المرأة بتاريخها.. بمضمونها.. ورؤيتها الأنثوية التي جسدت مفهوم الأسطورة والطبيعة والحياة منذ الأزل... مواضيع تناثرت في ثلاثة وعشرين عملاً فنياً للفنانة التشكيلية "مها مسعد رضوان" في معرضها الذي يقام حالياً في صالة العرض بمديرية الثقافة "بالسويداء".
عن هذا المعرض والمواضيع التي تناولتها اللوحات تحدثت الفنانة "رضوان" لموقع eSuweda في 18/7/2010، بالقول: «هذا هو المعرض الفردي الأول بعد ثلاثة معارض مشتركة في مديرية الثقافة "بالسويداء"، وهو يضم ثلاثاً وعشرين لوحة مرسومة بالألوان الترابية التي حملت الطابع الزخرفي، وأغلب مواضيع اللوحات مأخوذة من الخيال، لأنني لم أستند إلى حالة تصويرية مصدرها الواقع في المواضيع المرسومة، وكانت المرأة هي بطلة أغلب اللوحات، والسبب في ذلك هو إحساسي كأنثى تعرف عن المرأة أكثر مما يعرفه الرجل سواء عن جمالها أو عمقها أو نظرتها للأشياء، ولهذا بدا واضحاً الابتعاد في التشكيل عن رسم النظرة المعتادة لها على أنها جسد فقط، وإنما ظهرت الحالات النفسية والروحية في طقوس مختلفة، ففي بعض اللوحات تجدها حزينة وفي أخرى تحاكي بؤسها أو فرحها، وهنا كان لاستخدام تقنيات اللون في عتمته أو زهائه دور كبير في انعكاس الحالة التي أردت إظهارها، كما أنني لم أنس أن أظهر المرأة وهي تتأمل وتنظر إلى ما تريده في خيالها، وهذا ما جسدته اللوحات التي تناولت المرأة تاريخيا وأسطوريا عبر العصور وخاصة في علاقتها المباشرة مع تفاحة آدم التي يعتبرها العالم سبب كل المآسي والهبوط من الجنة، بينما حاولت أن أقدمها أنا كطريق لبداية المعرفة، وذلك برسم تفاحة يتوضع أمامها كتاب كبير، وأخيراً قدمت رسومات المرأة الريفية التي تتميز بصدقها وعفويتها ولباسها الريفي البسيط، وهنا أدخلت بعض الألوان والزخارف التي تخدم الفكرة الأساسية للوحة، وكل ذلك بأدوات بسيطة هي الفرشاة والألوان المائية الترابية، وطبعاً كان هناك لوحة من الزهور رسمت فيها الطبيعة الصامتة التي نعيش فيها بالمحافظة، وهذه اللوحة هي اليتيمة في معرض امتلأ برسوم النساء».
المعرض قدم للمتلقي رؤية جديدة لعالم المرأة عبر محاولة الفنانة إظهار المضمون في الشكل المرسوم، وخاصة في اللوحات التي تناولت الأسطورة والحياة والصراع الدائم بين الخير والشر، والأعمال التي عبرت عن الهاجس الدائم للإنسان في البحث عما لا يعرف
بدوره الفنان "عادل أبو الفضل" تحدث عن المعرض والمدارس المستخدمة فيه بالقول: «المعرض غني بلوحاته وقد طرحت فيه الفنانة عدة موضوعات إنسانية من خلال رسم المرأة نفسها، وهذا ما يجعلنا نقول إن موضوع اللوحة عند الفنانة كان فكرياً قبل أن يكون فنياً، والأعمال بكاملها اتسمت بالعفوية والمصداقية ووحدة الشكل، والمدارس الفنية التي ظهرت في الأعمال تنقلت بين التعبيرية والتجريدية والواقعية».
وعما قدمه المعرض للزائر يقول الفنان "جهاد الزغبي": «المعرض قدم للمتلقي رؤية جديدة لعالم المرأة عبر محاولة الفنانة إظهار المضمون في الشكل المرسوم، وخاصة في اللوحات التي تناولت الأسطورة والحياة والصراع الدائم بين الخير والشر، والأعمال التي عبرت عن الهاجس الدائم للإنسان في البحث عما لا يعرف».
يذكر أن المعرض سيستمر لمدة عشرة أيام، وأن الفنانة "رضوان" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1970، وقد درست الفن دراسة خاصة في مركز الفنون التشكيلية ومركز "اللجين" للفنون المعاصرة. وأن المعارض الجماعية التي أقامتها هي: في مركز الفنون التشكيلية في عام 2003، ومركز "اللجين" للفنون المعاصرة في عام 2004، ومركز الفنون في عام 2005.