياخلو كوليم"، ولم تكن هذه المدينة التي صارت مملكة مستقرةً كي تستطيع صد أطماع مملكة "يمحاض"، مدينة "حلب"، ومملكة "ماري" والسيطرة عليهما، وعندما حاول ملك "توتول" التحالف مع شيخ البدو "لاعوم" ومعه العشائر، يدعمهم ملك "يمحاض"، قام ملك "ماري" بمقاومة هذا التحالف في مدينة "حماتوم" (تل الحمام) وهدم أسوار "توتول"، وأصبح يلقَّب باسم ملك "ماري" وبلاد "هانار"، وبقيت "توتول" تحت سيطرة "ماري"، إلا أنَّ سكان "توتول" ثاروا على حكم "ماري" بعهد ملكها "لاناسوم"، بقيادة "باشوب دجن" وساعدهم بذلك ملك "زلبا" (حمام التركمان)، ولكنَّ هذه الثورة أُخمدت عندما تمَّ إقناع السكان بتغيير الحاكم وجعله منهم، واستلم الحكم "عبدوما دجن" الذي ينسب له الفضل الكبير بازدهارها، وتعرضت للاجتياح من قِبَل "حمورابي" ملك "بابل" هي ومملكة "ماري"
وعن التنقيبات الأثرية التي قامت بها البعثة الألمانية برئاسة البروفسورة "إيفا شترومينغر"، يحدثنا "العزُّو": «أثناء مواسم التنقيب تم العثور على القصر الملكي، الذي يعود تاريخه إلى النصف الثاني من الألف الثالثة قبل الميلاد، وهو يشبه بتصميمه القصر الملكي في مملكة "ماري"، إذ أنه يمتد /45/ متراً من جهة الشرق إلى الغرب، وله جدران سميكة ومبنية من مادة اللبن، على أساسات من الحجر الكلسي، وله صالات ذات أبعاد /24 ×10/ م، وله مداخل خاصة بالحاكم والآلهة، أما المعبد فإنه يقع بين القصر وبين المساحة الرئيسية للمدينة (الجهة الشمالية الغربية)، وللمعبد شكل مستطيل، وهو مستقل عن المباني الأخرى، طول الحرم فيه/10/ م، وله ممرات عديدة، ويصنف هذا المعبد بذي الردهة الأمامية، وهو طراز شائع في جميع أنحاء الشمال السوري، وللقصر كما المعبد، مجاري مياه مصنوعة من الفخار على شكل قساطل تنقل المياه إلى خارج المدينة، أما بيوت ومنازل الطبقة الفقيرة من العامة، تبدو مبنية خارج أسوار المدينة (السهل الجنوبي)، وتتألف من غرف صغيرة صمَّاء ليس لها نوافذ، لكنها مفتوحة على الفناء الداخلي، وهي مبلَّطة بالآجر، ومبنية من مادة اللبن، أما القصر الملكي الأحدث عهداً والمبني وفق مخطط يشبه القصر الملكي في "ماري"، يرجع تاريخ هذا القصر إلى فترة الألف الثانية قبل الميلاد، حيث عثر فيه على مجموعة كبيرة من الرُّقم الطينية، وأهمها الرَقيم الذي يذكر اسم مملكة "توتول"، وعثر أيضاً على مجموعة من الحلي الذهبية والأختام الأسطوانية، وهوجمت هذه المملكة أيضاً في العام /1350/ قبل الميلاد، عند ظهور "الآشوريين" وهي فترة مليئة بالصراعات حول منطقة الجزيرة السورية حتى أعالي الفرات، من قبل القوى الكبرى آنذاك، وكان نتيجة لهذه الصراعات أن تفوقت المملكة الآشورية وظهرت مدن وممالك أكثر أهمية».
ويذكر أن مدينة "توتول" كانت ومازالت ذات أهمية كبيرة في رسم صورة المنطقة تاريخياً، ويقصدها الزوار وكبار العلماء من كل أنحاء العالم، ولأنها كانت تقع عند التقاء مياه نهرين، كانت الوسائل الأساسية في التنقل هي السفن، ويوجد فيها معبد الإله "دجــن"، والكثير من الأسواق والساحات والبوابات – حسب العلماء - بانتظار من يزيل عنها غبار الزمن المتراكم.