قدم الأستاذ "وائل خطار" المدرس في كلية التربية- السنة الثانية محاضرة في ثقافي "صلخد" يوم الأحد 25/5/2008 بعنوان "الإبداع عند الأطفال" تحدث فيها عن دور الأسرة والمدرسة في بناء حالة الإبداع عند الأطفال.
وبين الباحث أن بناء الإنسان يشمل الجانب الجسدي والانفعالي والعقلي والوجداني، وأن مسألة الإبداع ترتبط بقدرات الطفل وبالمؤثر من خلال بيئة غنية بالفكر والحرية، وعلى الأهل ألا يمنعوا حركة الطفل، وألا يمارسوا الضغط عليه بالإكثار من الممنوعات بتحريره من القيود، وإتاحة الفرص له كي يحل المشاكل بنفسه وأن يعملوا على توجيهه بما يبعده عن التعرض للأذى.
وأشار المحاضر إلى أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال وأن التربية الحديثة تفرض علينا إيجاد الأنشطة الصفية واللاصفية، والاهتمام بمسألة وحال الإبداع مع إعطاء ومنح جرعات من الأساليب المتنوعة، وأكد ضرورة أن تسير العملية التربوية الوجدانية مع التربية الفعلية بشكل متوازن حتى تخلق شخصية مبدعة مبيناً أن هناك أنواعاً من الإبداع لرعاية المبدعين منها: التجميع كما في "مدارس المتفوقين" أو نظام التسريع "نظام الترفيع المدرسي" بما يتوافق مع النمو العقلي وكذلك إثراء البرامج أي مناهج إضافية بغية تنمية قدرات الطفل.
eSuweda استطلع آراء عدد من المعنيين حول الموضوع المطروح
السيد "غسان الشوفي" مدير نادي "صلخد" الرياضي: أكد أهمية الأفكار التي تضمنتها المحاضرة للمربين بشكل عام، نظراً لأن التوجه للطفل توجه للمستقبل، انطلاقاً من ذلك فقد جهد الباحثون المربون منذ بداية التاريخ لاستغلال نظرية الصفحة البيضاء في كتابة ما يتناسب مع ثقافة مجتمعاتهم وتنمية طاقات الأطفال وإبداعاتهم.
السيد "أنس أحسان الصفدي" مرشد اجتماعي، أيد ما قالته الدكتورة "يولا حريقة" في مجال الطفولة: إن الطفل ليس صفحة بيضاء نخط عليها أحلاماً يتعرف من خلالها إلى العالم الجديد الذي وصلهُُ، فالطفل يختلف بعض الشيء عن كريستوفر كولومبس الذي وطئت قدماه أرضاً جديدة، وعن أول رائد فضاء نزل إلى القمر، وإن كانوا جميعهم في حالة اكتشاف، ولكن الطفل أشبه "بألفرد أينشتاين" إذ يحاول استغلال كل الفرص المتاحة أمامه من أجل اكتشاف العالم والتعرف عليه كي يستدل إلى الطريق الذي يوصله إلى مرحلة النضج.
الأستاذ "غسان قنديل" المتخصص برسوم الأطفال قال: أثبتت الأبحاث والتجارب الحديثة أن مختلف البنى العصبية تنمو وتتعقد عند الطفل خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياته كما أن عدم توافر بعض الضروب والمحرضات أو زيادتها خلال حياته قد يؤدي إلى إعاقة تطور بعض البنى الدماغية أو التعجيل في نموها.
وفيما يخص رسوم الأطفال وإبداعاتهم، رأى أن خلف كل شكل من أشكال الفن ظروف نفسية يعيشها الطفل، وأن العمل الفني يتطلب من المربي والمعلم والمتابع قدرة خاصة لحل رموزه وتذوقه، وهذا يتطلب مشاركة الطفل الفنان عمله حتى نصل إلى الفهم الصحيح للعمل، فالفن يأخذ أحد أشكال اللعب الصحيحة والصحية عند الطفل، فنجد فيه التعبير والتعلم ولذلك فإن ممارسته شيء أساسي بالنسبة للطفل.
قد تكون عملية غرس القيم التربوية والمعرفية والأخلاقية والجمالية لدى الأطفال واستثمار طاقاتهم المعرفية والعلمية ومواهبهم لخدمة مجتمعاتهم، هي المهمة الأسمى للمجتمعات، ولكن تبقى مشكلة التربية، حسب رأي أحد التربويين: "إن المربي قد يكون بحاجة إلى من يربيه!".