تمكّن "دانيال القاسم" من حصد المراكز الأولى في العزف على آلة العود منذ صغره، واستطاع أن يمثّل بلده سورية في المحافل العربية خير تمثيل، ليتألق بعدها تحت أضواء المهرجانات وعلى خشبة المسارح، مقدماً كلّ ما يمتلكه من موهبةٍ وإبداعٍ إلى طلابه من خلال تدريسه للموسيقا في عدة معاهد.
يرى "دانيال" أنّ اكتشاف أيّ موهبة يحتاج لبيئة مساعدة لذلك، فعلى أنغام العود وأصوات الطرب نشأ، حيث كان والده وعمه يتقنان العزف على آلة العود، لتكتشف موهبته بعمر الثماني سنوات على يد كمال الظاهر.
هو شاب من العازفين المهمين جداً على مستوى محافظة "السويداء"ولا أبالغ إن قلت على مستوى القطر، فهو يتمتع بإحساس وأداء متفردينِ، وأسلوبٍ لا يمكن مقارنته بأحد، كما له تكنيك ممتاز في العزف على آلة العود؛ فموهبته ظهرت في وقت مبكر وأنا أفتخر أنه في يوم ما كان أحد طلابي في مجال تعلم المقامات وقراءة النوطة، فهو عازف يتمتع بكل مقومات النجاح
ويضيف "القاسم" في حديثه لمدوّنة وطن" eSyria" أنّه استطاع تعلّم العزف في ستة أشهر، ليخوله ذلك المشاركة في العزف مع عدة فرق محلية في محافظة "السويداء" ومن ثم العزف الانفرادي حيث كانت المعزوفة الأولى له للموسيقار "محمد عبد الوهاب" تحت عنوان "النهر الخالد".
ويضيف "القاسم" : «حصلت على المركز الأول على مستوى القطر للعزف في مسابقة الطلائع لعام 2003 وبعدها أثبتُ أنني أستحق المركز الأول في المسابقة نفسها على مستوى القطر عام 2004 وعام 2005، كما كرمت من وزارة الثقافة وحصلت على شهادة الطفل المبدع، بعدها أوفدت من قبل بلدي "سورية" إلى دولة "الإمارات العربية المتحدة" لتمثيلها في ملتقى "الشارقة" الثامن للأطفال العرب في مجال الموسيقا وحصدت المركز الأول في ذاك الملتقى، كما عدت إلى سورية وفي جعبتي المركز الأول في الموسيقا والمركز الأول في الجري فقمت برفع العلم "السوري" على قمة الجبال في "الامارات"».
مرحلة الطفولة وغناها في الإبداع والنجاحات لم تكن أقل من مرحلة الشباب التي نستيطع أن نطلق عليها لقب (العود الرنان)، حيث استطاع "دانيال" أن يثبت أن إبداعه ليس لمرحلة أو فترة معينة، فتمكّن من المشاركة في عدة مهرجانات أقيمت في عدة محافظات "سورية" وشارك في العديد من العروض المسرحية قدم من خلالها عزفاً انفرادياً وموشحاتٍ وأغانيَ طربيةً مؤكداً أنّ هذه المشاركات كانت تخلق له حافزاً للمتابعة في ذاك المجال، يقول : «شاركت بالعزف المنفرد في إحياء ذكرى فنانين عمالقة أمثال فريد الأطرش، كما قمت بالمشاركة مع مجموعة شباب يعملون في مجالات مختلفة لإحياء حفل تحت عنوان "بيجمعنا الأمل" قدم هذا الحفل الموسيقا والشعر والطرب وتم التبرع به لمجموعة من الأشخاص المحتاجين، كما كان لي الشرف بأن أكون عضواً في لجنة التحكيم في مسابقة أفضل عازف عود التي أقامها معهد الأنغام العربي».
هنالك عدة مواقف حصلت مع"دانيال "كانت بمنزلة مفتاح الصول في حياته الموسيقية فهذا النجاح لم يكن لولا وجود قرارات من الاجتهاد موصولة بآهات من التعب حيث تابع "القاسم" قائلاً : «عند فوزي بالمركز الأول على مستوى الوطن العربي كان العود الذي أمتلكه مكسوراً ومضمداً بشريطٍ لاصق والحالة المادية لم تكن ميسورة لإصلاحه، ومع ذلك استطعت الحصول على المركز الأول، هذه الحادثة دوماً تذكرني بأنّ اجتهادي كان ممزوجاً بتعب وفرح وبجهد شخصي وتخلق لي حافزاً للاستمرار في طريق النجاج الذي استطعت أن أقرأه بنجاح طلابي الذين حصدوا عدة مراكز في مسابقات عديدة على مستوى القطر فقد قمت بالتدريس على آلة العود في عدد لا بأس به من المراكز الموسيقية».
"يحيى رجب" مدير معهد التربية الموسيقية في "السويداء" وعضو في نقابة الفنانين اختصاص موسيقا شرقية عن "دانيال" ونجاحه يقول: «هو شاب من العازفين المهمين جداً على مستوى محافظة "السويداء"ولا أبالغ إن قلت على مستوى القطر، فهو يتمتع بإحساس وأداء متفردينِ، وأسلوبٍ لا يمكن مقارنته بأحد، كما له تكنيك ممتاز في العزف على آلة العود؛ فموهبته ظهرت في وقت مبكر وأنا أفتخر أنه في يوم ما كان أحد طلابي في مجال تعلم المقامات وقراءة النوطة، فهو عازف يتمتع بكل مقومات النجاح».
يذكر أنّ "دانيال القاسم" طالب في السنة الرابعة بكلية الآداب قسم التاريخ من مواليد مدينة "السويداء" عام 1993.
تم الحديث معه بتاريخ 17 كانون أول لعام 2020.