أضاء المهرجان الأدبي للمرأة شمعته الخامسة ليكون الشعر والأدب ضيفاً على جمهور هذا المهرجان، الذي تحول لتقليد سنوي يعرض نتاجات أدبية نسائية تبدأ من الشعر ولا تنتهي عند الأدب.
فمع بداية شهر آذار من كل عام يرسم هذا المهرجان لوحة جديدة متنوعة الفعاليات حصرت في النساء الأديبات، تقدم لجمهور متنوع تعود على انتظار هذا المهرجان والتفاعل معه كفعالية نسائية كانت هذا العام إحدى نتاجات التعاون بين مديرية الثقافة والمجتمع الأهلي، موقع eSuweda تابع انطلاقة المهرجان لينقل لمتصفحيه صورة مقربة من خلال من أعد وشارك في تجسيد هذا الملمح الثقافي والأدبي الذي حظي بالاهتمام.
دعيت للمشاركة وأنا في صدد الإعداد لديواني الأول، وبالنسبة لي فإن هذه المشاركة تعني لي الكثير وقد تكون فرصة الظهور على منبر نسائي فرصة لا تعوض لأي شاعرة في هذه المحافظة
النحات "فؤاد أبو عساف" تحدث عن المهرجان كونه تابع جانبا من الفعاليات بقوله:
«جميل أن يتحول المهرجان من مهرجان شعري إلى مهرجان أدبي وفني شامل، لأنها حالة من التطور تسترعي الاهتمام وتدفع للتفاؤل بالدورات القادمة، لنكون على موعد مع بصمة نسائية أدبية تدعم الحركة الثقافية التي وصلت لحدود متطورة في هذا المحافظة، التي تعتبر من الأوساط الخلاقة لدعم المرأة وتمكينها من إثبات نفسها وما تمتلك من طاقات ومواهب لايمكن تجاهلها».
وأن يكون للمرأة يومها الخاص الذي تثري به الساحة الأدبية فكرة ولدت منذ خمس سنوات لتكبر بصورة تعلق عليها الآمال، فكرة حدثتنا عنها الشاعرة "ليندا عبد الباقي" صاحبة دار "ليندا" للطباعة والنشر وإحدى مصممات هذا المهرجان كمشروع أدبي وقالت: «بمناسبة عيد الأم ويوم المرأة العالمي وقع الاختيار على شهر آذار ليكون موعدا سنويا لمهرجان المرأة الأدبي، الذي كان في الدورات السابقة مهرجانا شعريا تلتقي به التجارب النسائية على ساحة المحافظة والقطر، هذا العام حرصنا على إنتاج نسخة متطورة لهذا المهرجان ترتقي لأسلوب جديد يغني هذه الفعالية، ليكون المهرجان شاملاً لأمسيات شعرية وأدبية إلى جانب أنشطة فنية وثقافية.
اليوم انطلق المهرجان بأمسية شعرية لعدد من الشاعرات من "السويداء" وخارجها، إلى جانب افتتاح معرض للكتاب ترعاه دار "ليندا" للطباعة والنشر التي جعلت انطلاقتها مرافقة لهذا المهرجان كتجربة نسائية جديدة في مجال دور النشر في المحافظة، وقد حرصنا على تقديم معرض غني ومتنوع وتم على هامش الافتتاح لهذا المعرض توقيع لديواني الذي حمل اسم "صهيل صمتي" الذي يعود ريعه لصالح جمعية المعوقين بالمحافظة، وفي المجال الفني رافق الفعالية افتتاح لمعرض نحتي خصص لعرض تجارب نسائية في هذا المجال، وليتضمن اليوم الثاني أنشطة أدبية أهمها أمسية لعدد من الكاتبات والفنانات تحت عنوان عريض" المرأة العربية ودورها في الفن والأدب"، وبشكل عام فإن هذا التعاون لم ينبع من فراغ لأننا لقينا تعاون كبير من قبل مديرية الثقافة، وعددا من الفنانين الذين أشرفوا على الفعاليات الفنية ليكون هذا المهرجان خطوة متقدمة لكل النساء المثقفات في هذه المحافظة ومن أراد أن يشاركنا من خارج "السويداء"».
مديرية الثقافة التي أظهرت نوعا من التفاعل مع المهرجان كانت الأجدر باحتضان هذه الفعاليات بمسرحها وقاعاتها المجهزة هذا ما حدثنا به الدكتور "ثائر زين الدين" مدير الثقافة في "السويداء" بقوله:
«صورة جميلة من التعاون يعكسها مهرجان المرأة لهذا العام، وكمديرية ثقافة حرصنا على تقديم المكان المناسب لدعم هذا المهرجان، فالغاية بدايةً تتمثل في خلق طقس أدبي ثقافي خاص بالمرأة لنخرج من دائرة احتكار الرجال للمنابر الثقافية، وقد حاولنا بالتعاون مع دار "ليندا" التركيز على خصوصية المهرجان وقد أعجبنا الاهتمام من كل المعنيين بالشأن الثقافي كتاب وكاتبات وفنانين تشكيليين ليرى المهرجان النور بالصورة التي تنسجم مع السنوات السابقة وما حققه على ساحة المحافظة، ومن ناحية حصر المشاركة بالأصوات النسائية فمن وجهة نظري هو عامل حيوي ينسجم مع طبيعة هذه الفعالية، لأننا نسمي المهرجان مهرجان المرأة وعندما نتحدث عن المرأة فإننا نتحدث عن كل ما تزينه الرقة وتمتزج به مشاعر العطاء والخصوبة ليكون هذا النشاط نشاط نسائي بحت».
الشاعرة "مادلين اسبر" من مدينة "حمص" حدثتنا عن مشاركتها الثانية في هذا المهرجان وقالت:
«مشاركتي الأولى في هذه المهرجان كانت تجربة مؤثرة لأنها فتحت المجال أمامي للقاء جمهور متميز عبر عن المستوى الثقافي المرتفع في هذه المحافظة، وقد أسعدتني الدعوة للمشاركة هذا العام خاصة مع هذه الباقة المتنوعة من الأنشطة التي أشعر أنها إضافة مناسبة لهذا المهرجان».
وقد يكون المهرجان فرصة لمن هم في بداية الطريق، كما أخبرتنا الشاعرة "وئام مسعود": «دعيت للمشاركة وأنا في صدد الإعداد لديواني الأول، وبالنسبة لي فإن هذه المشاركة تعني لي الكثير وقد تكون فرصة الظهور على منبر نسائي فرصة لا تعوض لأي شاعرة في هذه المحافظة».
ومما يجدر ذكره أن الأمسية الشعرية الأولى قدمتها الشاعرات "هنادي زرقة"من اللاذقية و"مادلين اسبر" من "حمص" و"رئيفة المصري" من "فلسطين" و"لينا تقلا" من "دمشق" و"وئام مسعود" من "السويداء"، وشمل المعرض النحتي أعمالا لثمان فنانات قدمن أعمالهن النحتية خلال المهرجان، الذي استقبل العديد من الزوار والمهتمين.