في بادرة هي الأولى من نوعها استضاف المركز الثقافي في "السويداء" عرضاً للأزياء قدم له أحد طلاب الثانوية الصناعية اختصاص ألبسة، ليكون هذا المعرض تجربته الأولى أيضاً في عالم الموضة والأزياء بعمر الثامنة عشرة.
"ربيع المحيثاوي" ومن خلال ما يتجاوز 50 تصميماً وعدد من الأزياء المنفذة قدم تعريفاً لمصمم يخطو خطواته الأولى إلى عالم الموضة، التي تقتضي آفاقاً واسعة وهواية أجمع حضور المعرض على توافرها لدى هذا الشاب.
"ربيع" شاب طموح ومثابر في عمله اطلعت على عدد من تصاميمه وراقبته أثناء العمل وشعرت بالتزامه بالعمل وأن له شخصية خاصة بالتعبير عن تصاميمه، التي تتميز بالنظرة المستقبلية وهذه أهم شروط المصمم الناجح، ولا أنكر أن تقديم أعماله وعرضها على أكبر عدد من المتلقين خطوة لا تخلو من المخاطرة، لكن الثقة بالعمل قد تكون وراء النجاح ليكون المعرض تجربة أولى تتبعها عدة تجارب أتمنى لها النجاح
من زوار المعرض الفنان "ربيع بلان" الذي تحدث لموقع eSuweda بقوله: «حالة جميلة يعيشها زائر هذا المعرض من خلال تناغم فني خفيف الظل خلقه "ربيع" بلوحات تصميمية متنوعة، أظهرت خيالاً متدفقاً وحلماً بالارتقاء لعالم لا يبتعد كثيراً عن الفن، لأننا نعلم أن تصميم الأزياء ينطلق من رؤيا فنية وجمالية، ووجود هذا المعرض في صالة تعودت على تقديم نتاج الفن التشكيلي خطوة فيها الكثير من الدعم لموهبة هذا الشاب الذي طرق باب التميز في مرحلة مبكرة قد تتلاقى مع تجارب كانت فيها الموهبة بداية لمرحلة خلاقة من الاحترافية والنجاح».
وبفرحة الأب لتحقيق حلم الابن بمشروع عمل على إنجازه طوال عام مضى تحدث "هيثم المحيثاوي" والد "ربيع" بقوله: «لم يخفِ "ربيع" موهبته الفنية فقد كان الرسم قبل التصميم يشغل حيزاً من تفكيره، لكنه بعد الانتساب للثانوية الصناعية اختصاص ألبسة بات يسخر هذه الموهبة للخروج بتصاميم جديدة جذبت انتباه المدرسين لموهبته وأخرجته من عالم الفن التشكيلي إلى عالم وفضاء تصميم الأزياء، وقد اقتنعتُ ووالدته بهذه الموهبة وعندما أخذ ينتج عدداً كبيراً من التصاميم وينفذها أخذنا نخطط لإقامة معرض كي لا تبقى هذه التصاميم حبيسة الأدراج، وسعينا منذ أشهر لحجز الصالة والحصول على موافقة إدارة المركز الثقافي في "السويداء" الذي اقتنع بالفكرة وشجعنا، وقد حفزنا "ربيع" على تكثيف العمل ليقدم ما لديه من أفكار جديدة نتوقع أن تلاقي استحسان الجمهور».
وعبر "ربيع المحيثاوي" عن تجربته الأولى بأنها محاولة لاستطلاع آراء الجمهور والتشارك بالفكرة حيث قال: «قد يستغرب البعض إقامة هذا المعرض لأنني مازلت طالباً ولم أحصل بعد على الشهادة الثانوية الصناعية في مجال صناعة الألبسة، حيث يعود الفضل لوالدي اللذين حضرا للمعرض بهدف تشجيعي على عرض أعمالي بشكل فردي وأقنعاني بالفكرة، التي أستطيع وصفها بأنها فرصة للتشارك بالرأي مع الجمهور واستطلاع آرائهم بما نفذت من أزياء وتصاميم حاولت من خلالها تقديم أفكار جديدة للأزياء، فمن خلال الدراسة تعلمت أصول الخياطة والأساليب الصحيحة لإنتاج ألبسة لكل الأعمار وتابعت الدراسة باهتمام لأتقن الخياطة على الماكينة والقص، وأعترف أني طالب لجوج حيث كنت أستفسر عن كل طريقة لأتعلمها، وأخذت أجرب تنفيذ كل ما يعرض من تصاميم، جزء كان على شكل وظائف نكلف بها كطلاب والباقي كان لدوافع شخصية ورغبة في دخول عالم التصميم، وكان كلما صعب عليّ أمر اتجهت بالسؤال للمعلمات والمعلمين ومن بعدها للمحترفين في هذه المهنة، وكنت قد اختبرت تصميم الألبسة لوالدتي ووالدي ولعدد من الجارات ومن الرفاق وكان الثناء على العمل يفرحني ويشجعني على العمل».
أما الدراسة الأكاديمية فهي الحلم الذي يسعى "ربيع" لتحقيقه مع أحلام أخرى حيث قال: «أحاول جهدي ألا يشغلني العمل عن الدراسة الأكاديمية، فإذا لم أتمكن من إكمال الدراسة في كلية الفنون الجميلة لكونها الأقرب لاختصاصي، فسأعمل جهدي للانتساب لإحدى الجامعات الخاصة المختصة في هذا المجال داخل أو خارج سورية، فإتقان الخياطة وصناعة الألبسة هوايتي لكن ليس لأعمل كخياط عادي أو أؤسس لمحل توصيات لموديلات محددة، بل لأكون مصمماً قادراً على تقديم خط فني ذاتي أطرح من خلاله أفكاري وما تعلمته في مجال إخفاء عيوب الجسم وانتقاء الزي الجميل».
ومن وجهة نظر الدكتور "جورج شلش" المختص بتصميم الأزياء فإن "ربيع" مشروع مصمم ناجح بالاعتماد على أفكاره الخلاقة حيث قال: «"ربيع" شاب طموح ومثابر في عمله اطلعت على عدد من تصاميمه وراقبته أثناء العمل وشعرت بالتزامه بالعمل وأن له شخصية خاصة بالتعبير عن تصاميمه، التي تتميز بالنظرة المستقبلية وهذه أهم شروط المصمم الناجح، ولا أنكر أن تقديم أعماله وعرضها على أكبر عدد من المتلقين خطوة لا تخلو من المخاطرة، لكن الثقة بالعمل قد تكون وراء النجاح ليكون المعرض تجربة أولى تتبعها عدة تجارب أتمنى لها النجاح».
وعن المعرض يضيف: «إنه يتألف من باقة متناغمة من تصاميم فساتين السهرة والسبورات والألبسة الرجالية إلى جانب لوحات ملونة لألبسة نسائية متنوعة وتصاميم للأحذية بوصفها مكملة للأزياء، وألبسة لمناسبات خاصة شغلت الزوار لأنها عبرت عن شخصية هذا المصمم الذي حرص على إظهار فكرة التصميم وقناعته بأن الأزياء لا تحتاج للمبالغة أو الخروج عن المألوف، وبرأيي جمالية الزي في بساطته، ومدى انسجامه مع تقاليد مجتمعنا وظروفه التي تطبعنا بطابع خاص يحق لنا أن نسميه متميزاً».