تعمل الصحافة على كشف ما هو مدفون من مواهب وإمكانيات إبداعية، اجتماعية، ثقافية، وتساهم في تطوير وتنمية المجتمع بشكل يجعلها صاحبة الجلالة، وهي تقف في الظل في مواقف عديدة إلا أنها تميزت في مهرجان "شقا" عندما كرمت مجموعة من الشعراء الشعبيين، لإبداعهم ومساهمتهم برفد الصحافة بأشعار نقلوا فيها هموم المجتمع ومشاكلهم الاجتماعية لتحقيق دورها في التنمية.
الزميل الصحفي "مأمون أباظة" مدير تحرير مجلة المنبر العربي الذي كرم الشعراء باسم مجلته أوضح لموقع eSuweda قائلاً: «إنني من المتابعين لحركة الشعر الشعبي في محافظة "السويداء" ومدى ارتباط الشعراء الشعبيين من خلال جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث بإخوانهم في المحافظات السورية، الأمر الذي جعل لغة الحوار تأخذ مجالاً أوسع في الزمان والمكان وتحمل دلالات فكرية وتنقل ثقافة محلية بين الشعراء.
نحن الشعراء نجد أنفسنا في عيون الصحافة، وعلينا أن نكرمها كما تكرمنا، لأنها لسان حال المجتمع والناطقة باسم المجتمع وهي حقاً صاحبة الجلالة، ولهذا قلت فيها قصيدتي مبيناً دورها وأهميتها في تطوير المجتمع وتنميته
وبتقديري يمكن أن يكون ذلك مساهمة فعالة منهم في خلق تبادل معرفي من حيث أنواع الشعر وأوزانه واللهجات المحلية بالصور البيانية، خاصة في البعد الجغرافي الذي من شأنه إعطاء رحابة شعرية في معالجة ما يريده الشاعر بصور منسجمة مع واقعه وبيئته، وهذا أهم ما تميز به الشعر الشعبي في بلادنا العربية، ما جعل مجلتنا "المنبر العربي" تفرد صفحتين بين صفحاتها له.
والأهم أن هناك مواهب نسائية أصبحت تقرض الشعر الشعبي بأداء يمكن للمتذوق أن يستمتع بمفرداته وجمله كالشاعرة "ثناء القادري، وخزامة الورهاني، وربيعة غانم" وغيرهن ممن اخترقن أوساط الشعراء بجزالة مفرداتهم وصورهم الشعرية الجميلة».
وتابع "أباظة" قوله: «رأيت من واجب الصحافة أن تكرم هؤلاء الشعراء لأنهم قدموا للمجتمع الشيء الجميل، لذا تقدمت باسم مجلة "المنبر العربي" بشهادات تقدير وشكر لكل من الشاعر "فيصل نفاع" رئيس جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث، وللشاعرة "ثناء القادري" القادمة من منطقة "النبك" وللشاعر "علي الأديب" من مدينة "حمص"، لتكون الصحافة المقروءة خير سند للشعر والشعراء في الماضي والحاضر».
الشاعرة "ثناء القادري" بينت قائلةً: «تعتبر النساء الشاعرات في مجال الشعر الشعبي قلائل قياساً بشاعرات الفصحى، ولكن الشاعرة الشعبية أرى أنها أكثر التصاقاً بمجتمعها المحلي، لأنها تستخدم مفرداته وصوره المحلية، وقد جاء تكريم الصحافة لنا اليوم في مهرجان "شقا" السنوي الخامس حافزا كبيرا لنا كشاعرات لتفعيل دورنا أكثر، ولزيادة مساهمتنا برفد الحركة الثقافية الشعبية بأبيات شعرية تنقل الماضي العريق بمواكبة الحاضر الوثيق، من خلال حوار مشترك وثقافة مشتركة بين المناطق السورية من جهة، وتكريس دور المرأة العربية في ميادين الحياة كافة من جهة ثانية، كالقصيدة التي قلت فيها:
حج الحجيج وجيت دار البطولات
أسجد على تراب "شقا" وانحني له
صل العشا بروس الجبال المنيفات
بدار السويدا الماش حي مثيلة
من أهلنا "بالنبك" ألهم تحيات
تعداد حب الأرض وافي مكيلة
وأجل أصحاب العبي والعمامات
وأحلى تحية للوجوه النبيلة
بدورنا لا ننسى أن للإعلام دورا فعالا في إلقاء الضوء على المواهب الدفينة في مجتمعنا السوري، وللصحافة مكانة في قلوب كل الشعراء كما نحن اليوم في قلوب الصحافة».
كذلك أوضح الشاعر الشعبي "فوزات العبد الله" الذي قدم قصيدة كرم فيها الصحافة والصحفيين قال: «نحن الشعراء نجد أنفسنا في عيون الصحافة، وعلينا أن نكرمها كما تكرمنا، لأنها لسان حال المجتمع والناطقة باسم المجتمع وهي حقاً صاحبة الجلالة، ولهذا قلت فيها قصيدتي مبيناً دورها وأهميتها في تطوير المجتمع وتنميته».
يذكر أن الصحفي "مأمون أباظة" من مواليد قرية "نمرة" التي تبعد عن مدينة "شهبا" حوالي عشرة كيلو متر، يعمل مدير تحرير في مجلة "المنبر العربي" وهو عضو اتحاد الصحفيين.