«ليس حكماً قطعياً على الشاعر أن يكون كما يراد له، بل كما هو يريد أن يكون، حتى يستقر في تموجات ذاته وشاطئ انبعاثات روحه، في لحظة السكون، فتفجير اللغة واستخدام الاستعارات الشعرية هما جزء من تراكم ثقافي عند الشاعر، فكيف إذا حمل بحواسه أزيزاً، وأصدر مجموعة شعرية تحمل عنوان "الحواس أكثر أزيزاً" كما فعل الشاعر"مجيب السوسي"؟».
الحديث كان للأديب "محمد طرابيه" عضو اتحاد الكتاب العرب لموقع eSuweda بتاريخ 17/3/2009 في الأمسية النقدية التي أقيمت بالمركز الثقافي العربي "بالسويداء" حول المجموعة الشعرية "الحواس أكثر أزيزاً" وأضاف يقول: «تمتاز المجموعة بالدلالة الشعرية والصورة البيانية والمباشرة الواضحة في الشعر الوطني خاصة، وقد عالج مجموعة كبيرة من الهموم الاجتماعية والوجدانية والأخلاقية في شعره، مع التميز الواضح في اختياره وميوله نحو التجريب في القصيدة وخاصة النثرية».
استطاع النقاد أن يدخلوا في أعماقي ويكتشفوا ما أرنو إليه من وراء قصائدي وخاصة الدكتور "عاطف البطرس" الذي قرأني كما يقرأ فنجان القهوة، ووضع الكثير من الملاحظات النقدية الصائبة والموضوعية في مجموعتي الشعرية
المتحدث الثاني كان الدكتور" عاطف عطا الله البطرس" الذي قال: «تمتاز المجموعة بوحدة بنائية في كل قصائدها، تحلينا إلى تجربة شعراء الستينات "وهذا ليس حكم قيمة" تلك التجربة التي اعتمدت على بناء متماسك ينمو داخلياً بفعل تراكم العناصر المكونة، ليحدث عند المتلقي حالة شعورية قريبة من الحالة التي عاشها الشاعر قبل وأثناء كتابة القصيدة "المعادل الموضوعي" هذا الشكل البنائي الدرامي، يعود اليوم كشكل فني رداً على تفتيت الوحدة الكيانية للإنسان المعاصر وشرذمته واستلابه وجعله سلعة تطرح في سوق التداول والاستهلاك اليومي، ما يؤدي إلى غربته وتشييئه.
ما نقرأه اليوم "إن سمي شعراً" ليس أكثر من تهويمات وتداعيات تحمل أسماء مختلفة يعتمد التشكيل اللغوي بعيداً عن المعنى أو الهدف والقصد، غايتها وجل مرماها التعامل مع اللغة وإبراز إمكانيات الشاعر بخلق علامات تجريدية لا تفضي إلى دلالة ولا تعود إلى معنى، صور مجازية معزولة منفردة، معلقة في الفراغ دون رابط منطقي أو شعوري، يوهم بما يريده الشاعر، وكل نص لا يحمل خطاباً ليس جديراً بالقراءة.
مجموعة الشاعر "مجيب السوسي" تقدم قصيدة متماسكة البناء، يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي، الشخصي بالوطني بالقومي بالانساني دون حواجز أو نواصل، وبذلك يجابه الواقع المتردي المفتت المتشرذم، بشكل فني متماسك، لأن الشكل تملك جمالي للواقع، خروج عن أسر ضروراته طلباً للحرية المؤدية إلى التغيير».
ثم عقب الشاعر "مجيب السوسي" بالقول: «استطاع النقاد أن يدخلوا في أعماقي ويكتشفوا ما أرنو إليه من وراء قصائدي وخاصة الدكتور "عاطف البطرس" الذي قرأني كما يقرأ فنجان القهوة، ووضع الكثير من الملاحظات النقدية الصائبة والموضوعية في مجموعتي الشعرية».