لقاء فريد لم يعهده جمهور "السويداء" بين أناقة المفروشات وجمالية اللوحة الفنية حيث استضاف معرض "باريس هوم" للمفروشات مجموعة "سنديان" للفن التشكيلي ليكون الفن رفيقاً للأناقة في معرض عنوانه "عندما يكمل الفن الأناقة" ليحكي عن حالة فنية تعتبر اللوحة محورها الأساسي.
بعد جولة في أرجاء المعرض الذي احتل إحدى صالات "باريس هوم" القائم في مدخل قرية "عتيل" على طريق "دمشق" "السويداء" كانت حصيلة موقع eSuweda مجموعة من اللقاءات مع الزوار والمنظمين للتعرف على رؤيا الجمهور لهذا المعرض ومنشأ الفكرة التي تعتبر حديثة في الأوساط الفنية في هذه المحافظة.
في الغالب تقام المعارض الفنية في صالات خاصة للعرض اليوم نحن أمام تجربة جديدة، ولا أنكر أنها متميزة لكونها تناقش أهمية اللوحة الفنية كلمسة فنية وجمالية تضاف للمنزل ودورها في تشكيل مشهد فني للقاعات، ومن المعروف أن الجميع يعتني بانتقاء الفرش والتصاميم لتكون اللوحة المرحلة الأخيرة لاستكمال الصورة، ومن وجهة نظري فرسالة هذا المعرض تميل للتحيز للعمل الفني لتظهره كمحور أولي لتشكيل أي تصميم منزلي تضاف إليه أشكال وألوان وتصاميم الفرش
الآنسة "رائدة رحال" مدرسة للغة العربية حدثتنا أثناء زيارة المعرض بقولها: «في الغالب تقام المعارض الفنية في صالات خاصة للعرض اليوم نحن أمام تجربة جديدة، ولا أنكر أنها متميزة لكونها تناقش أهمية اللوحة الفنية كلمسة فنية وجمالية تضاف للمنزل ودورها في تشكيل مشهد فني للقاعات، ومن المعروف أن الجميع يعتني بانتقاء الفرش والتصاميم لتكون اللوحة المرحلة الأخيرة لاستكمال الصورة، ومن وجهة نظري فرسالة هذا المعرض تميل للتحيز للعمل الفني لتظهره كمحور أولي لتشكيل أي تصميم منزلي تضاف إليه أشكال وألوان وتصاميم الفرش».
الأستاذ "راكان الحناوي" صاحب "باريس هوم" بين أن المعرض عمل غير تقليدي وأسلوب جديد لتكريس ثقافة فنية من نوع جديد وقال: «من خلال عملنا في مجال الحدائق والمفروشات حاولنا التواصل مع الجمهور بأفكار جديدة وعصرية تفرض الاهتمام بالفن، وهذا المعرض مكمل لمشاريعنا السابقة التي تهدف لتكريس ثقافة فنية تنطلق من اللوحة كقيمة فنية وجمالية تشكل محوراً لتصميم جميل لهذا المنزل أو ذاك، وعلى الرغم من اهتمامنا بأحدث التصاميم للأثاث والمفروشات لكننا نعلم جيداً أن العمل الفني سواء كان لوحة فنية أم تمثال فهو القيمة الفنية الباقية، فالمفروشات تتغير حسب خطوط الموضة في هذا المجال وتتبع لتصاميم صناعية قابلة للتجدد، لكن القديم منها قابل للزوال في حين تستمر حياة اللوحة لأجيال متعددة وتتوارثها الأجيال بوصفها حالة إنسانية كلما تمعنا بها أكثر كلما اكتشفنا جوانبها الخفية القادرة على مدنا براحة النظر والروح فاللوحة ليست للزينة بقدر ما هي تجسيد لرؤيا إنسانية تصلح لكل العصور والأزمنة.
وبالنسبة لهذا المعرض فقد حرصنا على استضافة فنانين على درجة عالية من الذوق ولهم مجموعات وأعمال فنية مقتناة في عدد كبير من دول العالم، لشعورنا أن اللوحة عندما تعرض مرافقة للمفروشات فهي تأخذ مكانها الطبيعي وقد كان لمجموعات الفنانين بصمات واضحة في إنجاح المعرض لأن اللوحات هي مادة العرض الأولى لتكون المفروشات مكملة للمشهد الجمالي الذي تخلقه اللوحة، حيث عرضنا ما يقارب 90 عملاً لسبعة فنانين هم: "أنور رشيد"، و"أيمن فضة رضوان"، و"حسان فريد حسان"، و"عادل أبو الفضل" و"عصام الشاطر"، و"عمر إبراهيم" و"منصور الحناوي"».
الفنان التشكيلي "أيمن فضة رضوان" من الفنانين المشاركين تحت اسم "سنديان" للفن التشكيلي قال: «إدخال اللوحة للمنزل فكرة عملنا عليها ضمن مجموعة، فاللوحة هذا العمل الفني يجب أن تكون مكوناً وعاملاً جمالياً للبيت يقدم متعة بصرية وقد اختبرنا عدة أساليب للتعريف بأهمية اللوحة، اليوم وبالتعاون مع "باريس هوم" كانت لنا فرصة لتقديم رسالة لجمهور السويداء لنحاوره في ثنائية الفن والأناقة ليكون حواراً مفتوحاً، ومن خلال هذا المعرض حاولنا التواصل بمن هو مهتم بالمفروشات الفاخرة والأنيقة وقدمنا لوحاتنا بشيء من الخصوصية وعلى المتلقي أن يقيم هذه التجربة التي شعرنا بنجاحها ليس في مجال التسويق بل من خلال تجديد طرح الأفكار الفنية على ساحة المجتمع، لنطرح من خلال هذه التجربة عدة أسئلة تتمحور حول فكرة اقتناء اللوحة الفنية، وقد لمسنا واقع تعاطي المجتمع معها فهناك من يرتاح لوجود اللوحة الفنية وهناك شرائح تقتني اللوحة لمجرد العرض، لكننا كفنانين نحرص على التعريف بالعمل الفني كصورة ملونة لخيالنا وأحاسيسنا».
عن فكرة اقتناء اللوحة التي لا تزال فكرة بعيدة عن الجمهور مع أننا في منطقة متذوقة للفن ومتعايشة حدثنا الفنان التشكيلي "عصام الشاطر" أحد المشاركين في المعرض بقوله: «بالعودة للمراحل التي انتشر فيها الفن التشكيلي في هذه المحافظة التي لم تكن لتسبق سبعينيات القرن الماضي، نجد أن تواجد الفن التشكيلي حديثاً في منطقتنا مقارنة مع مناطق الأخرى، لذا فالجمهور يختلف إلى حد ما عن جمهور العمل الفني في محافظات أخرى ارتفعت فيها نسبة التعاطي مع العمل الفني في الحياة اليومية، لكن ما يحصل اليوم ومستوى الأنشطة الفنية أخذت تنتقل بالمجتمع لرؤيا جديدة عايشتها الشعوب في مراحل سابقة وفي مناطق أخرى من العالم، فعلى سبيل المثال كان الأشخاص ينتقون الفرش ومن ثم اللوحة الفنية، اليوم بالعكس في البداية تنتقى اللوحة ومن ثم يستكمل تصميم الفرش لينسجم مع الحالة الفنية التي يجسدها العمل الفني، لأن اللوحة تفرض نفسها وهي القادرة على خلق نوع من الانسجام للتصميم، وبشكل عام فإن من يقتني اللوحة يشعر بتأثيرها الواضح على المكان خاصة عندما يغير مكانها أو يحاول استبدالها، فما يشفع للوحة أنها الأطول عمراً وعكس المتبع فكلما كانت قديمة كلما ارتفعت قيمتها سواء المادية أو المعنوية، لذا حاولنا من خلال المشاركة في هذا المعرض إظهار أفكارنا للمتلقي لنتعاون معاً على خلق مناخات فنية جديدة تثري وجود العمل الفني في مجتمعنا».